في خطوة هامة نحو تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق رؤية مصر 2030، ترأس المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، الاجتماع الأول للمجلس المصري للبناء الأخضر والمدن المستدامة، وذلك عقب إعادة تشكيل المجلس الذي يضم ممثلين عن الوزارات والجهات المعنية والمطورين العقاريين.
وجاء الاجتماع لمناقشة الإجراءات التنفيذية الخاصة بالاستراتيجية الوطنية للعمران والبناء الأخضر والمستدام، التي أطلقها فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال المنتدى الحضري العالمي في نوفمبر الماضي، والتي تعكس حرص القيادة على تحقيق تنمية بيئية واقتصادية مستدامة من خلال اعتماد أساليب بناء فعالة تستهلك الموارد والطاقة بكفاءة عالية.
كلمة وزير الإسكان: استراتيجية طموحة للحفاظ على موارد الدولة وتحسين جودة الحياة
افتتح المهندس شريف الشربيني الاجتماع معربًا عن سعادته بانعقاد أولى جلسات المجلس عقب إعادة تشكيله، مشيرًا إلى أهمية الاستراتيجية الوطنية للعمران والبناء الأخضر المستدام في دعم توجهات الدولة نحو ترشيد استخدام الموارد وتعزيز كفاءة الطاقة، بما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد القومي وجودة حياة المواطنين.
وأكد الوزير أن هناك تنسيقًا مكثفًا مع مختلف الوزارات والجهات المعنية والمطورين العقاريين لجمع الآراء والمقترحات اللازمة للبدء في تطبيق الاستراتيجية على أرض الواقع، مشددًا على أهمية الاستماع لكافة الأطراف لتحقيق صيغة متكاملة تخدم أهداف التنمية المستدامة.
وأوضح أن الاجتماع ركز على مناقشة جميع جوانب الاستراتيجية، لا سيما ملف ترشيد الطاقة، بالإضافة إلى استعراض الحوافز المقررة لجذب القطاعين الحكومي والخاص لتنفيذ مشروعات البناء الأخضر، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالمحددات التي تضمن استفادة كاملة من هذه الحوافز.
اختصاصات المجلس المصري للبناء الأخضر والمدن المستدامة
خلال الاجتماع، تم استعراض اختصاصات المجلس التي تشمل متابعة تنفيذ استراتيجية العمران والبناء الأخضر، وتطوير نظم تقييم واعتماد البناء الأخضر التي يُشرف عليها المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، بالإضافة إلى إعداد السياسات التي تعزز من نشر ثقافة البناء المستدام، والتعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال.
كما يهدف المجلس إلى بناء القدرات البشرية من خلال التدريب ونشر الوعي والابتكار في تطبيق معايير البناء الأخضر والمدن المستدامة، وذلك لتسريع وتيرة التحول نحو مدن صديقة للبيئة ومستدامة.
إنجازات المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء في نشر البناء الأخضر
تناول الاجتماع عرضًا لإنجازات المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء في دعم البناء الأخضر، والتي تضمنت تطوير نظام تقييم "الهرم الأخضر المصري" (GPRS)، وخطط بحثية تطبيقية، بالإضافة إلى تدريب واعتماد الخبراء المختصين، وإبرام عدد من البروتوكولات والشراكات، وإصدار كودات ودلائل وتشريعات بنائية متخصصة في مجال البناء الأخضر.
كما يشارك المركز في تقديم الدراسات والاستشارات الهندسية والإشراف على تنفيذ مشاريع الإسكان الأخضر، ما يساهم في تعزيز المعايير الفنية والبنائية المتوافقة مع متطلبات الاستدامة.
الارتباط بالاستراتيجيات الوطنية ورؤية مصر 2030
تم خلال الاجتماع التأكيد على أن استراتيجية العمران الأخضر تتكامل مع الاستراتيجيات الوطنية الأخرى ضمن رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، وتشمل المشاركة في المبادرات الدولية المتخصصة في مجال العمران الأخضر.
وتتضمن منهجية إعداد الاستراتيجية تحسين كفاءة استخدام الطاقة والمياه والموارد في المدن، وتعزيز منظومة التمويل الأخضر، وتحفيز الابتكار في تقنيات ومواد البناء الصديقة للبيئة، بالإضافة إلى تطوير مدن مستدامة وخضراء قادرة على التكيف مع التغيرات البيئية.
كما تهدف الاستراتيجية إلى تعزيز المشروعات العقارية الخضراء وتحويلها إلى مصدر رئيسي للدخل القومي، مما يعكس الطموح الوطني في دمج التنمية الاقتصادية مع حماية البيئة.
تقدير المشاركين وحرص الوزارة على الحوار والتطوير
عبر أعضاء المجلس المشاركون في الاجتماع عن تقديرهم الكبير لوزارة الإسكان على حرصها على الاستماع لكافة الآراء والمقترحات، مؤكدين أن هذا الأسلوب التشاركي سيساعد في صياغة استراتيجية وطنية متكاملة تلبي تطلعات الجميع وتحقق الأهداف المرجوة في مجال العمران والبناء الأخضر.
