الكنائس , أبدت الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا قلقًا متزايدًا إزاء تصاعد أعمال التخريب التي تستهدف الكنائس ودور العبادة، مؤكدة أن حجم الأضرار وطبيعتها بات يعكس عداءً واضحًا تجاه المسيحية .
وفي هذا السياق، صرّح ماتياس كوب، المتحدث باسم مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الألمان، أن المعتدين أصبحوا “أكثر وحشية” في سلوكهم خلال السنوات الأخيرة، رغم أن عدد الجرائم لم يشهد زيادة كبيرة.

وأوضح كوب أن هذه الاعتداءات لم تعد تقتصر على أعمال السرقة أو التخريب البسيط، بل تحوّلت إلى أعمال تستهدف الرموز الدينية بشكل متعمد، مثل تكسير صناديق القرابين، تلويث أحواض المياه المقدسة، وتشويه تماثيل المسيح والقديسين.
وأشار إلى أن هذه الهجمات تُصنّف غالبًا ضمن “الإضرار بالممتلكات” في الإحصاءات الرسمية، لكنها في الواقع تشكّل انتهاكًا خطيرًا للمشاعر الدينية للمؤمنين.

أضرار تتجاوز جدران الكنائس وتصل إلى القلوب
المتحدثة باسم الكنيسة البروتستانتية في ألمانيا أكدت بدورها أن أعمال التخريب لا تؤثر فقط على المباني أو محتوياتها، بل تمس مشاعر الأمان والانتماء التي يشعر بها المؤمنون داخل هذه الأماكن.
وقالت: “الكنائس المفتوحة تمثل أماكن للتأمل والدعاء والسكينة، وعندما تُدنس هذه الأماكن، يُفقد الإحساس بالطمأنينة والثقة في أن تكون هذه المساحات المقدسة مفتوحة للجميع”.
وشددت على أن إغلاق الكنائس لمنع هذه الاعتداءات ليس خيارًا مفضلًا لدى الطوائف الدينية، لأن تلك الأماكن تمثل ملاذًا روحيًا وثقافيًا للمجتمع، وتُعد جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، خاصة في أوقات الأزمات.

تصاعد النزعة المعادية للدين في المجتمع الألماني
من جانبه، أوضح عالم الاجتماع الديني ديتليف بولاك أن النزعات المعادية للدين والكنيسة قد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في ألمانيا منذ العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
وأشار إلى أن هذه الظاهرة قد تكون مرتبطة بعدد من العوامل، من بينها قضايا الاعتداء التي تورطت فيها" target="_blank"> الكنيسة، وكيفية معالجتها من قبل المؤسسات الدينية ووسائل الإعلام.
ورغم تراجع معدلات حضور الصلوات، بيّن بولاك أن نحو 60% من الألمان لا يزالون يعتقدون أن المسيحية تشكل ركيزة أساسية للثقافة الغربية، لكن بالمقابل، تتزايد الأصوات التي تنظر إلى الدين كمصدر ضرر أكثر منه نفعًا.
في ظل هذه الأجواء، تبقى الكنائس الألمانية متمسكة برسالتها كمراكز روحية وثقافية، وتسعى إلى حماية قدسيتها دون التفريط في انفتاحها، رغم التحديات المتزايدة.