شهدت الأسواق الأوروبية تراجعًا ملحوظًا في تعاملات اليوم الأربعاء، متأثرة بالخسائر التي سجلتها أسواق "وول ستريت" الليلة الماضية، وسط حالة من عدم اليقين تتعلق بمستقبل أسعار الفائدة الأمريكية وتأثيرها على النمو الاقتصادي العالمي. ويأتي هذا التراجع في أعقاب خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، الذي اتسم بالتحفظ فيما يخص التعديلات المستقبلية على أسعار الفائدة، مما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم المالية.
وقال خبراء ماليون إن الأسواق الأوروبية تتأثر بصورة مباشرة بتقلبات الأسواق الأمريكية، نظرًا للارتباط الوثيق بين أداء الشركات الكبرى وتوقعات النمو العالمي، بالإضافة إلى تقلبات أسعار الفائدة التي تلعب دورًا محوريًا في تحديد تكلفة رأس المال للمستثمرين والشركات. وأضافوا أن تزايد المخاوف بشأن إمكانية رفع الفائدة بشكل أسرع من المتوقع أو تمديد مستوياتها المرتفعة لفترة أطول قد يؤدي إلى ضغط على أرباح الشركات وارتفاع تكاليف التمويل.
وسجلت مؤشرات الأسهم الرئيسية في أوروبا اليوم انخفاضات متفاوتة، حيث تراجع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.8%، بينما هبط مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.9%، وانخفض مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.7%، في حين سجل مؤشر فوتسي البريطاني تراجعًا طفيفًا عند 0.5%. ويرجع هذا التراجع جزئيًا إلى عمليات البيع التي شهدتها الأسهم المالية والبنوك الأوروبية، والتي تعد الأكثر حساسية لتغيرات أسعار الفائدة.
وعلى صعيد القطاعات، تأثرت أسهم التكنولوجيا بشكل خاص نتيجة مخاوف المستثمرين من زيادة تكاليف الاقتراض وتأثيرها على تمويل الابتكار والتوسع، في حين شهد قطاع الطاقة بعض الاستقرار نظرًا لارتفاع أسعار النفط الخام، التي دعمت أرباح الشركات العاملة في هذا المجال. كما أظهرت الأسواق الأوروبية اهتمامًا متزايدًا بالاستثمارات الدفاعية والسلع الاستهلاكية الأساسية باعتبارها ملاذات آمنة في ظل حالة عدم اليقين.
وأشار محللون إلى أن الأسواق ستظل تحت الضغط حتى يتم الإعلان عن أي مؤشرات واضحة بشأن سياسة الفيدرالي الأمريكي في الأشهر القادمة، لافتين إلى أن أي تصريحات إضافية من كبار مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي قد تؤدي إلى مزيد من التقلبات في الأسواق الأوروبية والأسواق العالمية بشكل عام.
ويعكس هذا التراجع تفاعل المستثمرين مع المخاطر العالمية، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية وارتفاع التضخم في بعض الاقتصادات الكبرى، ما يعزز حالة الحذر لديهم قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية كبيرة. كما يظل المستثمرون الأوروبيون يراقبون عن كثب نتائج أرباح الشركات الفصلية، والتطورات الاقتصادية الأمريكية، وبيانات التضخم والنمو، التي تشكل مؤشرات مهمة لتوجيه الاستثمارات.
وفي ختام الجلسة، أكد خبراء ماليون أن الأسواق الأوروبية قد تشهد مزيدًا من التقلبات خلال الفترة المقبلة، مشددين على أهمية متابعة مؤشرات الاحتياطي الفيدرالي والتطورات الاقتصادية العالمية لتقدير مسار السوق بدقة أكبر.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.