حصل مشروع أول ناقلة غاز مسال نووية في العالم على موافقة مبدئية تمهيدًا لتنفيذه؛ ما يمثّل تقدمًا جديدًا في قطاع الشحن البحري المستدام.
فقد طوّر معهد بحوث الطاقة الذرية الكوري الجنوبي -واختصاره "كيه إيه إي آر آي" (KAERI)- ومواطنته شركة سامسونغ للصناعات الثقيلة "إس إتش آي" (SHI) تصميمًا مبدئيًا لناقلة الغاز المسال التي يعتمد تشغيلها على تقنية مفاعل الملح المنصهر المعياري الصغير.
و"مفاعل الملح المنصهر" هو مفاعل انشطار نووي، يكون فيه الوقود أو المبرد ملحًا منصهرًا، وتُعدّ تلك المرة الأولى عالميًا التي تحصل فيها سفينة تعمل بهذا المفاعل على موافقة رسمية على التصميم والبناء.
وتمثّل شهادة الموافقة المبدئية إجراءً مهمًا من قِبل جمعيات التصنيف لمراجعة تصميمات وتقنيات الشحن الجديدة، والتأكد من مطابقتها للوائح السلامة العالمية ومعاييرها.
ومن المخطط أن تبلغ سعة حمولة ناقلة الغاز الطبيعي المسال النووية المقترحة 174 ألف متر مكعب، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
أول ناقلة غاز مسال
تُعدّ الموافقة المبدئية التي حصل عليها "كيه إيه إي آر آي" و"إس إتش آي" أول خطوة من نوعها في العالم نحو شحن الغاز الطبيعي المسال باستعمال الطاقة النووية؛ ما يُعدّ إنجازًا يُضاف إلى جهود إزالة الانبعاثات من قطاع الشحن البحري.
وجاء كشف الخطوة المذكورة في 9 سبتمبر/أيلول الجاري على هامش فعاليات مؤتمر غازتيك 2025 (Gastech 2025) للغاز والطاقة الذي تستضيفه حاليًا مدينة ميلان الإيطالية خلال المدة من 9 إلى 12 سبتمبر/ أيلول الجاري.
ويضم مؤتمر "غازتيك 2025" -وهو الأكبر من نوعه في العالم- قادة عالميين من قطاعات بناء السفن والشحن وجمعيات التصنيف العالمية؛ ما يجعل الحدث منصةً عالميةً لإظهار تقنيات الطاقة البحرية في المستقبل.
وتعني الموافقة المبدئية الممنوحة بوساطة مكتب الشحن الأميركي أن تصميم السفينة مطابق لمعايير السلامة العالمية والمعايير التقنية.
وتقدّم ناقلة الغاز الطبيعي المسال العاملة بمفاعل الملح المنصهر التقنية النووية بوصفها خيارًا واعدًا لتشغيل محركات السفن في قطاع الشحن التجاري.
ويستعمِل مفاعل الملح المنصهر الوقود النووي السائل المصنع عبر خلط الملح المنصهر مع الوقود النووي والمبرد.
ويكتسب هذا التصميم زخمًا بفضل ما يتصف به من معايير سلامة عالية وكفاءة طاقة ممتازة، مقارنةً بالأنظمة التقليدية؛ ما يجعله مرشحًا قويًا للمحركات المستعمَلة في قطاع النقل البحري مستقبلًا.
مفاعل الملح المنصهر
من المخطط أن تلامس سعة مفاعل الملح المنصهر المصمم لتشغيل محرك ناقلة الغاز الطبيعي المسال، 100 ميغاواط حراري.
والميغاواط الحراري هو وحدة لقياس الطاقة الحرارية التي تنتِجها محطة طاقة.
ويمثّل المفاعل تقنية نووية من الجيل التالي التي يُمزَج فيها الوقود مع الملح المنصهر على عكس المفاعلات التقليدية التي تعتمد على الوقود الصلب، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
غير أن أبرز المميزات التي يتّسم بها مفاعل الملح المنصهر هي قدرته على تشغيل السفينة طوال عمرها التشغيلي دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود، وهو إنجاز من شأنه أن يقلل بشكل كبير تكاليف التشغيل، ويحسّن كفاءة الشحن لمسافات طويلة.
تعزيز الابتكار النووي
يركّز مشروع أول ناقلة غاز مسال نووية في العالم على تعزيز الابتكار النووي بهدف استغلاله في قطاع النقل البحري.
ويلقى المشروع دعمًا كبيرًا من قِبل وزارة العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الكورية ووزارة المحيطات ومصايد الأسماك منذ عام 2023.
ويسابق "معهد بحوث الطاقة الذرية" و"سامسونغ للصناعات الثقيلة" الزمن من أجل إنجاز تصميم المفهوم التصوري لمفاعلات الملح المنصهر البحرية بحلول عام 2026.
وقال مدير معهد بحوث المفاعلات المتطورة في معهد بحوث الطاقة الذرية، جين يونغ تشو: "سنواصل جهودنا من أجل ضمان أن مفاعل الملح المنصهر الذي نطوره يسهم بحقيق الحياد الكربوني في القطاع البحري".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.أول ناقلة غاز مسال نووية في العالم تقترب من البناء، من "مارين إنسايت"
2.سعة حمولة أول ناقلة غاز مسال نووية في العالم، من موقع "آي مارين"
