ألعاب إكس بوكس تدخل عالم السيارات

في خطوة جديدة تمزج بين الترفيه والتكنولوجيا، أعلنت شركة إل جي عن دمج منصتها الترفيهية داخل السيارة مع تطبيق Xbox، ما يتيح للركاب إمكانية بث وتشغيل ألعاب كاملة على أنظمة المعلومات والترفيه في سيارات مختارة متصلة بالإنترنت. الخطوة تمثل نقلة نوعية في مفهوم الترفيه داخل المركبات، وتفتح الباب أمام جيل جديد من تجارب اللعب أثناء التنقل.

وبحسب ما كشفته الشركتان، فإن تشغيل الخدمة يتطلب اشتراكًا في باقة Xbox Game Pass Ultimate، وهو ما يسمح للمستخدمين بالوصول إلى مكتبة واسعة من الألعاب المتنوعة، إلى جانب إمكانية تشغيل الألعاب التي يمتلكونها بالفعل. ولا تقتصر المتطلبات على الاشتراك فحسب، بل يحتاج الركاب أيضًا إلى اتصال إنترنت فعّال داخل السيارة واستخدام وحدة تحكم بلوتوث متوافقة. وتشمل قائمة الألعاب المتاحة عناوين بارزة مثل Don’t Starve وMafia: The Old Country وForza Horizon 5.

تجربة جديدة للركاب لا للسائقين

ورغم حماس اللاعبين لهذه الميزة، فإنها تثير في الوقت نفسه جدلاً يتعلق بالسلامة المرورية. فحتى الآن لم توضّح إل جي وإكس بوكس الآلية الدقيقة لمنع السائقين من استخدام الألعاب أثناء القيادة، خصوصًا في مواقف مثل التوقف المؤقت في إشارات المرور. لكن الشركتين شددتا في بيانهما على أن الخدمة موجهة حصريًا للركاب، وليست مخصصة لمن يقود السيارة.

وجاء في بيان إكس بوكس: "سواء كنت تنتظر في محطة شحن سيارة كهربائية أو ترغب في تسلية الركاب خلال رحلة طويلة، يمكنك قضاء وقت ممتع بلعب الألعاب التي تضيف إلى رحلتك روحًا من المتعة والتفاعل."

المخاوف الأمنية تتجدد

إثارة المخاوف بشأن هذه التقنية ليست جديدة، فقد سبق أن سلطت دراسات الضوء على مخاطر أنظمة المعلومات والترفيه المعقدة داخل المركبات. دراسة أُجريت عام 2020 كشفت أن بعض السائقين باتوا يلعبون بالفعل أثناء القيادة، بينما أكدت دراسات أخرى أن الشاشات المتقدمة قد تصرف انتباه السائق عن الطريق بشكل خطير.

هذه المخاوف تعززها سوابق مع شركات أخرى، أبرزها تسلا، التي تعرضت لانتقادات في عام 2021 بعدما سمحت لميزة "Passenger Play" بتشغيل بعض الألعاب حتى أثناء تحرك السيارة. الأمر دفع الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة في الولايات المتحدة إلى فتح تحقيق رسمي، وهو ما أجبر تسلا لاحقًا على تعديل النظام ليعمل فقط عندما تكون السيارة متوقفة.

خطوة إل جي وإكس بوكس تطرح تساؤلات حول مستقبل الترفيه داخل السيارات. فمن ناحية، يمكن اعتبارها إضافة ثرية للركاب، خصوصًا في ظل التوسع في السيارات الكهربائية التي تتطلب فترات انتظار طويلة في محطات الشحن. ومن ناحية أخرى، تظل المخاوف قائمة حول كيفية ضبط استخدام هذه الميزة بما لا يؤثر على تركيز السائق أو يعرض حياة الركاب للخطر.

توجه الشركتين نحو هذه التجربة يعكس إدراكًا متزايدًا لأهمية جعل السيارة مساحة ترفيهية متكاملة، خصوصًا مع تطور تقنيات الاتصال وزيادة اعتماد المستخدمين على خدمات البث الرقمي. وإذا نجحت إل جي وإكس بوكس في وضع الضوابط الكافية، فقد نشهد خلال الأعوام المقبلة تحوّل السيارة إلى منصة ألعاب متنقلة، ما يغيّر من شكل الرحلات الطويلة وطبيعة الترفيه على الطرق.

دمج تطبيق Xbox في أنظمة سيارات إل جي يمثل خطوة طموحة لإعادة تعريف مفهوم الترفيه داخل المركبات. وبينما يعكس هذا التعاون بين الشركتين رغبة في تقديم تجربة فريدة للركاب، فإنه يفتح أيضًا الباب أمام نقاش واسع حول التوازن المطلوب بين الابتكار وضمان السلامة على الطرق. في النهاية، قد تحدد طريقة تنفيذ هذه الميزة ومستوى الرقابة عليها ما إذا كانت ستصبح نقلة ناجحة في عالم الترفيه أم مثار جدل دائم بين المهتمين بالتكنولوجيا وخبراء السلامة المرورية.