لم تكن محطات استيراد الغاز المسال في الصين بمنأى عن إعصار راغاسا الأعنف محليًا وعالميًا حتى الآن منذ بداية هذا العام (2025).
وبعد أن تسبَّب في سقوط قتلى وجرحى وإجلاء الآلاف، من المتوقع أن يأتي الإعصار الذي سيصل اليوم (24 سبتمبر/أيلول) إلى جنوب الصين محمّلًا بتعطيلات للمواني ومحطات غاز مسال بسعة إجمالية 30.2 مليون طن سنويًا.
وداخل مواني جنوب الصين، توقفت أعمال تزويد السفن بالوقود، كما عُلِّقَت أعمال جمع زيت الطهي المستعمل لإنتاج الوقود الحيوي بسبب إعصار راغاسا، وفق أحدث التطورات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
جاء ذلك بعدما استقبلت مواني جنوب الصين أمس الثلاثاء شحنة غاز مسال من مشروع أركتيك 2 الخاضع للعقوبات في روسيا، في تحدٍّ كبير للعقوبات الغربية وتهديدات الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترمب.
إعصار راغاسا في الصين
اضطر مشغّلو محطات الغاز المسال في الصين (ثاني أكبر مستورد للغاز المسال في العالم بنهاية النصف الأول 2025) إلى تعليق العمليات في مقاطعتي قوانغدونغ وقوانغتشو جنوبي البلاد.
وفي المقاطعتين، يصل عدد المحطات المتأثرة بوقف العمليات إلى 10 بقدرة استيراد إجمالية 30.2 مليون طن سنويًا.

وبدءًا من اليوم الأربعاء (24 سبتمبر/أيلول) -حيث من المتوقع وصول الإعصار إلى اليابسة-، ستتوقف المحطات في قوانغدونغ عن استقبال الشحنات.
أمّا في مقطعة قوانغتشي، فقد يتوقف استقبال الشحنات لمدة يوم واحد أو اثنين 24 و25 سبتمبر/أيلول.
وفي شيامن وقوانغتشو وشنتشنن وهونغ كونغ جنوبًا، توقفت كل عمليات إمداد السفن بالوقود لمدة يومين أو ثلاثة بسبب إعصار راغاسا.
كما توقفت بعض عمليات جمع زيت الطهي المستعمل، وهو المادة الخام لإنتاج الوقود الحيوي في جنوب الصين.
وفي العام الماضي (2024)، كانت المنطقة مسؤولة عن 30% من صادرات زيت الطهي المستعمل البالغة 2.95 مليون طن.
وجاءت الصين في المركز الرابع عالميًا على قائمة أكبر الدول المنتجة للوقود الحيوي في العالم، بعد ارتفاع بنسبة 30.3% إلى 106 آلاف برميل يوميًا خلال 2024.
واردات الصين من الغاز المسال الروسي
استقبلت محطة "بيهاي" (Beihai) لاستيراد الغاز المسال في جنوب الصين شحنة غاز مسال من المشروع الروسي "أركتيك 2" (Arctic LNG 2).
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، تلك هي الشحنة السادسة التي تستقبلها المحطة الصينية من المشروع الخاضع للعقوبات حتى تاريخه، بعد استقبال أولى الشحنات في 28 أغسطس/آب الماضي (2025)، والثالثة في 10 سبتمبر/أيلول، والرابعة في 15 سبتمبر/أيلول الجاري.
جاءت الشحنة السادسة على متن الناقلة "أركتيك مولان" (Arctic Mulan)، وعلى متنها 750 ألف متر مكعب من الغاز المسال الروسي، وهي ثاني عملية تسليم للناقلة بعد توصيل أولى الشحنات.
تطوِّر المشروع شركة نوفاتيك الروسية (Novatek) (وتمتلك 60% من أسهمه)، ويخضع للعقوبات الأميركية ومن الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة منذ عام 2023.

ومؤخرًا، هددت الحكومة الأميركية في 11 سبتمبر/أيلول الجاري بفرض عقوبات على المتعاملين مع المشروع.
وكانت موسكو تأمل بأن يتحول "أركتيك 2" إلى أكبر مشروع غاز مسال في روسيا بطاقة إنتاجية مستهدفة 19.8 مليون طن متري، قبل أن توجّه إليه العقوبات الغربية ضربة قوية جعلته يكافح على مدار أكثر من عام ونصف لإيجاد مشترين.
لكن الصين دعمت المشروع في الصيف الماضي، وكثّفت مشترياتها من الغاز المسال الروسي في الأسابيع الأخيرة، في تحدٍّ كبير للرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي تعهَّد بإنهاء الحرب في أوكرانيا من خلال فرض ضغوط اقتصادية على روسيا.
وعلاوة على الغاز المسال، هدّد ترمب -أيضًا- بفرض عقوبات على الدول التي تشتري النفط الروسي، ولا سيما الهند والصين أكبر مشترين للخامات الروسية الرخيصة.
وتشير بيانات مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف -ومقرّه فنلندا- إلى أن الصين كانت ثاني أكبر مستورد للغاز الطبيعي والغاز المسال الروسيين بعد الاتحاد الأوروبي في شهر أغسطس/آب الماضي، بنسبة 35% و50% على الترتيب.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- إعصار راغاسا يضرب محطات الغاز المسال في الصين، من منصة أرغوس ميديا
- سادس شحنة غاز مسال تصل إلى الصين، من مشروع أركتيك 2 الروسي