
تحتفل مصر وشتى بقاع العالم باليوم العالمي للسياحة الموافق الـ 27 سبتمبر هذا العام، والذي يحل علينا بنكهة خاصة مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير ليضيف أجواء ساحرة هذا العالم مما يعزز القطاع السياحي المصري لكونه واحدًا من أكبر المتاحف الأثرية في العالم.
واعتمدت منظمة السياحة العالمية موعد اليوم العالمي للسياحة في عام 1980، واختير هذا التاريخ لأنه يوافق ذكرى إقرار النظام الأساسي لمنظمة السياحة العالمية والتى يشارك فيها أكثر من عضو يمثلون مصر فيها منذ عام 1970، ما يجعله رمزًا لانطلاق التعاون الدولي في هذا المجال، وتعد مصر، بتاريخها العريق ومقوماتها الطبيعية والثقافية، من أبرز الدول التي تستغل هذه المناسبة لإبراز ثروتها السياحية الهائلة، حيث تمتلك مزيجًا فريدًا من الحضارات القديمة والموارد الطبيعية يجعلها وجهة استثنائية للزوار من مختلف أنحاء العالم.

ثلثى آثار العالم
وفي هذا الشأن علق نائب رئيس غرفة شركات السياحة والسفر الدكتور كريم محسن لـ"البوابة نيوز" قائلًا، إن مصر أهم وجهة سياحية تحتوي ثلثى آثار العالم وتحتوى على آثار فرعونية وقبطية وإسلامية ويونانية وهياكل لديناصورات ما قبل التاريخ وآلاف المتاحف والأهرامات وأبو الهول و1300 مكان للسياحة العلاجية وآلاف المساجد والكنائس ومئات المعابد اليهودية وسواحل على البحرين الأبيض والأحمر وضفاف النيل من شمالها الى جنوبه وسياحة السفارى فى الصحراء الغربية والشرقية وآلاف الحدائق والمنتجعات والمصايف والمشاتى والقصور الملكية والمناظر الطبيعية الخلابة وشوارع ومبانى عمرها ألف السنين المنصرمة
المتحف المصري الكبير.. جوهرة ثقافية جديدة تفتح أبوابها للعالم
وقالت الدكتورة جيهان زكي، المديرة التنفيذية للمتحف لـ"البوابة نيوز"، إن الافتتاح يمثل نقلة نوعية لمكانة مصر على خريطة السياحة العالمية والمتحف المصري الكبير مركز عالمي للبحث والتعليم والتفاعل الثقافي، صمم ليخدم الأجيال القادمة ويعكس عظمة الحضارة المصرية عبر تقنيات عرض حديثة ووسائط تفاعلية تجعل الزائر يعيش تجربة فريدة، وأشارت إلى أن المتحف سيعرض القطع الأثرية وفق أحدث أساليب العرض المتحفي، بما في ذلك الإضاءة الذكية والوسائط الرقمية التي تسمح للزائر بالتعرف على تاريخ كل قطعة والتفاعل مع قصتها.
وأوضحت، أن العالم يشهد حدثًا تاريخيًا مع افتتاح المتحف المصري الكبير عند هضبة الأهرام بالجيزة، ليصبح أكبر صرح أثري وثقافي مخصص للحضارة المصرية القديمة، حيث يمتد المتحف على مساحة تقارب نصف مليون متر مربع، ويضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية، من بينها المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون، التي تعرض لأول مرة مجتمعة في مكان واحد، و يطل المبنى بتصميم معماري فريد يمزج بين الحداثة وروح الحضارة الفرعونية، حيث تتصدره واجهة زجاجية عملاقة تطل على أهرامات الجيزة، ما يمنح الزائر تجربة بصرية استثنائية منذ لحظة الدخول.، ويضم المتحف قاعات عرض ضخمة، ومراكز أبحاث، ومعامل ترميم متطورة تُعد من الأكبر في العالم، إلى جانب قاعات مؤتمرات ومناطق ترفيهية ومطاعم ومساحات خضراء، ليشكل مدينة ثقافية متكاملة وليست مجرد متحف تقليدي.
