واصل الدولار الأمريكي تداولاته اليوم الجمعة على ارتفاع طفيف، بعد خسائر تكبدها في الجلسة السابقة، إلا أنه يبقى في مسار تسجيل ثاني تراجع أسبوعي متتالي، مع تزايد توقعات الأسواق بأن يقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل.
وارتفع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية – بنسبة 0.1% ليصل إلى 97.66 نقطة، بعدما أنهى تعاملات الخميس على انخفاض أنهى به سلسلة مكاسب استمرت يومين. ورغم هذا التعافي المحدود، يبقى المؤشر في اتجاه نزولي للأسبوع الثاني على التوالي.
بيانات اقتصادية متباينة
تأثرت حركة الدولار بصدور بيانات متباينة من الاقتصاد الأمريكي. فقد أظهرت تقارير الخميس تسجيل أكبر زيادة أسبوعية في طلبات إعانات البطالة منذ أربع سنوات، وهو ما اعتبره المستثمرون إشارة إلى تباطؤ سوق العمل. في المقابل، ارتفع معدل التضخم في أغسطس بأسرع وتيرة منذ سبعة أشهر، إلا أن هذه الزيادة جاءت متوافقة مع توقعات المحللين، ما حد من تأثيرها السلبي.
ويرى خبراء أن هذه البيانات المتعارضة قد تعقّد قرارات السياسة النقدية للفيدرالي، لكنها عززت في الوقت نفسه رهانات المستثمرين على خفض الفائدة، باعتبار أن سوق العمل بدأ يظهر إشارات ضعف تحتاج إلى تدخل داعم.
توقعات خفض الفائدة
تشير عقود الفائدة المستقبلية إلى أن المستثمرين يترقبون خفض الفائدة الأساسية بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع الفيدرالي يوم 17 سبتمبر الجاري. غير أن الرهانات على خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس تراجعت بشكل واضح، مع ميل الأسواق إلى الاعتقاد بأن البنك المركزي سيتبنى مسارًا تدريجيًا أقل حدة في التيسير النقدي حتى نهاية العام.
وتُظهر أداة CME FedWatch أن احتمالية الخفض الكبير تقلصت إلى أقل من النصف، مقارنة بتوقعات سابقة أكثر تفاؤلاً بتيسير واسع النطاق.
أسواق السندات والعملات
في سوق السندات، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات نقطتين أساس ليبلغ 4.0338%، بعد أن اقترب في الجلسة السابقة من كسر مستوى 4% لأول مرة منذ أبريل الماضي. ويعكس هذا التحرك حالة الترقب لموقف الفيدرالي من التضخم والبطالة معًا.
أما في سوق العملات، فقد ظل اليورو شبه مستقر عند مستوى 1.1727 دولار، بعد أن استفاد في اليوم السابق من توقعات بتثبيت السياسة النقدية الأوروبية. وجاء هذا الاستقرار عقب تصريحات رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد، التي أشارت إلى توازن نسبي في المخاطر الاقتصادية.
في المقابل، ارتفع الدولار أمام الين الياباني بنسبة 0.4% إلى 147.76 ين، بعد بيان مشترك صادر عن الحكومتين الأمريكية واليابانية أكد أن أسعار الصرف يجب أن تحددها قوى السوق، وأن أي تقلبات مفرطة أو تحركات غير منظمة تعتبر غير مرغوبة.
الأسهم الأمريكية عند مستويات قياسية
وفي سوق الأسهم، واصلت المؤشرات الأمريكية تحقيق مكاسب قوية، إذ أغلق مؤشر داو جونز الصناعي مرتفعًا بنسبة 1.3%، فيما صعد S&P 500 بأكثر من 0.8%، وزاد ناسداك بنحو 0.7%. هذه المكاسب عكست تفاؤل المستثمرين باحتمال خفض الفائدة، رغم الضبابية المحيطة بمسار الاقتصاد الأمريكي.
كما يترقب المستثمرون قرار وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية بشأن الوضع المالي لفرنسا، المقرر صدوره بعد إغلاق الأسواق يوم الجمعة، وذلك عقب تصويت الثقة البرلماني في باريس يوم 8 سبتمبر.
وبينما يبقى الدولار تحت الضغط مع توقعات التيسير النقدي، تظل حركة الأسواق رهينة للبيانات الاقتصادية المقبلة وقرارات البنوك المركزية الكبرى، في وقت يشهد الاقتصاد العالمي تباطؤًا وتحديات جيوسياسية متصاعدة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
