قبيلة كندية تملك نصف مشروع غاز مسال.. لأول مرة في العالم (تقرير)

في حالة هي الأولى من نوعها، تملّكت قبيلة محلية أكثر من نصف مشروع غاز مسال في كندا، ما يُمثّل شراكة فريدة من نوعها بين السكان الأصليين والشركات المشغّلة.

ويسهم مشروع الغاز المسال "سيدار" في تعزيز قدرات كندا التصديرية، خصوصًا إلى آسيا، وتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة.

وبحسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن هذا المشروع الرائد قد يُحدث تغييرًا جذريًا في مستقبل الزعيمة الجديدة "لقبيلة هايسلا الأولى"، مورين نايس.

وتمتلك قبيلة هايسلا -التي استوطنت أراضي على الساحل الشمالي الغربي لكندا منذ 9 آلاف عام- حصة 50.1% في مشروع تصدير الغاز المسال "سيدار" البالغة قيمته 4 مليارات دولار، بالقرب من بلدة كيتيمات في مقاطعة بريتيش كولومبيا.

في المقابل، تمتلك شركة "بيمبينا بايبلاين" (Pembina Pipeline) -مقرّها مدينة كالغاري- النسبة المتبقية.

مشروع تصدير الغاز المسال "سيدار"

يُعدّ مشروع تصدير الغاز المسال "سيدار" أول مشروع للغاز المسال في العالم مملوك بأغلبية السكان الأصليين، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله في عام 2028.

ويُمثّل هذا المشروع نموذجًا يُحتذى به لكندا، التي بدأت لتوّها تصدير الغاز المسال إلى آسيا، وتسعى إلى تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة في التصدير.

واستفاد المشروع من الاستعمال الإستراتيجي للبُنية التحتية القائمة، والدعم المجتمعي شبه الكامل، وقرض ضخم هو الأول من نوعه - وهو مزيج قد يصعب تكراره في ظل سعي كندا -خامس أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم- إلى تحقيق توازن بين حقوق السكان الأصليين والنمو الاقتصادي.

في كندا، عادةً ما تبدأ شراكات الطاقة مع السكان الأصليين بمبادرة من قطاع الصناعة، لكن مشروع "سيدار" للغاز المسال كان بقيادة السكان الأصليين منذ البداية.

وكان أحد العناصر الأساسية لتنفيذ المشروع صفقة عام 2018 التي منحت قبيلة هايسلا إمكان الوصول إلى 400 مليون قدم مكعبة يوميًا من القدرة الإنتاجية على خط أنابيب كوستال غازلينك، الذي يبلغ طوله 670 كيلومترًا، وينقل الغاز الطبيعي إلى محطة "كندا للغاز المسال" الأكبر حجمًا، التي تقودها شركة شل (Shell).

محطة كندا للغاز المسال

تقع محطة كندا للغاز المسال (LNG Canada) -التي شحنت هذا العام أول شحنة من الغاز المسال الكندي إلى آسيا- على أراضي قبيلة هايسلا.

ولضمان دعم قبيلة هايسلا للمشروع، بدأت شركة "شل" وغيرها من الجهات الداعمة لمشروع الغاز المسال الكندي مشاورات مع قبيلة "هايسلا الأول" عام 2013.

وعلى الرغم من أن بعض أفراد القبيلة أبدوا مخاوفهم في البداية، خصوصًا بشأن الآثار البيئية، شعر العديد من أفراد قبيلة هايسلا بأن نمو هذه الصناعة أمر لا مفرّ منه.

وقالت الزعيمة الجديدة "لقبيلة هايسلا الأولى"، مورين نايس: "كانت قبيلتنا تنظر إلى الأمر على أنه: إمّا أن ننضمّ لهذا المشروع، أو أن نتخلى عنه ونتخلف عن الركب".

وأضافت: "رأت القيادة فرصة نادرة للاستثمار في المستقبل، في قبيلة يعيش الكثيرون بها تحت خط الفقر".

وعلى الرغم من أن قبيلة هايسلا تفاوضت على مدفوعات مالية مباشرة من محطة "كندا للغاز المسال"، فإن مسؤول تطوير الأعمال في المجلس آنذاك، ديف لافالي، حثّ المجلس على السعي للحصول على إمكان الوصول إلى قدرة الشحن في خط أنابيب كوستال غازلينك.

وتمكنت قبيلة هايسلا بعد ذلك من البحث عن شريك من القطاع الخاص للمساعدة في بناء منشأة الغاز المسال الخاصة بها.

بدورها، كانت شركة "بيمبينا بايبلاين" تبحث عن فرص بعد إلغاء مشروعها "جوردان كوف للغاز المسال" في ولاية أوريغون بسبب معارضة ملّاك الأراضي والمدافعين عن البيئة وجماعات السكان الأصليين.

ضمان الوصول إلى خط الأنابيب

قال نائب الرئيس الأول مسؤول تطوير الشركات لدى شركة "بيمبينا بايبلاين"، ستو تايلور: "إن قبيلة هايسلا قد ضمنت الوصول إلى خط الأنابيب، بالإضافة إلى تأييد المجتمع المحلي منذ البداية".

وأوضح تايلور أن "قبيلة هايسلا اختارت في البداية مطورًا أصغر، لكن بيمبينا قدّمت عرضًا ثانيًا للمشروع، بعد أن أدركت حاجتها إلى شركة أكبر ذات ثقل مالي أكبر".

ووقّعت القبيلة اتفاقية شراكة في عام 2021، وهي أول اتفاقية مساهمة من نوعها لبيمبينا مع مجتمع أصلي.

وأضاف تايلور أنه كانت لدى الشركة جميع المخاوف المعتادة بشأن تمويل المشروع وإدارته ودعمه مجتمعيًا.

ويتألف مجلس إدارة مشروع "سيدار" للغاز المسال من 4 مديرين من قبيلة هايسلا و4 مديرين من شركة "بيمبينا بايبلاين"، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

تجدر الإشارة إلى أنه في كندا، يمرّ 73% من مشروعات الموارد والطاقة الرئيسة، البالغ عددها 504 مشروعات، قيد التنفيذ أو المقترحة، عبر أراضي السكان الأصليين أو تقع ضمن دائرة نصف قطرها 20 كيلومترًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

"كيف أصبحت قبيلة هايسلا الكندية أول مالك للغاز المسال من السكان الأصليين في العالم"، من رويترز