بعد أربعة أسابيع على الأيام الدرامية لـ مارك جيهي خلال نافذة الانتقالات الصيفية، يبدو أن قلب مدافع كريستال بالاس البالغ من العمر 25 عامًا قد تجاوز الصدمة التي سببتها رفض إدارة النادي إتمام انتقاله إلى ليفربول في اللحظات الأخيرة، قبل المباراة المرتقبة بينهما غدا السبت ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز.
تلك الصفقة التي كانت مقررة بقيمة 35 مليون جنيه إسترليني، وُصفت بأنها “نهائية” من جانب اللاعب، اكتملت جزئيًا بإجراء الفحص الطبي في لندن، وكان من المقرر أن تنقله طائرة خاصة إلى ميرسيسايد.
جيهي، الذي انتقل إلى لندن من ساحل العاج مع عائلته وهو في سن سنة واحدة، يظهر احترافية استثنائية، إذ لم تظهر على أداءاته أي علامات استياء أو توتر، بل واصل التألق مع بالاس وفي صفوف المنتخب الإنجليزي. فقد سجل أول أهدافه الدولية في مباراة الفوز 5-0 على صربيا، وأصبح عنصراً أساسياً تحت قيادة توماس توخيل بعد أن كان على مقاعد البدلاء في مباراة مارس السابقة ضد ألبانيا.
يشكل جيهي محور خط دفاع بالاس الثلاثي الذي يضم أيضًا ماكسنس لاكروا وكريس ريتشاردز، حيث حافظوا على 11 شباك نظيفة خلال 20 مباراة بالدوري الممتاز. الفريق لم يُهزم منذ أبريل، وهو يمتلك ثاني أفضل سجل دفاعي في الدوري هذا الموسم، مع تلقي هدفين فقط حتى الآن. رغم طوله 6 أقدام فقط، فإن غيهي يشكل تهديدًا مهمًا في الركنيات والكرات الثابتة، إذ سجل بالاس 11 هدفًا من الركنيات الموسم الماضي، خلف أرسنال فقط.
الضغوطات بعد فشل الانتقال لحلمه
نجاح جيهي في التعامل مع رفض الانتقال المفاجئ يظهر انضباطه الذهني واحترافيته العالية. فقد حافظ على احترامه لقرارات الإدارة وأدائه في الملعب، دون الانجراف وراء ضغوط وسائل الإعلام أو شائعات السوق. توخيل وصفه بأنه يتعامل مع المواقف “باحترام وبتفاؤل رائع”.
والنقطة الأكثر لفتًا للانتباه كانت منشوراته على إنستغرام التي تضمنت اقتباسات ملهمة من الكتاب الشهير Inner Excellence ومن سفر الأمثال 23:18: “بالتأكيد هناك مستقبل ولن يُقطع رجاؤك.”
يبدو أن جيهي يستخدم هذه المراجع كمصدر قوة نفسية للتعامل مع ضغوط كرة القدم ورفض الانتقال المفاجئ.
مستقبل جيهي والانتقالات المحتملة
رغم أن عقده مع بالاس ينتهي الصيف المقبل، فإن فرصه في الانتقال إلى أندية كبرى مثل ريال مدريد أو ليفربول أو بايرن ميونيخ لا تزال قائمة. ليفربول قد يحاول ضمه في يناير بعد أن يدخل الستة أشهر الأخيرة من عقده، في حين تتنافس أندية أوروبية كبيرة على خدماته، بما في ذلك مدريد الذي يراقب أيضًا زميله آدم وارتون.
وعلى الرغم من الشائعات والاهتمام الكبير من كبار الأندية، فإن غيهي يركز على الأداء الحالي مع بالاس، محافظًا على حياته الشخصية المستقرة في لندن مع أسرته الثلاثة وشركاء الفريق، ومتمسكًا بالقيم التي تربى عليها في الكنيسة مع والده.




