أكد الدكتور مجدي علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة، أن مصرترفض بشكل قاطع أي تحكم منفرد في نهر النيل من قبل أي دولة، مشيرًا إلى أن إفريقيا تضم فقط 12 نهرًا دوليًا، ولا يمكن السماح بأن تفرض أي دولة سياسة الأمر الواقع على مجرى نهر مشترك، لأن ذلك قد يؤدي إلى صراعات تهدد استقرار القارة بأكملها.
التهديدات المائية.. صراع وجودي
وشدّد علام على أن أي محاولة المساس بحصة مصر من مياه النيل تُعد تهديدًا وجوديًا، مضيفًا أن "الحديث عن إنقاص حصة مصر من المياه بمثابة إعلان حرب، ومصر لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة هذا الخطر".
موقف مصر من اتفاقيات مياه النيل
ورغم تمسك مصر بمبدأ التعاون مع دول حوض النيل، فإنها تطالب بأن يتم هذا التعاون في إطار الاحترام الكامل للاتفاقيات الدولية، خاصة تلك التي تعود إلى عهد الخديوي إسماعيل، والتي نظّمت حقوق مصر التاريخية في مياه النيل منذ أكثر من قرن.
مصر مستعدة وتملك بدائل
ورغم تلك التحديات، شدد الدكتور مجدي علام على أن مصر لديها بدائل واقعية وتعتمد على خبرتها التاريخية في إدارة الأزمات المائية، وفي مقدمتها السد العالي، الذي ما زال يُمثل خط الدفاع الأول أمام أي تهديد محتمل لحصة مصر من مياه النيل.
وقد أكد الدكتور علام على أن مصر تمتلك أحد أكبر خزانات المياه في العالم، وهو السد العالي، الذي شُيّد في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والذي يعد خطوة استراتيجية نحو تحقيق الأمن المائي والزراعي.
افتتاح سد النهضة الإثيوبي
وقد أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد،أمس الثلاثاء، افتتاح سد النهضة الإثيوبي رسميًا، وبعد انتظار استمر 14 عامًا من البناء والملئ حتى الخطوة الأخيرة، حتى أصبح حقيقة ملموسة على أرض الواقع لتحقيق المشروع القومي الضخم بالنسبة لإثيوبيا، وهو السد الذي شكل موضوع خلاف بين دول المصب (مصر والسودان) من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى، على الرغم من عدم اتفاق باقي دول المصب.
وطمأن آبي أحمد جيرانه بـ دول المصب، أن السد لا يشكّل تهديدًا لأي من مصر والسودان،موضحًا أن بلاده تستخدم موارد النهر العابر للحدود بشكل محدود فقط ولم تأخذ شيئا لا يخصها.