في خطوة جديدة تعكس تزايد الضغوط التشريعية على المنصات الرقمية، أعلنت منصة بلو سكاي عن توسيع نطاق تطبيق ميزة التحقق من العمر لتشمل مستخدميها في ولايتي داكوتا الجنوبية ووايومنج.
وبموجب هذا القرار، سيكون على المستخدمين في الولايتين إثبات أعمارهم للوصول إلى الرسائل الخاصة والمحتوى المخصص للبالغين.
هذا التطور يأتي تماشيًا مع القوانين الجديدة التي أقرتها الولايتان، والتي تلزم أي منصة رقمية تعرض محتوى "ضارًا" بفرض نظام للتحقق من أعمار المستخدمين.
وبذلك، تسير بلو سكاي على خطى تجربتها السابقة في المملكة المتحدة، حيث بدأت بالفعل في تطبيق آليات تحقق من العمر بعد إقرار قانون سلامة الإنترنت.
اعتمدت بلو سكاي على خدمة Kids Web Services التابعة لشركة Epic Games لإدارة عملية التحقق من العمر.
وتتيح هذه الخدمة للمستخدمين عدة خيارات لإثبات أهليتهم، مثل إدخال بيانات بطاقة الهوية أو استخدام بطاقة الائتمان. وتؤكد الشركة أن هذه الآليات تهدف إلى إيجاد توازن بين الامتثال للقوانين والحفاظ على تجربة المستخدم دون قيود مبالغ فيها.
أوضحت المنصة أن ميزة التحقق من العمر ستظل غير مطبقة في الولايات التي لا تفرض قوانين مماثلة، غير أن بعض الخصائص قد تُقيَّد جزئيًا لحماية المستخدمين وضمان التوافق مع توجهات السلامة الرقمية.
وقالت الشركة في بيان رسمي: "نؤمن أن هذا النهج يحقق التوازن الأمثل في الوقت الحالي، إذ يحافظ على حرية التعبير ويستجيب في الوقت ذاته للالتزامات القانونية".
يأتي هذا التوسع بعد قرار بلو سكاي الشهر الماضي تعليق خدماتها بالكامل في ولاية ميسيسيبي، رفضًا للامتثال لقانون صارم يفرض التحقق الإلزامي من أعمار جميع المستخدمين.
وأكدت الشركة أن تنفيذ هذا القانون كان سيستلزم استثمارات ضخمة في حلول تقنية تضر بحرية التعبير وتفرض أعباء غير متكافئة على المنصات الصغيرة، وهو ما اعتبرته غير مقبول.
وأضافت المنصة: "لإنفاذ هذا التغيير، كان علينا استثمار موارد كبيرة في حلٍّ نراه مقيدًا لحرية التعبير ويضر بالمستخدمين. لذا قررنا عدم تقديم خدماتنا هناك حاليًا، مع استمرار المنازعات القانونية الجارية."
تصاعد القوانين في الولايات المتحدة
يشير توسع بلو سكاي إلى ظاهرة أوسع تتعلق بتزايد التشريعات الأمريكية المرتبطة بالتحقق من العمر، فحتى الآن، أقرت 25 ولاية قوانين مختلفة تلزم المنصات الرقمية بفرض ضوابط على الوصول إلى المحتوى المخصص للبالغين.
كما تعمل ولايات أخرى على صياغة تشريعات مشابهة، ما يضع المنصات أمام خيارات صعبة بين الامتثال أو الانسحاب من أسواق معينة.
مستقبل المنصات الرقمية أمام التحديات
تتوقع بلو سكاي أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من اللوائح الجديدة على المستويين المحلي والدولي، وهو ما قد يعيد تشكيل طريقة تعامل المنصات مع مستخدميها. ويرى محللون أن هذه السياسات قد تُحدث تحولًا كبيرًا في طبيعة المحتوى الرقمي، وربما تعيد تعريف العلاقة بين حرية التعبير ومتطلبات حماية المستخدمين، خاصة القُصر.
في تحديث لاحق صدر يوم 10 سبتمبر 2025، أوضحت الشركة أن خدمة Kids Web Services في الولايات المتحدة لا تدعم حاليًا خيار فحص الوجه للتحقق من العمر، على عكس ما هو مطبق في المملكة المتحدة، وأكدت أنها أزالت أي إشارة لهذا الخيار من بياناتها السابقة، معتذرة عن الخطأ الذي ورد في الإعلان الأول.
في النهاية، يعكس قرار بلو سكاي توسعة ميزة التحقق من العمر حجم التحديات التي تواجه المنصات الاجتماعية في ظل تزايد الرقابة القانونية وتنامي المخاوف بشأن المحتوى الموجه للبالغين، وبينما تحاول الشركة تحقيق توازن دقيق بين الامتثال للقوانين وحماية حرية التعبير، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستقود هذه القوانين إلى فضاء رقمي أكثر أمانًا، أم ستقيد التنوع وحرية الاستخدام؟
