شهدت محافظة كربلاء، افتتاح المرحلة الأولى من أول محطة طاقة شمسية في العراق، بقدرة 22 ميغاواط، من إجمالي قدرة كلية تصل إلى 300 ميغاواط، اليوم الأحد 21 سبتمبر/أيلول 2025، في خطوة وُصِفت بالتاريخية، لدعم شبكة الكهرباء الوطنية وتعزيز مسار الانتقال إلى الطاقة المتجددة.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن المحطة أُقيمت على مساحة 4 آلاف دونم في محافظة كربلاء، وتُعدّ الأكبر من نوعها في العراق، باستثمار من شركة مجموعة البلال وبإشراف وزارة الكهرباء.
ويمثّل تشغيل أول محطة طاقة شمسية في العراق نقلة نوعية في مزيج الطاقة الوطني، إذ تسهم في تنويع مصادر الكهرباء وخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري، بما يعكس التزام الحكومة بخطط التنمية المستدامة وتقليل الانبعاثات الضارة.
ويأتي هذا المشروع ضمن مسعى إستراتيجي لرفع حصة الطاقة المتجددة إلى 12% من إجمالي إنتاج الكهرباء بحلول عام 2030، وهو ما يعزز من استقرار الشبكة الوطنية، ويخفف الضغط على محطات التوليد التقليدية.
وشهد كل من رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ووزير الكهرباء زياد علي فاضل، مراسم افتتاح أول محطة طاقة شمسية في العراق، عبر خاصية الاتصال المرئي.
محطة كربلاء للطاقة الشمسية
يمثّل إنجاز محطة كربلاء للطاقة الشمسية في العراق بداية مسار طويل نحو استغلال موارد الطاقة النظيفة، إذ إن المشروع يوفر قاعدة راسخة لاستثمارات إضافية في مجال الطاقة المتجددة داخل البلاد.
تضم المحطة أكثر من 39 ألف لوح شمسي من أصل نصف مليون ستُرَكَّب، وهو ما يعكس حجم المشروع الضخم والقدرة المستقبلية له في تغطية احتياجات مئات آلاف المنازل بالطاقة النظيفة على مدار العام.
وبدأت المرحلة الأولى بقدرة إنتاجية 22 ميغاواط، على أن تصل خلال شهرين إلى 75 ميغاواط، حسب بيانات المشروع لدى منصة الطاقة المتخصصة.
كان موقع المشروع قد اختيرَ في صحراء كربلاء بعناية، نظرًا لارتفاع معدلات الإشعاع الشمسي، ما يجعل المنطقة مثالية لتوليد الكهرباء من الشمس، ويقلل كلفة التشغيل والصيانة مقارنة بالمحطات التقليدية.

وتتوقع وزارة الكهرباء أن تسهم أول محطة طاقة شمسية في العراق في تقليل الفاقد الكهربائي وتحسين كفاءة التوزيع، مع تعزيز مرونة الشبكة الوطنية وقدرتها على مواجهة ذروة الطلب خلال فصول الصيف.
ولا تَعُدّ الوزارة محطة كربلاء للطاقة الشمسية مجرد محطة للإنتاج، بل تراها منصة تدريب وطنية، إذ شاركت كوادر عراقية شابة في التشغيل والصيانة، بما يعزز نقل التكنولوجيا وتوطين خبرات الطاقة المتجددة محليًا.
ويتضمن مشروع المحطة العملاقة نظام تخزين متكاملًا وتقنيات تحكّم ذكية، ما يسمح بإدارة فائض الإنتاج وضمان استقرار الإمدادات في أوقات تراجع أشعة الشمس أو ارتفاع الطلب على الكهرباء.
وبحسب وزارة الكهرباء، فإن نجاح أول محطة طاقة شمسية في العراق سيفتح الباب أمام مشروعات مماثلة، ضمن خطة طويلة الأجل لزيادة الاعتماد على الطاقات النظيفة وتقليل الأعباء المالية الناجمة عن استيراد الوقود.
" title="YouTube video player" frameborder="0">
خلفيات التنفيذ وتحدياته
تعود فكرة إنشاء محطة كربلاء للطاقة الشمسية إلى عام 2021، عندما وقّعت وزارة الكهرباء اتفاقيات مبدئية مع شركات عالمية، قبل أن تمنح التراخيص البيئية والفنية للمشروع وتخصّص الأراضي اللازمة في كربلاء.
وبدأت الأعمال الإنشائية في أوائل عام 2023، لتواجه لاحقًا تحديات تتعلق بالبنية التحتية ونقل المعدّات والتقنيات المستوردة، غير أن التعاون بين الحكومة والشركة المستثمرة أسهم في تجاوز تلك العقبات بوتيرة متسارعة.
يعكس المشروع إرادة سياسية واضحة لعدم الاكتفاء بالحلول التقليدية لأزمة الكهرباء، بل التوجه نحو مصادر مستدامة تحقق استقرارًا طويل الأمد، وتقلل من التقلبات في الإمدادات.

وتمثّل أول محطة طاقة شمسية في العراق جزءًا من خطة وطنية شاملة لتقليل الانبعاثات الكربونية، بالتزامن مع التزامات بغداد الدولية في اتفاق باريس للمناخ وأهداف التنمية المستدامة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويسهم المشروع في تحفيز شراكات محلية ودولية جديدة، إذ تعمل الحكومة حاليًا على دراسة مشروعات إضافية مع مستثمرين من أوروبا وآسيا، لتعزيز حضور الطاقة المتجددة في البلاد.
وتستهدف الحكومة العراقية، في الوقت الحالي، بناء شبكة متكاملة تشمل الطاقة الشمسية والرياح والغاز، بهدف خلق مزيج متوازن يضمن أمن الطاقة، ويقلل الاعتماد على مصدر واحد لإمدادات الكهرباء.
وسيشكّل افتتاح أول محطة طاقة شمسية في العراق نقطة تحول تاريخية بمسار قطاع الطاقة في البلاد، ويعزز الثقة بقدرة بغداد على جذب الاستثمارات وتحقيق أهدافها المناخية والاقتصادية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..