في هذا العام دخل الذكاء الاصطناعي بقوة إلى حياتنا اليومية، سواء في العمل أو الترفيه أو التعليم، وكان تأثيره حاضرًا بنحو لا يمكن تجاهله.
من المُتوقع أن يستمر هذا التوجه في الأعوام القادمة، وفي عام 2026 سنبدأ بمشاهدة التأثيرات الطويلة المدى للذكاء الاصطناعي، وهذه التأثيرات ستحسن الرعاية الصحية والتعليم، وتعزز الاكتشافات العلمية، وتُسهل العديد من جوانب حياتنا اليومية بطرق متعددة.
في المقابل، سيُجبر المجتمع على مواجهة تحديات متنامية مثل: ارتفاع تكاليف الطاقة، والمشكلات الاجتماعية، بالإضافة إلى قضايا الثقة والخصوصية والتنظيم. ومن الناحية الاقتصادية، ستبدأ العديد من الشركات بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي بنحو شبه كامل؛ مما يؤثر في طبيعة الوظائف المطلوبة وفرص العمل، وزيادة التنافس.
ومع أخذ ذلك بالحسبان، إليكم أبرز التوجّهات المُتوقعة للذكاء الاصطناعي في عام 2026:
1- وكلاء الذكاء الاصطناعي سيصبحون جزءًا من حياتنا اليومية
أصبح مفهوم (الذكاء الاصطناعي الوكيل) و (وكلاء الذكاء الاصطناعي) من أكثر المصطلحات رواجًا في عام 2025، وفي 2026 سنرى آثارها الفعلية في حياتنا. إذ سيتحول الذكاء الاصطناعي من مجرد مساعد رقمي إلى وكيل مستقل قادر على تنفيذ المهام.
على سبيل المثال: سيصبح المساعد الافتراضي قادرًا على حجز الرحلات، وإدارة الأجهزة المنزلية الذكية، وتنسيق المشاريع في بيئة العمل والتواصل مع الشركاء لتحقيق أهداف طويلة المدى.
2- انتشار المحتوى المولّد بالذكاء الاصطناعي
تُشير بعض التقارير إلى أنه بحلول 2026 قد يصل المحتوى المولّد اصطناعيًا إلى 90% من إجمالي المحتوى المنشور على الإنترنت. وقد يُستخدم هذا المحتوى لنشر المعلومات المضللة، وسرقة البيانات.
وحتى إن لم يُستخدم لأغراض ضارة، فإن حجمه الكبير يهدد المحتوى البشري الأصيل، وعندما يحل محل المحتوى الإنساني الإبداعي والعالي القيمة، سيصبح الإنترنت مصدرًا للمحتوى السطحي المحدود القيمة.
3- ظهور ملامح جديدة لسوق العمل
سيبدأ التأثير الطويل المدى للذكاء الاصطناعي والأتمتة في بيئة العمل بالظهور بنحو أوضح في 2026، إذ ستظهر وظائف جديدة وتختفي أخرى. وسيبدأ الموظفون بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي لأداء المهام الروتينية والإدارية، وسيزداد الطلب على أدوار جديدة مثل: مهندسي الأوامر التوجيهية، وهم أشخاص متخصصون في كتابة مطالبات احترافية لأدوات الذكاء الاصطناعي تضمن الحصول على النتائج المطلوبة بدقة عالية، ومتخصصي دمج الذكاء الاصطناعي لضمان دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في أنظمة الشركات بسلاسة وكفاءة عالية.
في المقابل، ستستغل بعض الشركات فرصة انتشار الذكاء الاصطناعي لتقليص أعداد الموظفين وتقليل النفقات، مما يعني استمرار فقدان وظائف تقليدية.
4- انتشار الذكاء الاصطناعي في العالم المادي
في 2026 لن يقتصر وجود الذكاء الاصطناعي على التطبيقات في هواتفنا أو برامج الحواسيب، بل سيزداد تأثيره في الأنظمة المادية من حولنا. ويشمل ذلك: المركبات الذاتية القيادة، والروبوتات الشبيهة بالبشر التي تنفذ أعمالًا جسدية في المستودعات وورش البناء والمستشفيات، بالإضافة إلى شبكة الأجهزة المتصلة التي تُشكل (إنترنت الأشياء).
5- الذكاء الاصطناعي سيصبح جزءًا أساسيًا من الحياة
كما أصبحت الكهرباء والإنترنت جزءًا مهمًا وأساسيًا من الحياة، سيصبح الذكاء الاصطناعي أمرًا مألوفًا لا يُشار إليه كشيء غريب. وستتعامل الأجيال الجديدة معه كأمر طبيعي تمامًا، سواء في الأجهزة أو التفاعلات اليومية.
6- الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية اليومية
شهد هذا العام ترقية مهمة لأداة أساسية يستخدمها الأطباء، وهي: سماعة الطبيب؛ إذ ظهرت نسخة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تستطيع تحليل نبضات القلب وكشف الأمراض خلال ثوانٍ. ومثل هذه الابتكارات تمثل بدء اندماج الذكاء الاصطناعي في الممارسات الطبية اليومية.
ومع البدء باستخدامه في التشخيص ومتابعة تعافي المرضى وتطوير الأدوية، سيصبح الذكاء الاصطناعي في 2026 جزءًا أساسيًا من الممارسة الطبية السريرية الروتينية.
7- الذكاء الاصطناعي الموفّر للطاقة
أصبح الطلب المتزايد على الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي أمرًا لا يمكن تجاهله. فقد توقعت وزارة الطاقة الأميركية أن استهلاك مراكز البيانات للطاقة قد يصل بحلول 2028 إلى نسبة تبلغ 12% من إجمالي الكهرباء في البلاد. لذلك، ستكون الحاجة إلى إيجاد مصادر طاقة أنظف وأكثر استدامة ملحّة أكثر من أي وقت مضى.
لذلك، من المُتوقع أن تركز الشركات في 2026 في تطوير طرق مبتكرة تجعل تشغيل الذكاء الاصطناعي أكثر كفاءة وأقل استهلاكًا للطاقة، سواء من خلال تحسين أنظمة التبريد والطاقة للمعالجات، أو عبر تطوير مصادر بديلة مثل: المفاعلات النووية الصغيرة التي تعمل عليها حاليًا بعض الشركات مثل (رولز رويس).
الخلاصة
مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة، سيكون عام 2026 نقطة تحول؛ إذ ستبدأ هذه التقنيات الناشئة بإعادة تشكيل تفاصيل حياتنا اليومية. وسيحمل المستقبل فرصًا ضخمة بالإضافة إلى تحديات متعددة. وبالنسبة إلى الشركات والعاملين والأفراد، فإن مواكبة هذه التوجهات ستصبح شرطًا أساسيًا للبقاء والنجاح في العقد القادم.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط