أخبار عاجلة

الدكتور رضا حجازي لـ "الفجر": التعليم في 2050 مشروع إنساني لإدارة التنوع الثقافي

الدكتور رضا حجازي لـ "الفجر": التعليم في 2050 مشروع إنساني لإدارة التنوع الثقافي
الدكتور رضا حجازي لـ "الفجر": التعليم في 2050 مشروع إنساني لإدارة التنوع الثقافي

أكد الدكتور رضا حجازي، رئيس جامعة الريادة ووزير التربية والتعليم السابق، أن التعليم في عام 2050 لن يظل مجرد وسيلة لاكتساب المعرفة، بل سيتحول إلى مشروع إنساني متكامل لإدارة التنوع الثقافي وبناء مستقبل أكثر عدلًا وسلامًا بين الشعوب. وقال إن التعليم دائمًا ما يعكس التحولات الاجتماعية والثقافية التي يشهدها العالم، مشددًا على أن المدارس والجامعات في منتصف القرن الحادي والعشرين ستصبح ساحات عالمية للتفاعل الحضاري، وبيئة فريدة تجمع بين هويات متعددة.

وأوضح  حجازي أن ملامح العالم في 2050 ستكون مختلفة تمامًا، مشيرًا إلى أن العولمة الرقمية ستجعل الحدود الجغرافية أقل تأثيرًا على حركة المعرفة، بحيث يستطيع أي طالب في أي دولة الوصول إلى مصادر تعليمية عالمية بسهولة. وأضاف أن الهجرات الناتجة عن التغير المناخي والأزمات الاقتصادية والحروب ستزيد من معدلات الاختلاط الثقافي داخل الفصول الدراسية، ما يفرض تحديات جديدة تتعلق بالهوية والانتماء. كما أكد أن ثورة الذكاء الاصطناعي ستلعب دورًا محوريًا في إعادة تشكيل العملية التعليمية، حيث سيكون الذكاء الاصطناعي مترجمًا فوريًا ومدرّسًا مساعدًا، بل ومصممًا شخصيًا للمناهج وفقًا لاحتياجات كل طالب.

وفي ذات السياق، شدد رئيس جامعة الريادة على أن الفصل الدراسي في المستقبل سيغدو بمثابة "مختبر عالمي للتنوع"، يضم طلابًا من جنسيات وثقافات متعددة، سواء عبر الحضور الواقعي أو من خلال الفصول الافتراضية. وأشار إلى أن هذا التنوّع سيخلق فرصًا ذهبية لتبادل الخبرات وتعزيز قيم التسامح، لكنه في الوقت ذاته سيفرض تحديات أمام المعلمين في كيفية إدارة الاختلافات الثقافية وتحويلها إلى مصدر قوة.

وأضاف حجازي أن المناهج الدراسية في 2050 ستشهد تحولات كبيرة، أبرزها التركيز على الشمولية وربط المعارف الأكاديمية بالمهارات الحياتية، إلى جانب إدماج مفهوم المواطنة العالمية بحيث يتعلم الطلاب كيفية التعايش والتعاون مع الآخر، دون أن يفقدوا ارتباطهم بهويتهم الوطنية. وأكد أن المناهج التفاعلية القائمة على المشروعات والتجارب الحقيقية ستلعب دورًا مهمًا في تعزيز هذا التوجه.

233.jpg

كما لفت إلى أن التكنولوجيا ستكون رافعة أساسية لدعم التنوع الثقافي، موضحًا أن أدوات مثل الترجمة الفورية ستقضي على عائق اللغة، بينما يتيح الواقع الافتراضي للطلاب خوض تجارب تعليمية في بيئات ثقافية متعددة دون مغادرة أماكنهم. وأكد أن المنصات العالمية للتعليم ستجعل تبادل الخبرات بين طلاب ومعلمين من مختلف القارات أمرًا يوميًا وعاديًا.

وأشار رئيس جامعة الريادة إلى أن إعداد المعلم في ظل هذه المتغيرات يمثل أولوية قصوى، موضحًا أن المعلم في 2050 لن يكون مجرد ناقل للمعلومات، بل وسيطًا ثقافيًا قادرًا على إدارة الحوار وبناء جسور الثقة بين طلاب من خلفيات متنوعة. وأكد أن ذلك يتطلب تزويد المعلم بمهارات مثل الكفاءة الثقافية لفهم اختلافات الطلاب، والمرونة التربوية لتكييف طرق التدريس، إضافة إلى الذكاء العاطفي الذي يساعد على تعزيز العلاقات داخل الفصول.

وفي ذات السياق، حذر  حجازي من التحديات التي قد تواجه التعليم في المستقبل، وأبرزها أزمة الهوية التي قد تزداد مع تصاعد العولمة، والفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والنامية، وكذلك خطر اندثار بعض اللغات المحلية نتيجة هيمنة لغات عالمية بعينها. لكنه أكد في الوقت نفسه أن هذه التحديات يمكن تحويلها إلى فرص إذا جرى التعامل معها بوعي وتخطيط.

232.jpg

وأوضح أن من أبرز الفرص التي سيوفرها التعليم متعدد الثقافات بحلول 2050 هي تعزيز السلام العالمي عبر الأجيال الجديدة التي ستنشأ على قيم التعايش والتواصل، فضلًا عن زيادة معدلات الإبداع والابتكار نتيجة تلاقح الأفكار والثقافات، إلى جانب تشكيل جيل عالمي يمتلك وعيًا كونيًا يمكنه من التعامل مع التحديات المشتركة للبشرية مثل تغير المناخ والأمن الغذائي.

كما أضاف في ذات السياق أن المستقبل قد يشهد ظهور جامعات بلا حرم جامعي، بحيث يتم التعليم بالكامل عبر الفضاء الرقمي، مع إصدار شهادات تعليمية معترف بها عالميًا، بالإضافة إلى تطبيق أنماط التعليم الشخصي الموجه بالذكاء الاصطناعي بما يلبي احتياجات كل متعلم على حدة.

واختتم  حجازي تصريحه بالتأكيد على أن الاستعداد لعام 2050 يتطلب البدء من الآن في إدماج الكفاءة الثقافية في برامج إعداد المعلمين، وتبني مناهج دراسية متعددة الثقافات، فضلًا عن تعزيز استخدام التكنولوجيا لتقليص الفجوة الرقمية، وإطلاق برامج لحماية اللغات المهددة بالاندثار، مع تكثيف التعاون الدولي في مجال التعليم والحرص على البحث المستمر والتقييم الدوري للسياسات التعليمية. وأكد أن هذه الخطوات هي السبيل الوحيد لضمان أن يكون التعليم في منتصف القرن الحادي والعشرين أداة لتحقيق العدالة والسلام العالمي، لا مجرد وسيلة لنقل المعرفة.

231.jpg

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أسعار الذهب اليوم السبت 6-9-2025 فى مصر
التالى محمد صلاح يقود منتخب مصر للتقدم على إثيوبيا في تصفيات المونديال