بعد الكشف عن منحة النفط السعودي، تتفاوض سوريا مع العديد من الدول في الوقت الراهن، لدعم قطاع الطاقة، خاصة إعادة تأهيل البنية التحتية لقطاع الكهرباء، وتأمين إمدادات الوقود للمحطات.
وحسب مصادر تحدثت إليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)؛ فإن دولًا عربية وأجنبية تخوض محادثات مع وزارة الطاقة السورية، لتقديم الدعم اللازم أو المشاركة بخبراتها في إعادة تأهيل قطاع الطاقة بالبلاد.
ومن بين هذه الدول، تأتي السعودية التي قدمت قبل أيام منحة نفط خام إلى سوريا حجمها 1.6 مليون برميل، وكذلك هناك محادثات مع العراق وأذربيجان، إلى جانب قطر التي تؤمّن 3.4 مليون متر مكعب من الغاز الأذربيجاني يوميًا إلى سوريا عبر تركيا.
في حين هناك محاولات لإعادة إحياء الربط الكهربائي مع الأردن، من خلال صيانة وتحديث الجزء الواقع في الأراضي السورية؛ إذ أعلنت عمان جاهزية خطوطها لبدء الربط بمجرد جاهزية الجانب السوري.
وفي تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة، يكشف مدير الاتصال الحكومي في وزارة الطاقة السورية أحمد سليمان، عن تطورات محادثات بلاده مع 3 دول، هي السعودية والعراق وأذربيجان.
يقول "سليمان": "نحن منفتحون على جميع الدول العربية الشقيقة لتعزيز التعاون في مجال الطاقة ونرحب بأي جهد لدعم سوريا في تجاوز التحديات التي يواجهها القطاع".
منحة النفط السعودي إلى سوريا
أشاد أحمد سليمان بمنحة النفط السعودي إلى سوريا، ودور المملكة في دعم قطاع الطاقة خلال المدة الحالية، من خلال محادثات بين البلدين.
وقال في تصريحاته إلى منصة الطاقة، إن "السعودية دولة شقيقة تمتلك خبرة واسعة وإمكانات كبيرة في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة".
وتابع: "نحن نثمّن المبادرة الأخيرة للمملكة بتقديم منحة نفطية لدعم سوريا، وبطبيعة الحال هناك آفاق للتعاون في قطاع الكهرباء أيضًا، وهو ما يجري تداوله في اللقاءات مع الأشقاء السعوديين".
وبسؤاله عن أبرز الدول التي تستورد سوريا منها النفط حاليًا، أوضح أن بلاده تعتمد على طرح المناقصات لشراء النفط الخام، وهذا الأمر يحدد مصادر التوريد.
وأضاف: "الأهم بالنسبة لنا ليس التركيز على دولة بعينها بقدر ما هو الحفاظ على استقرار الكميات الواردة".
وفي حين يتحفظ المسؤول الحكومي على إعلان أسماء الدول التي تستورد منها سوريا النفط الخام، فإن بيانات حديثة لوحدة أبحاث الطاقة أظهرت 4 دول توفر غالبية النفط الخام والمشتقات النفطية إلى سوريا منذ بداية عام 2025 ؛ إذ جاءت روسيا في المقدمة، ثم كميات صغيرة من جورجيا واليونان وتركيا، كما يوضح الرسم البياني التالي:
الغاز الأذربيجاني إلى سوريا
يتدفّق الغاز الأذربيجاني إلى سوريا حاليًا من خلال منحة قطرية تشمل توريد 3.4 مليون متر مكعب يوميًا، لمدة غير محددة.
وبسؤال مسؤول الاتصال الحكومي أحمد سليمان عن التفكير في إبرام عقد استيراد طويل الأجل مع أذربيجان، قال: إن "أذربيجان شريك مهم وقد أسهمت في دعم احتياجات سوريا من الغاز في المدة الأخيرة عبر تركيا".
وتابع: "نحن ندرس مع الجانب الأذربيجاني إمكان تطوير التعاون إلى شراكات أطول مدى وأكثر استقرارًا".
على صعيد آخر، وفيما يتعلق بفرص إعادة تأهيل خط أنابيب النفط العراقي السوري المعروف بـ"خط أنابيب كركوك-بانياس"، يرى أحمد سليمان أن هذا الخط يمثل مشروعًا إستراتيجيًا لسوريا والعراق معًا، وإعادة تأهيله ستعود بالنفع على البلدين.
وأضاف أن النقاشات مع الجانب العراقي كانت إيجابية، وهناك إرادة مشتركة لدراسة جدوى إعادة تفعيل الخط ضمن رؤية تكاملية للمصالح الاقتصادية.
وحول إمكان توقيع صفقة لاستيراد النفط الخام إلى حين حسم مسألة إعادة تأهيل خط أنابيب كركوك-بانياس، اكتفى بالقول: "ناقشنا مع الجانب العراقي العديد من الخيارات في إطار التعاون الثنائي.. العراق أبدى تفهمًا للتحديات التي نواجهها".
