أخبار عاجلة

40% من الموظفين يعانون من آثار «العمل الوهمي» الناتج عن أدوات الذكاء الاصطناعي

40% من الموظفين يعانون من آثار «العمل الوهمي» الناتج عن أدوات الذكاء الاصطناعي
40% من الموظفين يعانون من آثار «العمل الوهمي» الناتج عن أدوات الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

حسين أنسي

رغم الضجيج العالمي حول قدرة الذكاء الاصطناعي على إحداث ثورة في بيئة العمل وزيادة الإنتاجية، إلا أن أحدث دراسة نشرتها هارفارد بزنس ريفيو كشفت جانباً آخر أكثر تعقيداً من الصورة، حيث ظهر ما وصفه الباحثون بـ«العمل الوهمي» (Workslop) — وهو نوع من المهام والمخرجات التي تبدو في ظاهرها عملاً منجزاً، لكنها في جوهرها خالية من القيمة الحقيقية، وغالباً ما تكون من إنتاج أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

إنتاج وفير بلا قيمة

الدراسة، التي أجرتها جامعة ستانفورد ومؤسسة «بيتر أب لابز»، أوضحت أن نحو 40% من الموظفين في الولايات المتحدة واجهوا خلال الشهر الماضي مهاماً صنفت ضمن «العمل الوهمي».

وتشير النتائج إلى أن هؤلاء الموظفين اضطروا إلى قضاء ساعات إضافية في مراجعة وتصحيح المخرجات التي أنتجتها أدوات الذكاء الاصطناعي أو زملاؤهم الذين اعتمدوا عليها بشكل مفرط.

أحد مديري قطاع التجزئة وصف التجربة قائلاً: «اضطررت لإعادة التحقق من كل شيء بنفسي، ثم عقد اجتماعات لتصحيح الأخطاء، وفي النهاية أنجزت العمل من البداية مجدداً».

تكلفة خفية تتضاعف

لم يقتصر أثر الظاهرة على الإزعاج المهني فحسب، بل امتد ليشكل عبئاً اقتصادياً كبيراً على الشركات.

فبحسب الدراسة، يقضي الموظف ما يقارب ساعتين إضافيتين في معالجة كل حالة من «العمل الوهمي»، ما يترجم إلى تكلفة تقديرية تبلغ 186 دولاراً شهرياً للفرد.

وبالنسبة لشركة تضم 10 آلاف موظف، قد تصل الخسائر الإنتاجية إلى أكثر من 9 ملايين دولار سنوياً، وهو رقم يناقض الوعود التي قدمتها شركات التكنولوجيا بأن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تسريع الأداء وتقليص التكاليف.

وعود التقنية تصطدم بواقع الإحباط

نتائج الدراسة تتقاطع مع أبحاث أخرى لمعهد «إم آي تي»، تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يُحدث بعد طفرة في إيرادات الشركات على نطاق واسع، بل إن تطبيقه العشوائي قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

ففي الوقت الذي تؤكد فيه شركات التكنولوجيا أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل الوظائف المكتبية، تكشف الأبحاث أن الواقع مختلف تماماً — حيث تتحول التقنية إلى مصدر ضغط جديد على الموظفين بدلاً من أن تكون أداة تسهيل.

ازدواجية في بيئة العمل

يتعرض الموظفون، خاصة الشباب، لضغوط متزايدة لاستخدام أدوات مثل ChatGPT وClaude وGemini، في حين يواجهون اللوم إذا كانت النتائج غير دقيقة أو تفتقر للسياق.

بكلمات أخرى، يُطلب منهم إنجاز العمل كاملاً ثم إضافة «لمسة ذكاء اصطناعي» فقط لتبرير النفقات التقنية أمام الإدارة والمساهمين، مما يخلق دائرة من الجهد المكرر والعمل غير المنتج.

«ضريبة غير مرئية» على الشركات

يطلق الباحثون على الظاهرة مصطلح «الضريبة غير المرئية» التي يدفعها الموظفون والمؤسسات معاً.

فبدلاً من تحقيق الكفاءة المرجوة، تتحول التقنية إلى مصدر استنزاف للوقت والموارد، إذ يقضي الموظفون ساعات إضافية في مراجعة الأخطاء الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى تأخير المشروعات وارتفاع التكاليف التشغيلية.

بين فقاعة الإنترنت وسباق الذكاء الاصطناعي

ويرى بعض خبراء الاقتصاد أن ما يحدث اليوم يذكّر بـ«فقاعة الإنترنت» مطلع الألفية، حيث تتسابق الشركات لتبني أدوات الذكاء الاصطناعي دون استراتيجية واضحة، فقط لإظهار سرعة التكيف مع التكنولوجيا الحديثة، كما دعا إلى ذلك سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI.

لكن النتيجة، كما توضح الدراسات، هي إنتاج وفير بلا جودة، ومخرجات تحتاج لإعادة معالجة، مما يجعل الذكاء الاصطناعي عبئاً على بيئة العمل بدلاً من أن يكون أداة دعم لها.

نحو استخدام أكثر رشداً

خلص الباحثون إلى أن الحل يكمن في إعادة صياغة علاقة المؤسسات بالتقنية، عبر تحديد واضح لمتى وكيف تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي، وتدريب الموظفين على التحقق من مخرجاتها بدقة.

فالذكاء الاصطناعي، كما أكد التقرير، يجب أن يُستخدم في تحسين جودة العمل الحقيقي، لا في إنتاج محتوى سطحي يضاعف الأعباء.

وحتى يتحقق هذا التوازن، ستظل الشركات تدفع «ضريبة العمل الوهمي» — تلك التكلفة غير المرئية التي تُذكّر الجميع بأن الوعود الرقمية قد تحمل أحياناً واقعاً أكثر تعقيداً مما يبدو في العناوين التسويقية.

اقرأ ايضا

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق التشكيلة الرسمية لـ مانشستر سيتي لمواجهه بيرنلي بالدوري الإنجليزي
التالى مصر.. وزيرا العمل والتضامن الاجتماعي يقرران صرف 400 ألف جنيه لأسرة كل متوفي في حادث حريق مصنع بالمحلة