نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا موسعًا للصحفي مايكل كراولي في، تحت عنوان "الوقت ينفد"، تناول فيه جولة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في المنطقة، وتحديدًا زيارته إلى إسرائيل وقطر، في ظل اشتعال العمليات العسكرية وتزايد المخاوف من انهيار مسار المفاوضات، واستخدم الصحفي الأمريكي ذات العبارات التي صرح بها روبيو.
ويرى التقرير أن روبيو بعث برسالة صريحة من القدس مفادها أنّ المسار السياسي أمام التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن لدى حركة حماس لم يعد مفتوحًا على المدى الطويل، بل يقتصر على "أيام وربما أسابيع قليلة". هذا التقدير الزمني يعكس حالة استعجال أميركية غير مسبوقة، خصوصًا بعد أن شرعت إسرائيل في هجومها البري على مدينة غزة، الذي طالما لوّحت به خلال الأشهر الماضية.
غير أن أبرز ما ركزت عليه الصحيفة كان الغضب القطري من الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مجمعًا سكنيًا في الدوحة بتاريخ التاسع من سبتمبر، وأسفرت عن مقتل عناصر من حماس وأحد أفراد الأمن الداخلي القطري. التقرير أوضح أن العملية وضعت الوساطة القطرية أمام مأزق غير مسبوق، إذ شعر المسؤولون في الدوحة بأن إسرائيل وجهت "طعنة مباشرة" لجهودهم التي امتدت لسنوات، وهو ما عبّر عنه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في لقائه بروبيو، حين اتهم إسرائيل بتخريب المفاوضات عمدًا.
ولفتت التايمز الانتباه إلى أن البيان الأمريكي الرسمي الصادر عقب اللقاء تجنّب الإشارة إلى الغارة أو إلى العملية البرية في غزة، واكتفى بإبراز "عمق الشراكة مع قطر"، وهو ما اعتبرته نيويورك تايمز دليلًا على محاولة واشنطن تجنّب التصعيد الدبلوماسي مع حليف استراتيجي شديد الأهمية في هذا الملف.
وتضيف الصحيفة أن مهمة روبيو لم تكن سهلة، فإلى جانب مواجهة الغضب القطري، كان عليه أن يتعامل مع موجة انتقادات أوروبية وعربية للعملية الإسرائيلية، بينما كان المسؤولون الإسرائيليون يصرون على أن الوقت قد حان لـ"إنهاء حكم حماس" في غزة، حتى وإن كلف ذلك تعطيل المفاوضات أو تعريض حياة الرهائن للخطر.
وتبرز نيويورك تايمز أيضًا موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان في بريطانيا خلال جولة وزير خارجيته، حيث أبدى امتعاضه في لندن من الهجوم الإسرائيلي في الدوحة، محذرًا من أن مثل هذه العمليات قد تهدد الشراكة مع قطر، التي وصفها بأنها "حليف عظيم" للولايات المتحدة. إلا أن الصحيفة أكدت في المقابل أن وزير خارجيته لم يمارس أي ضغط حقيقي على بنيامين نتنياهو لوقف العملية، مكتفيًا بالتشديد على ضرورة الاستعداد لاحتمال فشل المفاوضات.
وتؤكد الصحيفة أن الغارة في الدوحة لم تفتح جبهة توتر جديدة بين إسرائيل وقطر فحسب، بل هزّت أيضًا الثقة في قدرة الولايات المتحدة على إدارة الأزمة. وتخلص إلى أن قطر، التي طالما شكلت مركز الثقل في الوساطة بين إسرائيل وحماس، باتت تفكر جديًا في مراجعة دورها إذا لم يُعترف بسيادتها ويُحترم جهدها، ما يجعل الساعة الدبلوماسية في المنطقة تمضي بسرعة نحو لحظة فاصلة قد تحدد مصير الحرب ومسار التسوية.