أخبار عاجلة

الموجة الثالثة للذكاء الاصطناعي الوكيل.. كيف يُعيد الشرق الأوسط رسم خريطة الأتمتة؟

الموجة الثالثة للذكاء الاصطناعي الوكيل.. كيف يُعيد الشرق الأوسط رسم خريطة الأتمتة؟
الموجة الثالثة للذكاء الاصطناعي الوكيل.. كيف يُعيد الشرق الأوسط رسم خريطة الأتمتة؟

بقلم: بيتر بيل، نائب الرئيس والمدير التنفيذي في شركة كيندريل في الشرق الأوسط وأفريقيا.


يشهد الشرق الأوسط حاليًا تحولًا جريئًا ومُلهمًا في طريقة تعامله مع الذكاء الاصطناعي، الذي لم يَعد مجرد أداة تقنية إضافية، بل أصبح شريكًا موثوقًا وأساسيًا في مسيرة التحول الوطني الطموحة. وتتجلى هذه الرؤية بوضوح في مبادرات رائدة، مثل: مبادرة أبوظبي لبناء أول حكومة في العالم قائمة بالكامل على الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2027، وفي رؤية المملكة العربية السعودية الطموحة التي تعمل على إدماج الذكاء الاصطناعي في نسيجها الاقتصادي والاجتماعي، كما تتحرك المنطقة بخطى متسارعة نحو نشر أنظمة ذكية هادفة ودقيقة.

ومن خلال استثمارها المدروس في المواهب، والبنية التحتية المتطورة، والحوكمة الشفافة، تؤكد دول المنطقة أن الذكاء الاصطناعي  ليس مجرد تقنية عابرة، بل هو قوة دافعة أساسية لتحقيق المرونة، وتعزيز التنافسية، وبناء مستقبل قائم على الابتكار.

وفي قلب هذا التحول يظهر جيل جديد من التقنية يُعرف باسم الذكاء الاصطناعي الوكيل (Agentic AI)، الذي يتجاوز حدود التنبؤ والأتمتة ليصبح قادرًا على اتخاذ قرارات مستقلة وفعالة، مما يفتح آفاقًا غير مسبوقة للابتكار والتطوير.

ما هو الذكاء الاصطناعي الوكيل؟

يشير مفهوم (الذكاء الاصطناعي الوكيل) إلى أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على العمل بطريقة مستقلة، واتخاذ قرارات وتنفيذ إجراءات متعددة المراحل دون تدخل بشري مباشر. وتستفيد هذه التقنية من تقنيات متقدمة مثل التعلم الآلي والتعلم المعزز لحل المشكلات المعقدة المتعددة المراحل، جامعةً بين المنطق المتقدم، والتخطيط التكراري، والقدرة على التعلم المرن، مما يمكنها من التكيف الفوري مع البيئات المتغيرة.

وعلى عكس الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يركز في إنشاء المحتوى – مثل النصوص، أو الصور، أو الأكواد البرمجية – فإن الذكاء الاصطناعي الوكيل يركّز في اتخاذ القرارات، وتنفيذ المهام، وتخطيط سير العمل لتحقيق الأهداف.

بمعنى آخر، إذا كان الذكاء التوليدي يقود الإبداع الرقمي، فإن الذكاء الاصطناعي الوكيل سيدعم أتمتة العمليات المعقدة، من الروبوتات الصناعية إلى المركبات الذاتية القيادة وروبوتات المحادثة المتقدمة في خدمة العملاء.

الذكاء الاصطناعي الوكيل (Agentic AI).. الموجة الثالثة للابتكار:

يُعدّ الذكاء الاصطناعي الوكِيل بمنزلة الموجة الثالثة من تطور الذكاء الاصطناعي؛ إذ ركزت الموجة الأولى في التنبؤ، مما أتاح للشركات توقع التوجهات واتخاذ قرارات قائمة على البيانات.

أما الموجة الثانية، فقد قدمت الذكاء التوليدي، مما أتاح للمستخدمين إنشاء محتوى فريد والتفاعل مع الآلات بنحو طبيعي ومرن. واليوم، تأتي الموجة الثالثة عبر الذكاء الاصطناعي الوكيل، الذي يمنح المؤسسات القدرة على أتمتة المهام بالكامل وتنفيذ إجراءات معقدة بالنيابة عنّا.

ولكن، هل مؤسسات المنطقة مستعدة بالفعل لهذه النقلة؟

نظرًا إلى السرعة الكبيرة التي يتطور بها الذكاء الاصطناعي، بات لزامًا على المؤسسات أن تتجهز لهذه الموجة الثالثة. ولتلبية هذه الحاجة المُلحة، أطلقت شركة كيندريل إطار عمل وكيل الذكاء الاصطناعي (Agentic AI Framework)، الذي يتيح للمؤسسات تبني حلول الذكاء الاصطناعي الوكيل ونشرها وتوسيع نطاقها بسهولة ضمن مختلف البيئات التقنية – سواءً في مراكز البيانات، أو عبر السحابة، أو في بيئات هجينة – بهدف تحسين عملياتها التجارية وتحقيق التحول الرقمي.

ويقوم هذا الإطار بتنظيم عمل وكلاء ذاتيين التعلم وذوي قدرة على الاستجابة الديناميكية للتغيرات المعقدة عبر بيئات تقنية معلومات معقدة.

ويكشف تقرير الجاهزية الصادر عن كيندريل (Kyndryl Readiness Report)، أن 92% من المديرين التنفيذيين لديهم ثقة بقدرتهم على تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومع ذلك، فإن 43% فقط منهم يعتقدون أن أنظمتهم جاهزة لمواجهة المخاطر المستقبلية، وهو ما يُسلّط الضوء على الحاجة الملحّة إلى اعتماد الذكاء الاصطناعي الوكِيل.

وبينما تتجه منطقة الشرق الأوسط نحو الموجة المقبلة من التحول الرقمي، يبرز الذكاء الاصطناعي الوكيل كعامل تمكين إستراتيجي، ليس فقط للأتمتة الروتينية، بل لتحقيق تقدم ذكي، ومرن، وداعم للإنسان.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أيمن أبو عمر يكشف: هذه هي العلامات الأولى للانزلاق نحو الإلحاد
التالى وزير الرياضة يشهد حفل تكريم أساطير حراس المرمى بالكرة المصرية