وأضافت، أن افتتاح المتحف يواكب استراتيجية الدولة المصرية لتعزيز السياحة الثقافية وجذب ملايين الزوار سنويًا، خاصة مع موقعه الفريد على بعد دقائق من أهرامات الجيزة، ما يتيح للزائر رحلة متكاملة تجمع بين أعظم معالم الحضارة الفرعونية القديمة ، وتؤكد دكتورة جيهان زكي أن فريق العمل يضم خبراء مصريين ودوليين في مجالات الترميم والتقنيات المتحفية، وأن المعامل المتطورة بالمتحف ستخدم الباحثين من مختلف أنحاء العالم، ما يجعله مركزًا علميًا عالميًا إلى جانب دوره السياحي.
وبهذا الافتتاح، ترسخ مصر مكانتها كحاضنة للتراث الإنساني ووجهة سياحية وثقافية من الطراز الأول، إذ يجمع المتحف المصري الكبير بين عراقة الماضي وأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، ليكون منارة حضارية تشع من قلب الجيزة إلى كل أنحاء العالم.

كنوز لا تنضب من الحضارات والأديان
وقال رئيس مجلس إدارة الغرفة دكتور جورج نادر الببلاوى لـ"البوابة نيوز"، إن مصر تمثل متحفًا مفتوحًا للتاريخ الإنساني، إذ تحتوي على ثلثي آثار العالم ، فمن الأهرامات وأبو الهول في الجيزة، إلى المعابد الفرعونية المنتشرة في الأقصر وأسوان، تعانق البلاد ملامح حضارات سبقت آلاف السنين. ولا يقتصر الأمر على الآثار الفرعونية فحسب، بل تزخر مصر بتراث قبطي فريد، مثل الكنائس القديمة في القاهرة ومجمع الأديان، إلى جانب العمارة الإسلامية التي تزين شوارع القاهرة الفاطمية بمساجدها التي تتجاوز الألف، فضلًا عن مئات المعابد اليهودية التي تعكس تاريخًا متنوعًا من التعايش الديني.
تنوع حضاري يجعلها متحفًا مفتوحًا
وأكد عضو غرفة السياحة أستاذ التسويق السياحى بجامعة القاهرة الدكتور مهند فليفل ل"البوابة نيوز"، أن مصر تمثل وجهة لا مثيل لها على خريطة السياحة العالمية بفضل ما تمتلكه من مقومات تاريخية وثقافية وطبيعية فهي، بحسب وصفه، بأنه متحف مفتوح للتاريخ الإنساني يحتوي على ثلثى آثار العالم، حيث تنتشر المعابد والتماثيل والجداريات التي تحكي قصص حضارات عريقة بدأت منذ آلاف السنين، من أهرامات الجيزة وأبو الهول، إلى معابد الأقصر وأسوان وكنوز وادي الملوك، حيث يجد السائح مزيجًا يندر وجوده في أي بلد آخر وإلى جانب الحضارة الفرعونية، تضم مصر تراثًا قبطيًا فريدًا يظهر في الكنائس القديمة ومجمع الأديان بالقاهرة، إضافة إلى العمارة الإسلامية التي تتجلى في مساجد يزيد عمر بعضها على ألف عام. كما تحتضن البلاد مئات المعابد اليهودية، ما يجعلها نموذجًا حيًا للتعايش الديني وتعدد الثقافات، ويرى أن هذا التنوع يمنح الزائر فرصة استكشاف طبقات متتالية من التاريخ، من عصور ما قبل الميلاد وحتى الفترات الحديثة، الأمر الذي يعزز مكانة مصر كإحدى أهم الوجهات الثقافية في العالم.

