

في حوار مطوّل مع سكاي نيوز، وضع السفير توم باراك المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا ـ إطارًا واضحًا لما يصفه بـ«عقيدة ترامب» في الشرق الأوسط، مؤكّدًا أنها تقوم على تعاون أمني إقليمي يجنب واشنطن من الانخراط في «حروب طويلة»، مع التزام غير مشروط تجاه إسرائيل، ورؤية براغماتية لدور الخليج وقطر، مقابل تشكيك في إمكانية نجاح أي «وقف إطلاق نار» بقطاع غزة، ومواقف صارمة تجاه حزب الله وإيران.
«لا جنود أمريكيين على الأرض»
أوضح السفير أن إدارة ترامب لن تعود إلى سياسات الاحتلال أو إعادة هندسة المجتمعات: «لن أضحّي بعد الآن بحياة أمريكية واحدة.. لن أحتلّ دولًا أخرى لأُعلِّمها الطريقة الاستعمارية».
إسرائيل.. «استثناء مطلق»
رأى باراك أن إسرائيل تظل حالة خاصة بحكم تحالفها الراسخ مع واشنطن، مشيرًا إلى أن ما بعد 7 أكتوبر غيّر معادلات الردع: «إن شعر نتنياهو بتهديد لحدوده أو شعبه، سيذهب إلى أي مكان ويفعل أي شيء، نقطة».
غزة.. «وقف إطلاق النار لن ينجح»
اعتبر أن الهدن السابقة فشلت، معتبرًا أن حماس «تحتجز مليوني شخص رهائن»، فيما تلجأ إسرائيل إلى «قوة مفرطة»، لكنه شدد: «المأساة يجب أن تنتهي».
الخليج و«الطريق إلى القدس»
توقع السفير اصطفافًا خليجيًا مؤجلًا، مع فارق بين سرعة الإمارات وحذر السعودية: «ربما ليست اتفاقات أبراهام.. ربما «اتفاقات سليمان»، في النهاية ليس الطريق إلى دمشق بل الطريق إلى القدس».
قطر.. «قناة اتصال لا غنى عنها»
أكد أن استضافة الدوحة لحماس وطالبان جاءت بتنسيق أمريكي:
«من دون قطر لم نكن لنمتلك قناة اتصال مع هذه الأطراف».
لبنان وحزب الله.. أزمة الدولة وضعف الجيش
وصف لبنان بـ«الدولة المنهكة»، مشيرًا إلى أن حزب الله بات أقوى من الجيش اللبناني بفضل التمويل الإيراني:
«من دون خنق تمويل إيران لن يتوقف حزب الله»
ويضيف أن واشنطن لن تُنزِل قوات، وأن إسرائيل «ستواصل ضرب الحزب» طالما استمرّ نقل الصواريخ والعتاد.
«الضمانات» الأمريكية.. مصالح لا تحالفات عمياء
يُفرّق السفير بين المعاهدة والضمان والتحالف، معتبرًا أن «الضمان ليس شيكًا على بياض»، وأن مصالح واشنطن لا تتطابق تمامًا حتى مع أقرب شركائها: لسنا «الولايات المتحدة مع إسرائيل» ولا «الولايات المتحدة مع الخليج».. نحن نبحث عن تقاطع المصالح لا أكثر.
إيران.. احتمالات مفتوحة
رغم تأكيده أن الشعب الإيراني ليس هدفًا، لمح باراك إلى أن تعطيل النظام قد يصبح مطروحًا إن تعذّر «ضبط غزة وحزب الله والحوثيين» دون معالجة جذر التمويل والتوجيه.
ما بعد «حل الدولتين»
يعدّ السفير أن الحديث الدولي عن دولة فلسطينية «لا أثر عمليًا له»، ويرى أن الاصطفاف الإقليمي وصناعة ازدهار من أسفل إلى أعلى قد يفتحان نافذة مختلفة.