أخبار عاجلة
جوتيريش يرحب بدعم العديد من الدول لحل الدولتين -
عاجل|أردوغان يتهم إسرائيل بتهديد استقرار المنطقة -

بالشراكة مع “إنفيديا”.. أبوظبي تطلق أول مختبر للذكاء الاصطناعي والروبوتات في الشرق الأوسط 

بالشراكة مع “إنفيديا”.. أبوظبي تطلق أول مختبر للذكاء الاصطناعي والروبوتات في الشرق الأوسط 
بالشراكة مع “إنفيديا”.. أبوظبي تطلق أول مختبر للذكاء الاصطناعي والروبوتات في الشرق الأوسط 

في خطوة إستراتيجية تؤكد مكانة أبوظبي المتنامية كمركز إقليمي وعالمي للابتكار التكنولوجي، أبرم معهد الابتكار التكنولوجي، الذراع البحثية التطبيقية لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، شراكة مع شركة إنفيديا، لإطلاق أول مختبر بحثي مخصص للذكاء الاصطناعي والروبوتات في منطقة الشرق الأوسط.

ويأتي هذا المختبر الجديد، الذي يحمل اسم (TII-NVAITC)، ليشكل نقطة تحول في مشهد الابتكار في المنطقة، إذ يرسّخ مكانة أبوظبي في صدارة الذكاء الاصطناعي التطبيقي، وينسجم في الوقت نفسه مع الإستراتيجية الطويلة المدى للإمارات، التي تهدف إلى تعزيز سيادتها التكنولوجية والمساهمة الفاعلة في صياغة مستقبل الأنظمة الذكية المستقلة.

محاور التعاون.. من الذكاء الاصطناعي إلى الروبوتات:

سيجمع مختبر (TII-NVAITC) الجديد بين منصات الحوسبة المتقدمة من إنفيديا والأبحاث المتطورة لمعهد الابتكار التكنولوجي في مجالات الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والأنظمة المستقلة، والحوسبة العالية الأداء.

وسيركز التعاون بين المعهد وإنفيديا على تسريع تطوير الأنظمة الذكية التي تمتلك تطبيقات عملية مباشرة، ويشمل ذلك:

  • الذكاء الاصطناعي الفيزيائي: تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المجسَّد التي تتفاعل مع العالم المادي عبر منصات الروبوتات المتطورة والأجهزة المصممة لتشغيلها.
  • التحكم والتعلم الروبوتي: إجراء أبحاث متقدمة في مجال التحكم الروبوتي على نطاق واسع.
  • النماذج اللغوية الكبيرة: تطوير النماذج اللغوية الكبيرة، بما يشمل سلسلة نماذج (فالكون)، التي طورها معهد الابتكار التكنولوجي، والتي تُعدّ الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط.

الابتكار المفتوح وتبادل المعرفة عالميًا:

يقوم هذا المشروع على فلسفة الابتكار المفتوح وتبادل المعرفة عالميًا، فالمختبر ليس مجرد كيان بحثي معزول، بل هو حلقة وصل ضمن شبكة عالمي، إذ سيتعاون المعهد بنحو وثيق مع شركة إنفيديا في الأبحاث والمبادرات المفتوحة المصدر، مستفيدًا من تبادل الخبرات والمعرفة مع شبكة مراكز (NVAITC) المنتشرة حول العالم. ويضمن هذا النهج أن تكون الأبحاث في طليعة التطور التقني، وأن تساهم بنحو فعال في مجتمع الذكاء الاصطناعي العالمي.

كما يرتكز المختبر على أساس متين من الخبرة العملية، إذ يستفيد من المنصات الروبوتية الحالية للمعهد ومكوناتها التي أثبتت فعاليتها في بيئات حقيقية، وتشمل هذه المكونات الأذرع الروبوتية وروبوتات التوصيل التي سبق اختبارها في الميدان.

ويضمن هذا التركيز على الاستعداد العملي للتطبيق أن الأبحاث التي تتم داخل المختبر لا تظل نظرية، بل تتحول إلى حلول مبتكرة يمكن توظيفها مباشرة في قطاعات مثل: الخدمات اللوجستية، والتصنيع، وغيرها، مما يسد الفجوة بين الأبحاث الأكاديمية والاحتياجات الفعلية للسوق.

