تواضروس , أطلق البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، دعوة مهمة تهدف إلى تطوير التعليم الكنسي من خلال تأسيس مجلس للتعليم الكنسي وآخر للأكاديمية اللاهوتية، وذلك ضمن رؤيته الشاملة لإعادة هيكلة منظومة التعليم داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وأكد البابا أن المتابعة الدورية لمعايير الجودة والرقمنة والحوكمة أصبحت ضرورة لا غنى عنها في كل مراحل التعليم الكنسي وعلى جميع مستوياته، من فصول مدارس الأحد، إلى الكليات الإكليريكية والمعاهد الدينية.
وجاء ذلك ضمن افتتاحية العدد الأخير من مجلة “الكرازة” الرسمية التابعة للكنيسة القبطية، حيث خصص البابا مقاله للحديث بشكل تفصيلي عن تطوير التعليم داخل الكنيسة، وأهميته في الحفاظ على وحدة الخدمة الكنسية وفاعليتها.

البابا تواضروس التعليم والتكريس والرعاية: ثلاث ركائز متكاملة
أوضح قداسة البابا في مقاله أن الخدمة في الكنيسة تعتمد على ثلاث ركائز مترابطة لا يمكن فصل إحداها عن الأخرى، وهي: التعليم، التكريس، والرعاية.
وأشار إلى أن نجاح هذه المنظومة لا يتحقق إلا من خلال العمل المؤسسي المنضبط الذي يضمن سير العملية التعليمية الكنسية بفاعلية وانتظام.
وسلّط البابا الضوء على أهمية التعليم كركيزة أولى في هذه المنظومة، موضحًا أن الكنيسة تملك تراثًا ضخمًا من الخبرات التعليمية الممتدة عبر الأجيال، بدءًا من فصول مدارس الأحد، مرورًا باجتماعات الشباب، ووصولًا إلى الخلوات والمؤتمرات الكنسية، إضافة إلى التعليم الرسمي في الكليات والمعاهد اللاهوتية والاجتماعية.

البابا تواضروس يتحدث عن التجويد والرقمنة ضرورة لمواكبة العصر
شدد البابا تواضروس على أن التعليم الكنسي لا بد أن يواكب التطور التكنولوجي المتسارع، خاصة في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم من حيث الذكاء الاصطناعي، والرقمنة، والاتصال الفوري.
وأكد أن المناهج الكنسية يجب أن تخضع للتقييم والتحديث المستمر، وفقًا لاحتياجات كل فئة عمرية أو روحية، مشيرًا إلى أن هناك ضرورة لتوفير كوادر تعليمية متخصصة تشمل أساتذة جامعيين ومختصين في الجودة والإدارة التربوية، يعملون تحت إشراف مباشر من الأساقفة والكهنة.
كما دعا البابا إلى تطبيق معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي الجامعي على التعليم الكنسي، بهدف تحقيق الاتقان والفعالية والوصول إلى مستوى من التعليم يجعل الكنيسة في طليعة المؤسسات الدينية التي تواكب متغيرات العصر بروح أصيلة وفكر متجدد.