يوافق الخامس والعشرون من سبتمبر الاحتفاء باليوم العالمي للملاحة البحرية، وهو مناسبة سنوية تسلط الضوء على أهمية البحار والمحيطات باعتبارها شريانًا رئيسيًا للحياة والاقتصاد والتنمية المستدامة، ويحمل احتفال هذا العام شعار “محيطنا، والتزامنا، وفرصتنا”، ليعكس الدور المحوري الذي يؤديه المحيط في حياة الإنسان اليومية.
مصدر غذائي لمليارات الأشخاص
فالمحيطات توفر نصف الأوكسجين الذي نتنفسه، وتشكل مصدرًا غذائيًا لمليارات الأشخاص حول العالم، كما تسهم في ضبط المناخ العالمي، وتتيح حركة أكثر من 80% من حجم التجارة الدولية عبر النقل البحري، وإلى جانب ذلك، تمثل بيئة طبيعية لملايين الكائنات البحرية، وموردًا اقتصاديًا يوفر فرص عمل وغذاء واستثمار لشرائح واسعة من البشر.
تحديات متزايدة
لكن هذا الإرث الأزرق يواجه تحديات متزايدة، بدءًا من التلوث واستنزاف الموارد، وصولًا إلى التأثيرات المتسارعة لتغير المناخ، وهنا يبرز قطاع الشحن البحري باعتباره لاعبًا رئيسيًا، ليس فقط في تيسير التجارة العالمية، بل أيضًا في تحمل مسؤولية حماية المحيطات بالتعاون مع قطاعات أخرى مثل السياحة والمصايد والبحوث العلمية.
المنظمة البحرية الدولية، التي تضم في عضويتها 176 دولة، تقود الجهود العالمية نحو بحار أنظف وأكثر أمانًا، من خلال أنظمتها التنظيمية وبرامجها التقنية الداعمة. كما يرتبط عملها بشكل وثيق بأهداف التنمية المستدامة التي أطلقتها الأمم المتحدة عام 2015، خصوصًا الهدف الرابع عشر المتعلق بالحياة تحت الماء، إلى جانب أهداف أخرى مثل العمل المناخي، الابتكار والبنية التحتية، وعقد الشراكات الدولية.
وكان اعتماد الاستراتيجية الجديدة بشأن خفض انبعاثات غازات الدفيئة عام 2023 خطوة أساسية نحو الوصول إلى الحياد الكربوني في قطاع الشحن بحلول منتصف القرن، ويأتي احتفال هذا العام متزامنًا مع محطات دولية بارزة، أبرزها الاتفاق الأممي حول حماية التنوع البيولوجي البحري في المناطق الواقعة خارج نطاق السيادة الوطنية، والمفاوضات الجارية لصياغة معاهدة عالمية للتصدي لتلوث البلاستيك، بالإضافة إلى انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيط في الفترة من 9 إلى 13 يونيو 2025.
وفي هذه المناسبة، توجه الدعوة إلى الحكومات، والمؤسسات، والمجتمعات، وحتى الأفراد، للتعامل مع حماية المحيطات باعتبارها مسؤولية مشتركة وفرصة لصياغة مستقبل أكثر استدامة وعدالة، وسيُقام الاحتفال الرسمي بيوم الملاحة البحرية العالمي لعام 2025 في دولة الإمارات العربية المتحدة، على أن تُعلن تفاصيل الفعالية في وقت لاحق.
