سجلت الأسهم الأوروبية ارتفاعًا ملحوظًا في تعاملات اليوم الأربعاء، وسط حالة من التفاؤل الحذر لدى المستثمرين الذين يترقبون بيانات التضخم الأمريكية، وقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، وهو ما أعاد الزخم إلى مؤشرات الأسواق العالمية عقب الأداء القوي لـ "وول ستريت" في الجلسة السابقة.
ففي ألمانيا، صعد مؤشر "داكس" بأكثر من 0.6% مدفوعًا بمكاسب أسهم التكنولوجيا والصناعات التحويلية، فيما ارتفع مؤشر "كاك 40" الفرنسي بنحو 0.5%، مدعومًا بمكاسب أسهم البنوك وشركات الطاقة. أما مؤشر "فوتسي 100" البريطاني فقد ارتفع بنسبة 0.4%، مستفيدًا من صعود أسعار السلع الأساسية، ولا سيما النفط والمعادن الصناعية، ما عزز أسهم شركات التعدين والنفط.
ويرى محللون أن الأسواق الأوروبية استفادت من التوقعات المتزايدة بقيام الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة، في ظل مؤشرات على تباطؤ نمو التضخم الأساسي. ويترقب المستثمرون صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي غدًا الخميس، والتي ستلعب دورًا رئيسيًا في تحديد مسار السياسة النقدية الأمريكية، وبالتالي التأثير المباشر على التدفقات الاستثمارية في الأسواق العالمية.
وأشار متعاملون إلى أن قوة وول ستريت خلال جلسة أمس ساهمت في رفع معنويات المستثمرين في أوروبا، حيث أغلق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" عند مستوى قياسي جديد مدفوعًا بأسهم التكنولوجيا الكبرى مثل آبل ومايكروسوفت وإنفيديا. هذه المكاسب عززت الثقة بأن الأسواق العالمية لا تزال قادرة على مقاومة التحديات الاقتصادية، خاصة مع تزايد الرهانات على خفض الفائدة الأمريكية.
من جانب آخر، لا تزال حالة من الحذر تخيم على بعض القطاعات، خصوصًا مع استمرار المخاوف من تباطؤ النمو في الصين، ثاني أكبر اقتصاد عالمي، والذي يواجه تحديات في قطاعي العقارات والتصنيع. غير أن التوقعات بإعلان بكين عن المزيد من حزم التحفيز المالي والنقدي دعمت الأسهم المرتبطة بالتجارة العالمية، بما في ذلك شركات الشحن والطاقة الأوروبية.
وفي قطاع الطاقة، ارتفعت أسهم شركات النفط الأوروبية الكبرى مثل "بي بي" و"توتال إنرجيز" مع صعود أسعار خام برنت فوق 83 دولارًا للبرميل، مدعومة بتوقعات بزيادة الطلب خلال الربع الأخير من العام، إلى جانب تراجع المخزونات الأمريكية وفقًا لبيانات أولية.
على صعيد البنوك، ساهمت التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية في تحفيز إقبال المستثمرين على الأسهم المالية، مع آمال بأن يؤدي ذلك إلى دعم الطلب على الائتمان وتحسين أوضاع التمويل، فيما أظهرت مؤشرات ثقة المستثمرين في منطقة اليورو بعض التحسن الطفيف بعد فترة من الضغوط التضخمية.
ويرى خبراء الاقتصاد أن تعاملات الأسبوع الجاري ستكون حاسمة، ليس فقط لأسواق الأسهم الأوروبية، بل للاقتصاد العالمي ككل، حيث سيحدد مسار التضخم الأمريكي قرارات الفيدرالي، وبالتالي توجهات البنوك المركزية الأخرى، بما فيها البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا، اللذان يوازنان بين الحاجة لدعم النمو وكبح التضخم.
وبينما تتجه الأنظار إلى بيانات التضخم، يواصل المستثمرون البحث عن فرص انتقائية في قطاعات التكنولوجيا والطاقة والسلع الأساسية، باعتبارها الأكثر استفادة من بيئة خفض الفائدة المتوقعة. ومن المرجح أن تشهد الأسواق الأوروبية موجة جديدة من التدفقات الاستثمارية إذا ما جاءت بيانات التضخم الأمريكية متماشية مع التوقعات بانخفاض تدريجي، الأمر الذي يعزز من احتمالات خفض الفائدة خلال الربع الأخير من العام الجاري.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