طبيعة خلابة وسياحة علاجية فريدة
من جانبه قال عضو غرفة الشركات والسياحة الخبير السياحي دكتور ممدوح لطفى أبو زيد لـ"البوابة نيوز"، إن ما يميز مصر ليس تاريخها وحده، بل تنوعها الطبيعي الذي يجعلها مقصدًا سياحيًا متكاملًا طوال العام، فالشواطئ الممتدة على البحرين الأحمر والأبيض المتوسط تقدم تجارب بحرية استثنائية، من الغوص بين الشعاب المرجانية في شرم الشيخ ومرسى علم، إلى الاستمتاع بالمياه الدافئة والرمال الذهبية في الإسكندرية والعلمين، كما يشكل نهر النيل شريانًا سياحيًا يربط الشمال بالجنوب، مانحًا الزوار رحلات نيلية تجمع بين الراحة والمشاهد الخلابة، بالإضافة إلى أن الصحراء الغربية والشرقية توفر مغامرات سفاري فريدة لعشاق الاستكشاف، بينما تحتضن البلاد أكثر من 1300 موقع للسياحة العلاجية، مثل واحات سيوة وحمام فرعون وعيون موسى، حيث تتوافر المياه الكبريتية والرمال الغنية بالمعادن، هذا التنوع، إلى جانب آلاف الحدائق والمنتجعات والمصايف والقصور الملكية، يجعل مصر قادرة على استقطاب مختلف أنواع السائحين، من الباحثين عن الاستجمام والرفاهية إلى المغامرين ومحبي الطبيعة، لترسخ مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية المتكاملة على مستوى العالم.
احتفالات سياحية تبرز مكانة مصر العالمية
وفى ذات السياق قال عضو غرفة السياحة والخبير فى التنمية السياحية، الدكتور هيثم أحمد عرفة لـ"البوابة نيوز" إن اليوم العالمي للسياحة فرصة ذهبية للترويج لمصر كأهم وجهة سياحية على خريطة العالم، حيث تشهد البلاد في هذا اليوم فعاليات متنوعة، من مهرجانات فنية وعروض فلكلورية إلى مؤتمرات دولية تسلط الضوء على تنوع المقاصد السياحية المصرية. وتمتد احتفالات المدن الساحلية على طول البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، حيث تعانق الشواطئ الرملية مياهًا صافية وخلجانًا ساحرة، فيما تضفي ضفاف النيل من الشمال إلى الجنوب بعدًا روحانيًا وجماليًا يجعل من رحلة النهر تجربة لا تُنسى.
تنوع فريد يجمع الطبيعة والرفاهية والعلاج
وفى سياق متصل قال عضو غرفة السياحة الخبير السياحي دكتور كريم المنباوى لـ"البوابة نيوز، إن تنوع الأنماط السياحية في مصر يضعها في مكانة استثنائية، فهناك سياحة السفاري في الصحراء الغربية والشرقية، حيث يستكشف الزوار الكثبان الذهبية والواحات الخلابة، كما تنتشر أكثر من 1300 منطقة للسياحة العلاجية، من ينابيع المياه الكبريتية إلى الرمال السوداء المشبعة بالمعادن، ما يجعلها مقصداً مفضلاً للباحثين عن الشفاء الطبيعي. وتحتضن مصر آلاف الحدائق والمنتجعات والمصايف والمشاتى، إضافة إلى القصور الملكية والمباني التاريخية التي يعود عمرها إلى مئات السنين، لتكتمل لوحة سياحية تمزج بين الاستجمام والتاريخ في آن واحد.
ريادة مصر السياحية
ويبرز اليوم العالمي للسياحة في 27 سبتمبر أهمية القطاع كركيزة أساسية لدعم الاقتصاد المصري وتعزيز الحوار بين الثقافات ومن خلال فعالياته المختلفة، كما يؤكد على امتلاك مصر كل مقومات الجذب التي تجمع بين التاريخ العريق والطبيعة الخلابة والموارد العلاجية، لتظل وجهة لا ينافسها مكان آخر في تنوعها وثرائها، ومع استمرار الاهتمام العالمي بالسفر المستدام والتجارب الثقافية الفريدة، تبقى مصر في صدارة الدول التي تلهم العالم بسياحتها المتجددة على مدار العام.