أخبار عاجلة

عندما تنهار الأبراج: إسرائيل تضاعف ضرباتها في غزة وتشد الحبال مع حماس

عندما تنهار الأبراج: إسرائيل تضاعف ضرباتها في غزة وتشد الحبال مع حماس
عندما تنهار الأبراج: إسرائيل تضاعف ضرباتها في غزة وتشد الحبال مع حماس

شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق من جانب الجيش الإسرائيلي، حيث استهدفت طائراته الحربية عدة أبراج سكنية شاهقة في مدينة غزة، من أبرزها برج المشطحة وبرج السوسي. وجاءت هذه الضربات بعد إنذارات محدودة للسكان لم تتجاوز دقائق معدودة، وسط مشاهد درامية لانهيار المباني التي احتضنت مئات العائلات، لتتحول إلى ركام خلال لحظات.

أهداف وراء استهداف الأبراج

جدير بالذكر أن الجيش الإسرائيلي دعا السكان في غزة إلى النزوح جنوبًا، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تمهيد لمزيد من العمليات العسكرية في قلب المدينة.

689.jpg
مشاهد من استهداف إسرائيل الأبراج في غزة - رويترز

تقول إسرائيل إن الأبراج المستهدفة تُستخدم من قبل حركة حماس كمراكز قيادة ومراقبة واتصالات، في حين تنفي الحركة هذه الادعاءات وتؤكد أن المباني كانت مأهولة بالمدنيين والنازحين داخليًا.

وبدورها، أشارت صحيفة الجارديان البريطانية إلى أن هذا النوع من الاستهداف ينسجم مع ما يُعرف بـ"عقيدة الضاحية"، وهي سياسة عسكرية إسرائيلية تهدف إلى إحداث صدمة نفسية وتدمير بنى تحتية مدنية لإضعاف الحاضنة الشعبية للخصم.

ومن جانبة كتب المحلل العسكري أمير بوحبوط في صحيفة معاريف العبرية أن "ضرب الأبراج الشاهقة يهدف إلى خلق صورة نصر إعلامي لإسرائيل، أكثر من كونه ضربة عسكرية استراتيجية"، معتبرًا أن الجيش يسعى إلى "إظهار السيطرة الرمزية" على غزة.

تصريحات رسمية تكشف نوايا إسرائيل

أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في تصريحات نقلتها وكالة رويترز أن الحرب على غزة "يمكن أن تنتهي فورًا إذا أطلقت حماس جميع الرهائن وسلمت سلاحها"، مضيفًا أن "استمرار العمليات العسكرية هدفه الضغط المباشر لتحقيق هذه الشروط".

وفي المقابل، تحدثت وسائل إعلام أمريكية مثل بوليتيكو عن وجود مخاوف لدى دوائر القرار في واشنطن من أن التصعيد الإسرائيلي "قد يُعقد ملف الرهائن ويضعف فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار".

الخبير السياسي مارتن إنديك، السفير الأمريكي الأسبق في إسرائيل، قال لصحيفة واشنطن بوست: "استهداف الأبراج ليس فقط رسالة عسكرية، بل ورقة تفاوضية قاسية، إذ تريد إسرائيل القول لحماس: كل يوم دون تنازل يعني انهيار المزيد من البنية التحتية".

تفاصيل الضربات الأخيرة

يوم الجمعة الماضي، استهدفت المقاتلات الإسرائيلية برج المشطحة المكوّن من 12 طابقًا، بعد إنذار عاجل للسكان بضرورة الإخلاء.

وفي اليوم التالي، كان الدور على برج السوسي المكوّن من 15 طابقًا، حيث مُنح السكان 20 دقيقة فقط للخروج قبل أن يتحول البرج إلى غبار تحت القصف.

وقد بثّت وسائل إعلام عالمية مثل أسوشيتد برس ونيويورك بوست لقطات مباشرة لانهيار المباني، مشيرة إلى أن هذه المشاهد تعكس "رسالة ردع" أكثر من كونها أهدافًا عسكرية دقيقة.

ورقة ضغط على حماس

ترى مراكز بحثية مثل معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب (INSS) أن استهداف الأبراج يدخل في إطار استراتيجية "إفقاد حماس القدرة على الصمود الطويل"، من خلال الضغط النفسي والجماهيري.

وعلّق المحلل الفلسطيني مفيد أبو شمالة عبر قناة الجزيرة قائلاً: "إسرائيل تعرف أن الأبراج السكنية ليست أهدافًا عسكرية، لكنها تستخدمها لتقول للمجتمع الغزي: ثمن بقاء حماس في موقعها هو استمرار تدمير حياتكم اليومية".

بدورها، حذرت منظمات الإغاثة الدولية من أن هذه السياسة لا تضعف سوى المدنيين، إذ تؤدي إلى موجات نزوح جديدة، وتفاقم أزمة المجاعة، وتخلق حالة من الرعب الجماعي في أوساط السكان.

أبعاد إنسانية خطيرة

ويعيش قطاع غزة اليوم مأساة إنسانية مركبة، إذ تشير تقارير بوليتيكو وأسوشيتد برس إلى أن آلاف العائلات نزحت نحو مناطق خان يونس والمواسي جنوب القطاع، حيث البنية التحتية ضعيفة والخدمات شبه معدومة.

جدير بالذكر أن الأمم المتحدة سبق أن حذرت من أن أي توسع في النزوح القسري سيقود إلى "كارثة إنسانية لا يمكن احتواؤها"، بينما تتعالى أصوات دولية تطالب بوقف إطلاق النار العاجل لحماية المدنيين.

وفي ذات السياق، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي،يسرائيل كاتس، أن الجيش سيستمر  في تدمير الأبراج في مدينة غزة 

وفي السياق ذاته، قالت الخبيرة في الشؤون الإنسانية جان إيغن من منظمة "أوكسفام" أن: "تدمير الأبراج يُفاقم مأساة المدنيين ويترك آلاف الأسر بلا مأوى، وهذا يرقى إلى سياسة ممنهجة للتهجير القسري".

قراءة في المشهد العام

سياسيًا: إسرائيل تستخدم ورقة الأبراج لفرض معادلة جديدة على حماس، تجعل المفاوضات تسير وفق شروطها.

عسكريًا: الضربات تُسهل تقدم القوات الإسرائيلية بريًا عبر إضعاف شبكات الاتصالات والرصد.

إنسانيًا..المدنيون هم الخاسر الأكبر مع تفاقم النزوح والجوع.

وأخيراً وليس اخراً علي الصعيد النفسي تدمير الأبراج يُنتج حالة رعب جماعي وانعدام أمان دائم. وبينما تواصل إسرائيل هدم الأبراج الشاهقة في غزة بذريعة استخدامها لأغراض عسكرية، تزداد المخاوف من أن تكون هذه السياسة مجرد وسيلة لتطويع حماس عبر معاناة المدنيين. ومع تباين المواقف بين من يرى أنها "ورقة ضغط فعالة"، ومن يحذّر من "كارثة إنسانية لا تُحتمل"، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يقود هذا التصعيد إلى تسوية سياسية أم إلى دورة جديدة من الدم والدمار؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق نتيجة الدور الثاني للدبلومات الفنية 2025.. ظهرت الآن
التالى استئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين بقطاع غزة