رفع بنك "يو بي إس" (UBS) السويسري، اليوم الجمعة، توقعاته لسعر الذهب بمقدار 300 دولار ليصل إلى 3,800 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2025، كما رفع توقعاته لسعر المعدن الأصفر إلى 3,900 دولار للأوقية بحلول منتصف 2026. ويعزو البنك هذه التوقعات إلى مجموعة من العوامل تشمل تخفيف السياسة النقدية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وضعف الدولار، إضافة إلى تصاعد المخاطر الجيوسياسية التي تدعم الطلب على الذهب كملاذ آمن.
صناديق الاستثمار والبنوك المركزية
وفي مذكرة موجهة لعملائه، أوضح البنك أنه قام أيضًا بتعديل توقعاته بشأن حيازات صناديق الذهب المتداولة في البورصة (ETF)، متوقعًا أن تتجاوز 3,900 طن متري بحلول نهاية 2025، لتقترب من الرقم القياسي البالغ 3,915 طناً الذي سُجل في أكتوبر 2020. ويشير هذا الاتجاه إلى أن الذهب لا يزال يحظى بإقبال متزايد من المؤسسات والمستثمرين الأفراد على حد سواء.
كما توقع يو بي إس أن تواصل البنوك المركزية شراء الذهب بوتيرة قوية تبلغ ما بين 900 و950 طنًا خلال العام الجاري، وهو مستوى يقل قليلًا عن مشتريات العام الماضي التي قاربت الرقم القياسي البالغ نحو 1,000 طن، مما يعكس استمرار الذهب كأداة مفضلة لتعزيز الاحتياطيات الرسمية وتنويعها بعيداً عن الدولار.
العوامل الداعمة لتوقعات الذهب
يرى يو بي إس أن الذهب سيستفيد من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، خاصة مع توقعات السوق بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة في اجتماعاته المقبلة لدعم النمو الاقتصادي. وأشار البنك إلى أن موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الداعم لخفض الفائدة يشكل بدوره عاملاً إضافياً يعزز جاذبية الذهب.
كما لفتت المذكرة إلى أن المخاطر الجيوسياسية، بما في ذلك التوترات في عدد من المناطق حول العالم، إلى جانب اختلاف توجهات السياسة النقدية بين الإدارة الأميركية والفيدرالي، تسهم في زيادة الطلب على الذهب باعتباره أصلًا آمنًا يحافظ على قيمته في أوقات عدم اليقين.
الأداء الحالي للذهب
الذهب، الذي يُعتبر تاريخيًا أحد أهم الملاذات الآمنة، واصل أداءه القوي هذا العام، حيث سجل يوم الثلاثاء أعلى مستوى تاريخي عند 3,673.95 دولار للأوقية، محققًا ارتفاعًا يفوق 39% منذ بداية 2025. ويُعد هذا الصعود انعكاسًا لتزايد إقبال المستثمرين على الأصول الدفاعية في ظل حالة الترقب لقرارات السياسة النقدية الأميركية وتطورات الأوضاع العالمية.
المخاطر المحتملة
رغم النظرة الإيجابية، أشار يو بي إس إلى أن أبرز المخاطر التي قد تواجه المعدن الأصفر تتمثل في احتمال لجوء الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة مجددًا، حال ظهور مفاجآت تصاعدية في مسار التضخم، وهو ما قد يقلل من جاذبية الذهب مقارنة بالأصول المدرة للعائد.
دلالات اقتصادية
تعكس توقعات يو بي إس الجديدة مكانة الذهب كأحد أهم الأصول الاستثمارية الاستراتيجية في المرحلة الراهنة، في ظل تقلبات الأسواق وتغير السياسات النقدية. ويرى محللون أن استمرار الإقبال المؤسسي من قبل صناديق الاستثمار والبنوك المركزية قد يدفع الذهب إلى تسجيل مستويات تاريخية جديدة تتجاوز توقعات البنك السويسري، خصوصًا إذا تزايدت الضغوط على الدولار الأميركي.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.