تراجعت أسعار النفط في تعاملات الخميس بشكل طفيف، وسط ضغوط متزايدة ناجمة عن ارتفاع المخزونات الأمريكية وضعف الطلب في أكبر مستهلك للطاقة في العالم، وهو ما حدّ من تأثير التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والحرب الروسية الأوكرانية على الأسواق العالمية.
وبحسب بيانات التداول، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 14 سنتاً، أو ما يعادل 0.21%، ليستقر سعر البرميل عند 67.35 دولار بحلول الساعة 04:33 صباحاً بتوقيت غرينتش، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 15 سنتاً، أو 0.24%، مسجلاً 63.53 دولار للبرميل.
ضغوط المخزونات وضعف الاستهلاك
أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع مخزونات الخام بمقدار 3.9 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 5 سبتمبر 2025، في حين كانت التوقعات تشير إلى انخفاض قدره مليون برميل. كما ارتفعت مخزونات البنزين بمقدار 1.5 مليون برميل، رغم التقديرات السابقة التي رجحت تراجعها. هذه الأرقام أثارت قلق المستثمرين بشأن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وانعكاسه على مستويات الاستهلاك، ما ضغط على حركة الأسعار.
تأثير محدود للتوترات الجيوسياسية
كانت أسعار النفط قد ارتفعت في جلسة الأربعاء بأكثر من دولار للبرميل بعد الهجوم الإسرائيلي على قيادة حركة حماس في قطر، وتحرّك بولندا لتعزيز دفاعاتها الجوية مع حلف «الناتو» ضد تهديدات الطائرات المسيّرة الروسية. غير أن هذه التطورات لم تتسبب في مخاطر مباشرة على إمدادات النفط العالمية، لتعود الأسواق سريعاً للتركيز على معطيات العرض والطلب.
سياسات البنوك المركزية
يتوقع المستثمرون أن يقدم مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل بمقدار 25 نقطة أساس، في ظل مؤشرات على ضعف سوق العمل وتراجع أسعار المنتجين. وعلى الجانب الآخر، يستعد البنك المركزي الأوروبي للإبقاء على معدلات الفائدة دون تغيير، ما يعكس تباين السياسات النقدية بين ضفتي الأطلسي.
أوبك+ وزيادة الإنتاج
من ناحية المعروض، قررت منظمة «أوبك+» زيادة إنتاجها ابتداءً من أكتوبر 2025، رغم أن الزيادة المقررة أقل من مستويات الأشهر السابقة. ومع ذلك، فإن استمرار هذا التوجه يعزز التوقعات بزيادة المعروض العالمي. وأكدت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن تراكم المخزونات بفعل ارتفاع الإنتاج قد يضع أسعار الخام تحت مزيد من الضغوط خلال الأشهر المقبلة.
آفاق السوق
يرى محللون أن استمرار ضعف الطلب الأمريكي وتوسع الإنتاج العالمي، خاصة من جانب «أوبك+»، قد يدفع سوق النفط إلى حالة فائض في المعروض بحلول نهاية 2025، وهو ما يُبقي الأسعار تحت ضغط مستمر، بالرغم من التوترات الجيوسياسية القائمة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.