الصليب , تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم بعيد الصليب المقدس، أحد أهم الأعياد المسيحية المرتبطة بذكرى اكتشاف الذي صُلب عليه السيد المسيح. ويُعد هذا العيد مناسبة روحية وتاريخية عظيمة، حيث يجتمع الأقباط في الكنائس لإحياء هذه الذكرى المقدسة بالصلوات والتسابيح ورفع البخور.
✝️ ثلاث مناسبات لعيد الصليب
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بهذا العيد ثلاث مرات في العام، وهو ما يعكس أهمية هذا الحدث في العقيدة المسيحية:
الأولى في الجمعة العظيمة، وهو اليوم الذي يُعتقد أنه يوم صلب السيد المسيح.
الثانية في السادس عشر من شهر توت القبطي، وتُحيى فيه ذكرى اكتشافه على يد القديسة هيلانة، والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين الكبير.
الثالثة في ذكرى استعادته من الفرس على يد الإمبراطور هيرقل، وذلك بعد أن سُرقت وبقيت في حوزتهم نحو 14 عامًا.
هذه الاحتفالات ليست مجرد تذكير بأحداث تاريخية، بل هي تجديد للروح والإيمان بأن الصليب هو رمز الخلاص والتضحية الإلهية.
????️ اكتشاف الصليب: قصة إيمان وبحث
تُسرد قصة اكتشافه في كتاب “السنكسار“، وهو كتاب كنسي يُدوِّن الأحداث الدينية اليومية. ووفقًا للرواية، وصلت الملكة هيلانة إلى أورشليم عام 326 م، بعد أن شعرت بحافز إلهي لاكتشافه الحقيقي. ومعها جيش روماني كبير، بدأت تسأل عن موقعه ، إلا أن أحدًا لم يدلها عليه.
وبعد الضغط على أحد شيوخ اليهود، كشف لها عن مكان يُعتقد أن الصلبان الثلاثة دُفنت فيه، وهو كيمان الجلجثة. أمرت الملكة بتطهير المكان، فتم العثور على ثلاثة صلبان، دون معرفة أيٍّ منها هو الخاص بالمسيح.
⚰️ معجزة القيامة… والدليل الإلهي
من أجل التحقق من الحقيقي، أحضروا ميتًا ووضعوه تباعًا على كل واحد . لم يحدث شيء مع الأول ولا الثاني، لكن عندما وُضع على الثالث، عاد الميت إلى الحياة في مشهد مهيب، اعتُبر علامة إلهية واضحة على أن هذا هو الخاص السيد المسيح.
سجدت الملكة هيلانة له، وشاركتها الجماهير في التعبير عن الفرح والرهبة، وأمرت بإرسال جزء منه والمسامير إلى ابنها الإمبراطور قسطنطين. كما بادرت بتشييد الكنائس في موقع الجلجثة، تخليدًا لهذه الذكرى العظيمة.
???? عيد يحمل معنى الخلاص
هذا العيد في الكنيسة القبطية هو أكثر من مناسبة تاريخية، إنه احتفال بالإيمان المنتصر، وتذكار للتضحية التي غيرت وجه العالم. فالكنيسة تنظر إليه باعتباره رمز الحب الإلهي والفداء، وتحرص على إحياء هذه الذكرى سنويًا لتثبيت معنى الرجاء والخلاص في نفوس المؤمنين.