كيف سيؤثر هذا المختبر في مستقبل المنطقة؟

يمثل إطلاق أول مختبر مشترك للذكاء الاصطناعي والروبوتات في الشرق الأوسط أهمية قصوى وتأثيرات عميقة في مستقبل المنطقة، ويمكن تلخيص أهميته وتأثيره في عدة نقاط رئيسية:

1- تعزيز السيادة التكنولوجية والاقتصاد القائم على المعرفة:

يرسخ إطلاق هذا المختبر المشترك، بالتعاون بين جهة بحثية رائدة مثل معهد الابتكار التكنولوجي وشركة عالمية عملاقة مثل إنفيديا، مكانة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة كمركز إقليمي للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.

ولا يقتصر هذا الأمر على مجرد استقطاب استثمارات، بل يمثل خطوة إستراتيجية نحو بناء سيادة تكنولوجية، إذ لم تَعد المنطقة مجرد مستهلك للتكنولوجيا بل أصبحت منتجًا ومطورًا لها.

كما سيساهم هذا التحول في تنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد على الموارد التقليدية، وتأسيس اقتصاد جديد قائم على الابتكار والمعرفة.

2- تسريع عجلة الابتكار وتوطين الكفاءات:

سيكون المختبر منصة لتسريع الأبحاث والتطوير في مجالات حيوية مثل: الذكاء الاصطناعي الفيزيائي، الذي يجمع بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات في العالم المادي. ويفتح هذا المجال آفاقًا واسعة لتطوير حلول عملية مباشرة تُحدث تحولًا ملموسًا في قطاعات محورية مثل الرعاية الصحية عبر دعم أنظمة التشخيص والعلاج الذكي، وفي التصنيع من خلال تعزيز كفاءة خطوط الإنتاج والاعتماد على الأتمتة الذكية، إضافةً إلى تحسين سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية عبر تقنيات أكثر سرعة وموثوقية.

كما سيُشجع وجود هذا المختبر على توطين الكفاءات وجذب أفضل العقول في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وبذلك سيساهم في صياغة بيئة بحثية متكاملة تحتضن التعاون والإبداع، وتعمل على إعداد جيل جديد من العلماء والمهندسين القادرين على قيادة مسيرة الابتكار وصناعة مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة للمنطقة.

3- تطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الإقليمية:

من خلال التركيز على الابتكار التطبيقي، سيعمل المختبر على تطوير حلول ذكية مصممة خصوصًا لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة والمياه، وتطوير أنظمة زراعية ذكية، وحتى تحسين البنية التحتية للمدن المستقبلية. ويضمن هذا النهج أن التكنولوجيا لا تخدم أغراضًا عامة فقط، بل تكون أداة لحل المشاكل المحلية بنحو فعال.

4- تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي:

سيعمل المختبر الجديد على ترسيخ مبدأ التعاون المفتوح وتبادل المعرفة، من خلال ارتباطه المباشر بشبكة مراكز (NVAITC) العالمية التابعة لإنفيديا، مما يمنح الباحثين والخبراء المحليين فرصة فريدة للوصول إلى أحدث الأبحاث وأبرز الخبرات العالمية في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، والمشاركة الفاعلة في تطويرها.

ولن يقتصر دور المختبر على الاستفادة من هذه الشبكة، بل سيمتد ليكون منصة لإطلاق مشاريع مبتكرة ومبادرات مفتوحة المصدر، مما يساهم في بناء مجتمع تكنولوجي إقليمي قوي ومترابط على مستوى المنطقة، قائم على الشراكة والإبداع الجماعي.

باختصار، هذا المختبر ليس مجرد إضافة تقنية، بل هو استثمار إستراتيجي في مستقبل المنطقة، يهدف إلى تحويلها من مستهلك للتكنولوجيا إلى مطور ومنتج رائد للحلول المتقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، مما سيؤدي إلى قفزة نوعية في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية عبر توفير فرص جديدة، وتعزيز تنافسية الاقتصاد، ودعم طموحات المنطقة في ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للابتكار والمعرفة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الخارجية الفلسطينية: الاعتراف البريطاني بدولتنا سيكون خطوة شجاعة
التالى اللواء محمد الغباري: مصر الدولة الأكثر اتزانًا في الإقليم وسياساتها واضحة منذ البداية