يتأهب أكبر حقل غاز في أوروبا لتصدير الغاز من خط أنابيب جديد يصل من إحدى منصاته وهي ترول بي (Troll B)، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ومنحت مديرية الموارد البحرية النرويجية الضوء الأخضر لتشغيل خط أنابيب تصدير غاز من "ترول بي" في بحر الشمال؛ ما سيساعد في خفض التراجع الحاصل في إنتاج الغاز من بحر الشمال خلال السنوات المقبلة.
وبعد 28 عامًا من بدء تشغيله، لامس إنتاج حقل غاز ترول مستوى قياسيًا خلال العام الماضي، حينما سجل 42.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وهو أعلى إنتاج سنوي للحقل في تاريخه.
ويسهم هذا الإنتاج في سد نحو 11% من الطلب على هذا الوقود الإستراتيجي في بلدان الاتحاد الأوروبي، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وتضع التقديرات الرسمية احتياطيات حقل غاز ترول عند 59 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.
أمن الطاقة
يسهم الحل الجديد الذي قدمته مديرية الموارد البحرية النرويجية لتصدير الغاز عبر إتاحتها مسار آخر لصادرات الغاز من منصة "ترول بي"؛ في تعزيز أمن الطاقة في النرويج.
ووافقت مديرية الموارد البحرية النرويجية على بدء ربط منصة "ترول بي" التي تشغلها شركة الطاقة النرويجية إكوينور بخط أنابيب تصدير الغاز كفيتيبجورن (Kvitebjørn) للمساعدة في خفض وتيرة تراجع إنتاج الغاز عبر تعزيز صادرات الغاز المتزايدة الواصلة من المنصة؛ إذ لم تعُد ثمة حاجة إلى حقن الغاز.
وتلامس تكلفة الاستثمارات الإجمالية اللازمة لتأسيس خط أنابيب تصدير الغاز الجديد 1.16 مليار كرونة نرويجية (ما يعادل نحو 115 ألفًا و5 ملايين دولار أميركي).
*(الكرونة النرويجية = 0.10 دولارًا أميركيًا).
ويُعول على خط أنبوب التصدير المذكور في تقديم مرونة إضافية؛ ما يمكن من تصدير الغاز بوساطة كلٍ من منصة ترول إيه (Troll A) وخطوط أنابيب الغاز كفيتيبجورن.
بنود الموافقة
تنص الموافقة على بدء تصدير الغاز من منصة "ترول بي" عبر خط تصدير غاز كفيتيبجورن، إلى مصنع معالجة الغاز الطبيعي كولسنيس (Kollsnes) الواقع في مقاطعة فيستلاند النرويجية؛ مع توقعات ببدء تاريخ تصدير الغاز خلال الربع الرابع من عام 2025.
وقال المدير المساعد للشؤون البحرية الجنوبية في مديرية الموارد البحرية النرويجية نيلز إريك هالد: "ربط خط تصدير الغاز الجديد بخط أنبوب غاز كفيتيبجورن سيسهم بخفض المسار النزولي لإنتاج الغاز خلال السنوات المقبلة".
وأضاف: "يسرّ مديرية الموارد البحرية النرويجية إعادة استعمال حل حقن الغاز السابق لتحسين استخلاص النفط؛ وسيسهم استغلال هذا الحل بتعزيز القيمة المضافة"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وحقن الغاز يُقصَد به عملية استخلاص محسّن تُستعمَل لرفع إنتاج النفط عبر ضخ الغاز في المكمن لدفع الهيدروكربونات نحو آبار الإنتاج.
ويقع حقل غاز ترول في المياه على عمق يتراوح من 300 إلى 330 مترًا، على بُعْد 60 كيلومترًا جنوب غرب مضيق سوغنيفيوردن في بحر الشمال.
وسبق أن صُدر الغاز من منصة ترول بي (ترول إيست)، عبر منشأة "ترول إيه" إلى مصنع كولسنيس، وأُعيد حقن بعض هذا الغاز، وفق تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المتوقع أن تشهد النرويج تسارعًا في وتيرة الاستشكاف والإنتاج؛ ما يتضح في تنامي الاهتمام بمربعات الاستكشاف المطروحة في جولة المزاد الخاصة بالمناطق المحددة سلفًا المعروفة اختصارًا بـ"إيه بي إيه 2025" (APA 2025) بشأن استكشاف النفط والغاز مقارنةً بالجولة السابقة التي عُقِدت في عام 2024.
حقل ترول
يحوي حقل غاز ترول قرابة 40% من إجمالي احتياطيات الغاز الموجودة في الجرف القاري النرويجي؛ إذ يمثل حجر زاوية في إنتاج النرويج من الغاز، وفق أرقام رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويتألف الحقل من الهياكل الرئيسية ترول إيست (Troll East) وترول ويست (Troll West) في المربعات 31/2 و31/3 و31/5 و31/6 في بحر الشمال.
ويقع الحقل في الجزء الشمالي من بحر الشمال، على بُعْد نحو 65 كيلومترًا غرب مصنع كولسنيس بالقرب من بيرغن جنوب غرب النرويج.
ومن المتوقع أن تواصل خزانات الغاز الضخمة الموجودة بالحقل والواقعة على بُعْد 1400 متر أسفل سطح البحر، إنتاج الغاز لمدة لا تقل عن 70 سنة أخرى.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- خط أنابيب جديد لتصدير الغاز من حقل غاز ترول من موقع "مديرية الموارد البحرية النرويجية".
- معلومات عن حقل غاز ترول من الموقع الرسمي لشركة إكوينور.
