كشفت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية عن حجم وتوزيع شبكة الرصد الزلزالي والبركاني المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، والتي تضم 306 محطات متخصصة، وذلك ضمن جهود الهيئة لرصد وتحليل النشاط الزلزالي والبركاني بدقة عالية، وتعزيز الاستعدادات الوطنية لمواجهة الكوارث الطبيعية.
وأوضح طارق أبا الخيل، المتحدث الرسمي باسم الهيئة، أن هذه الشبكة تشمل 229 جهازًا لتسجيل الزلازل، و92 جهازًا لرصد عجلة التسارع الأرضي، إضافة إلى 63 جهازًا لمراقبة تشوهات القشرة الأرضية، و21 جهازًا لقياس معاملات المياه الجوفية في المناطق البركانية، إلى جانب 29 جهازًا لمراقبة نسب الغازات البركانية.
وتتموضع هذه المحطات بشكل استراتيجي في مناطق تشهد نشاطًا جيولوجيًا مكثفًا، خصوصًا في ما يعرف بـ "الحرات البركانية"، وهي المناطق البركانية التاريخية المنتشرة في غرب وشمال غرب المملكة. كما تغطي الشبكة المواقع التنموية والاقتصادية الكبرى، بهدف متابعة أي نشاط زلزالي طبيعي أو غير طبيعي يمكن أن يؤثر على المشاريع الحيوية.
وأكد أبا الخيل أن المهمة الأساسية لهذه المحطات تتمثل في تحليل خصائص المناطق ذات القشرة الأرضية الضعيفة أو الرقيقة أو المليئة بالصدوع، بهدف فهم طبيعة النشاط الزلزالي المحتمل، ورسم خرائط دقيقة تساعد الجهات المختصة في اتخاذ التدابير الوقائية والاحترازية.
مركز الملك سلمان يدشّن 61 مشروعًا إنسانيًّا في سوريا.. وجهود سعودية لإعادة الإعمار وتوسيع الاستثمارات
أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عن تدشين 61 مشروعاً إنسانياً جديداً في سوريا، في مجالات متعددة تشمل الأمن الغذائي، والصحة، والدعم المجتمعي، والمياه، والإصحاح البيئي، والتعليم، والإيواء، وإعادة التأهيل، والخدمات الأساسية، وذلك في إطار زيارة ميدانية أجراها المشرف العام على المركز الدكتور عبدالله الربيعة إلى الأراضي السورية.
وتتضمن الزيارة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس"، توقيع مجموعة من البرامج والمشروعات الإغاثية والتطوعية، إلى جانب تسيير جسر إغاثي بري يهدف إلى إيصال المساعدات للمناطق الأشد احتياجاً، ما يُجسد استمرار الالتزام السعودي تجاه الشعب السوري في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها.
وقال الدكتور الربيعة إن المركز ومنذ تأسيسه في 2015، نفّذ 454 مشروعًا إغاثيًا مخصصًا لسوريا، بقيمة تزيد عن 5 مليارات ريال سعودي، ضمن إجمالي دعم سعودي لسوريا تجاوز 28 مليار ريال. وأضاف أن المملكة وقفت تاريخيًا إلى جانب السوريين، سواء من خلال استقبالهم في أراضيها ومنحهم الرعاية والعيش الكريم، أو عبر تسيير القوافل الإنسانية للمناطق المتضررة داخل سوريا وفي مخيمات اللاجئين بالدول المجاورة.
من جانبه، اعتبر وزير الطوارئ السوري رائد الصالح أن الدعم السعودي، خاصة من خلال مركز الملك سلمان، كان عاملاً حاسمًا في صمود الشعب السوري خلال السنوات العصيبة، مشددًا على أهمية ترسيخ هذه الشراكة كركيزة إنسانية واستراتيجية في مسار التعافي.
وتزامنًا مع هذه الجهود، شهدت دمشق مؤخرًا انعقاد المنتدى السعودي - السوري، الذي أسفر عن توقيع 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة استثمارية تتجاوز 24 مليار ريال سعودي، بمشاركة أكثر من 500 من قادة الأعمال السعوديين الراغبين في دخول السوق السوري. ويأتي ذلك بدعم مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، في إطار رؤية شاملة لدعم الاقتصاد السوري وإعادة تأهيل البنية التحتية بعد سنوات من الحرب، لاسيما بعد رفع العقوبات الأميركية جزئيًا.
كما شهدت الفترة الأخيرة تبادل زيارات رسمية بين الجانبين، من بينها زيارة وزير الزراعة السوري الدكتور أمجد بدر إلى المملكة، ولقائه مع مسؤولي هيئة الأمن الغذائي السعودية لبحث مجالات التعاون وتبادل الخبرات.
خسوف كلي نادر للقمر يُشاهد بوضوح في سماء السعودية.. و"كاكست" ترصد الظاهرة بأحدث التقنيات
يشهد العالم مساء اليوم خسوفًا كليًا نادرًا للقمر، سيكون مرئيًا بشكل كامل في سماء المملكة العربية السعودية، إضافة إلى أجزاء واسعة من آسيا وأفريقيا، وأقاليم في أستراليا وأوروبا، حيث تُقدّر مدة الظاهرة بـ 83 دقيقة تقريبًا، ما يجعلها من أطول الخسوفات الكلية التي تم رصدها خلال السنوات الأخيرة.
وبحسب التوقيت المحلي للمملكة، يبدأ القمر بدخول منطقة شبه الظل عند الساعة 6:27 مساءً، يليه الخسوف الجزئي عند 7:27 مساءً، في حين يبدأ الخسوف الكلي في 8:30 مساءً، ويستمر حتى 9:53 مساءً، بينما تنتهي الظاهرة كاملة بحلول 11:57 مساءً.
وقال الدكتور زكي المصطفى، الباحث في معهد علوم الفضاء بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست)، إن الخسوف القمري يحدث عندما تقع الأرض بين الشمس والقمر، ما يؤدي إلى عبور القمر عبر ظل الأرض الكامل، فيتعرض لتعتيم جزئي أو كلي. وأوضح أن الخسوف الكلي يختلف عن الكسوف الشمسي في كونه يُشاهد من أماكن أوسع ولفترة أطول.
وأضاف المصطفى أن كل خسوف يتبعه غالبًا كسوف والعكس، غير أن حدوثهما بشكل متتالٍ يُعد نادرًا، مشيرًا إلى أن هناك كسوفًا جزئيًا للشمس سيحدث لاحقًا خلال هذا الشهر، لكنه لن يكون مرئيًا من داخل المملكة.
وأشار إلى أن "كاكست" تمتلك كوادر علمية مؤهلة ومراصد فلكية متقدمة، تُمكّنها من رصد هذه الظواهر بدقة عالية، سواء عبر مراصدها الثابتة أو المتنقلة، مما يعزز دورها كـ مرجع وطني فلكي معتمد في المملكة. كما تولي المدينة اهتمامًا كبيرًا بالتوعية الفلكية من خلال تنظيم فعاليات تفاعلية وتثقيفية تستهدف عامة الجمهور، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بعلم الفلك وتحفيز الاهتمام بالظواهر السماوية.
