سميح ساويرس , في واحدة من أكثر مقابلاته إنسانية وصدقًا، كشف رجل الأعمال المصري سميح ساويرس عن جانب غير مألوف من شخصيته، بعيدًا عن عالم المال والاستثمار. خلال ظهوره مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج “البحث عن السعادة”، عبر منصة يوتيوب، تحدث بصراحة عن التغيير الذي طرأ على حياته بعد سن الخمسين، والقرارات التي أعادت له الشغف والبهجة، رغم أنها جاءت متأخرة.
القصة لم تكن عن صفقات ناجحة أو شركات كبرى، بل عن بيانو، وكتاب قديم، ورحلة حول العالم، وعن إنسان أدرك أن الإنجاز لا يكتمل دون سعادة داخلية.

???? بداية متأخرة لـ سميح ساويرس… لكن مليئة بالشغف
أوضح رجل الأعمال أن نقطة التحول جاءت عندما بلغ التاسعة والخمسين من عمره، حين شعر أن كل شيء في حياته بات مكررًا؛ من المشاريع الجديدة إلى النجاح المالي وحتى الاستقرار العائلي. في لحظة صدق مع النفس، أدرك أنه بحاجة إلى تجربة مختلفة تخرجه من حالة التكرار والملل الذهني.
عندها قرر أن يبدأ تعلم العزف على آلة البيانو، رغم أن الموسيقى كانت جزءًا من حياته منذ الطفولة، لكنها بقيت مجرد هواية سماعية. لم يخجل من بدء هذا المشوار في سن متقدمة، بل وجد فيه متعة حقيقية كانت مفقودة منذ سنوات. قال ساويرس:
“الناس استغربوا إزاي أبدأ أتعلم البيانو في سني، لكن حسيت إن التجربة دي هي اللي كنت محتاجها فعلًا.”
???? ندم من نوع مختلف
خلال المقابلة، تحدث عن ثلاثة قرارات ندم عليها في حياته، كان أحدها مرتبطًا بالموسيقى. عبّر عن أسفه لعدم استغلال شغفه بالموسيقى منذ صغره وعدم تعلم أي آلة موسيقية في شبابه. أما القرار الثاني فكان إجراء جراحة غير ضرورية في ساقه أثرت عليه كثيرًا، والثالث كان بيعه جزءًا من شركته في توقيت خاطئ.
لكن على عكس ما يتوقع البعض، لم يتوقف ساويرس عند حدود الندم، بل اتخذ من مشاعره دافعًا للبدء من جديد، ليعيد صياغة تجربته مع الشغف والحياة.

???? رحلة الحلم المؤجل لـ سميح ساويرس
من الأمور المؤثرة التي تحدث عنها أيضًا، تأثره الكبير بكتاب “حول العالم في 200 يوم” للكاتب الراحل أنيس منصور، الذي قرأه في عمر الخامسة عشر. كان الكتاب بمثابة نافذة على عالم جديد، وحلم ظل يراوده طويلًا، لكنه تأجل بسبب مشاغل الحياة ومسؤوليات الأسرة.
وقبل أن يبلغ الستين، قرر أن يحقق هذا الحلم المؤجل، فقام برحلة حول العالم استغرقت عامًا كاملًا. هذه التجربة، كما وصفها، كانت من أجمل القرارات التي أعادت إليه الشغف بالحياة، وأثبتت له أن الوقت لا يفوت أبدًا لتجربة أشياء جديدة.