أثار مقطع مصور تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية جدلًا واسعًا، بعدما ظهر فيه شاب من إحدى قرى محافظة الدقهلية وهو يعتلي منبر أحد المساجد التابعة لوزارة الأوقاف، ليتحدث عن المولد النبوي الشريف بعبارات وُصفت بأنها مسيئة وغير لائقة، تمس مقام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وقدسية المناسبة الجليلة التي يحتفل بها ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
اعتذار صاحب الفيديو
وعقب الضجة الكبيرة التي أثارها المقطع، خرج محمود السباعي، صاحب الفيديو، في تسجيل جديد على صفحته بموقع "فيس بوك" ليعلن اعتذاره صراحة عما بدر منه، مؤكدًا أنه أخطأ بعد أن علم من علماء ومشايخ الأزهر أن ما قاله لا يصح.
وقال السباعي: «الواحد غلط، وكل ابن آدم خطاء، وأنا بعتذر لوزارة الأوقاف وعلماء الأزهر، أنا ابنكم وغلطت وجاي أعتذر وأتمنى تقبلوا اعتذاري»، كما توجه بالاعتذار إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، عن كل ما صدر منه من قول بغير علم.
موقف وزارة الأوقاف
من جانبها، أكدت وزارة الأوقاف أنها رصدت الفيديو فور انتشاره، وشرعت على الفور في فتح تحقيق موسع يشمل الجوانب الفكرية والإدارية كافة، لمعرفة كيفية تمكين الشاب -الذي تبيّن أنه طالب ثانوي ولا ينتمي إلى الوزارة- من اعتلاء المنبر دون تصريح رسمي، وللكشف عن أي تقصير إداري قد أدى إلى وقوع هذه المخالفة.
وقال الدكتور أسامة رسلان، المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف، إن ما حدث يعد تطاولًا غير مقبول على الجناب النبوي الشريف، وجهلًا جسيمًا بمكانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مشددًا على أن المنابر خط أحمر، وأنها يجب أن تظل منارات للهداية والوقار، لا ساحات للجهل والتطاول.
قبول الاعتذار مع استمرار التحقيق
وفي خطوة لافتة، أوضحت الوزارة أنها رغم خطورة ما حدث، إلا أنها اختارت التعامل مع اعتذار الشاب وفق الهدي النبوي الشريف، بإقالة العثرات وقبول الاعتذار، وتحويل الموقف السلبي إلى فرصة إيجابية للتعلم والتصحيح، مؤكدة أن قبولها للاعتذار لا يعني وقف التحقيق أو تعطيل نتائجه، بل ستتم محاسبة كل من يثبت تقصيره إداريًا أو دعويًا وفق اللوائح والقوانين.
وشددت الوزارة على أنها ستعمل على تقويم الشاب المذكور فكريًا وتوعويًا، مؤكدة في الوقت ذاته أن أي تكرار لمثل هذه التجاوزات لن يُقبل وسيواجه بإجراءات صارمة.
تحرك موسع لحماية المنابر
كما أعلنت وزارة الأوقاف أنها بصدد التوسع في التعاون مع الأزهر الشريف ومؤسسات الدولة المختلفة لتحصين الأجيال الناشئة ضد أي انحرافات فكرية أو مظاهر تطرف، مؤكدة أنها تدرس منذ فترة الاستعانة بأساتذة الجامعات، والمعلمين بالمعاهد الأزهرية، والمتقاعدين من الوزارة، فضلًا عن الطلاب المتميزين بالكليات الشرعية بجامعة الأزهر بعد تدريبهم، وذلك لسد أي عجز في الأئمة وضمان ضبط الأداء الدعوي.