شهد قطاع التعدين في مصر خلال الآونة الأخيرة حراكًا استثماريًا لافتًا، تزامن مع مباحثات رفيعة المستوى هدفت إلى وضع أحد المناجم الكبرى على خريطة إنتاج الذهب العالمية، في إطار رؤية الدولة لتعزيز مكانتها بوصفها مركزًا إقليميًا للتعدين.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)؛ فقد شاركت القاهرة، ممثلةً في وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي، في المؤتمر الأفريقي الأسترالي للتعدين، بمدينة بيرث الأسترالية، وهو الحدث الأكبر من نوعه خارج القارة.
وركّزت المشاركة المصرية على الترويج للمناخ الاستثماري الجديد في قطاع التعدين، وإبراز الإصلاحات التشريعية والتنظيمية الأخيرة التي جعلت مصر أكثر جذبًا للاستثمارات، مع استعراض الفرص الواعدة في التنقيب عن الذهب والمعادن الأخرى.
ومن خلال سلسلة اجتماعات ومباحثات ثنائية مع شركات أسترالية وأفريقية، أكد وزير البترول والثروة المعدنية التزام الحكومة بدعم الاستثمارات التعدينية، مع فتح الباب أمام المستثمرين الأجانب لتطوير المشروعات الكبرى ودفعها إلى مستويات إنتاج عالمية.
مناجم الذهب في مصر
تشهد مناجم الذهب في مصر اهتمامًا متزايدًا خلال السنوات الأخيرة، في ظل رغبة الدولة بإدخال مواقع جديدة إلى دائرة الإنتاج العالمي؛ لذلك ناقش وزير البترول والثروة المعدنية مستقبل الصناعة مع مسؤولي شركات متخصصة في بيرث الأسترالية.
وأكد المهندس كريم بدوي، خلال جلسة مستديرة بعنوان "استثمر في مصر"، أن الحكومة ماضية في تهيئة مناخ استثماري تنافسي، عبر إصلاحات تشريعية وتنظيمية متوافقة مع المعايير العالمية؛ بما يجعل مناجم الذهب في مصر وجهةً مثالية للشركات الناشئة والمتوسطة.
واستعرض رئيس هيئة الثروة المعدنية خلال الجلسة أبرز الفرص المتاحة في قطاع التعدين، مشيرًا إلى أن القاهرة تمتلك قاعدة قوية من البنية التحتية، إلى جانب حوافز استثمارية واسعة، تجعل من مناجم الذهب خيارًا إستراتيجيًا للمستثمرين الدوليين.
كما بحث الوزير مع شركات أسترالية متخصصة تقنيات حديثة للحفر والتخطيط القائم على البيانات، بما يتيح لمناجم الذهب في مصر الاستفادة من التجارب الدولية المتقدمة، ونقل الخبرات إلى السوق المحلية لتحقيق إنتاجية أعلى.
وعقد الوزير اجتماعات منفصلة مع قيادات شركات استشارية عالمية مثل "بي دي أوه"؛ إذ ناقش الجانبان التعاون في إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية وتمويل مشروعات التعدين، بما يعزز فرص نجاح مناجم الذهب لدى القاهرة مستقبلًا.
وفي لقاء مع شركة "جيودريل" للحفر التعديني، أشاد مسؤولو الشركة بما لمسوه من تطور في بيئة الأعمال داخل مصر، مؤكدين أن المقومات الجيولوجية والبنية التحتية تجعل مناجم الذهب محط أنظار المستثمرين الدوليين، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وشدد الوزير على أن الدولة ملتزمة بتذليل أي عقبات تواجه المستثمرين، ودعا الشركات الأسترالية إلى زيارة القاهرة للتعرف على فرص الاستثمار في قطاع التعدين، مؤكدًا أن مناجم الذهب في مصر تملك إمكانات واعدة للانضمام إلى خريطة الإنتاج العالمية.
منجم إيقات والتوسع في الإنتاج
في سياق متصل، عقد وزير البترول والثروة المعدنية جلسة موسّعة مع مسؤولي شركة "الثروات والموارد للتعدين"، المشغل الرئيس لمنجم إيقات بالصحراء الشرقية؛ إذ بحثا خطط تطوير الأعمال ووضع المنجم على خريطة إنتاج الذهب وفق المعايير العالمية.
واستعرض مسؤولو الشركة عرضًا تفصيليًا لمشروعات توسعية تشمل إنشاء مصنع لاستخلاص الكربون لمعالجة الصخور الحاملة للذهب، إلى جانب خطط لبناء محطتي توليد كهرباء ومياه، بما يضمن استدامة عمليات منجم إيقات مستقبلًا.
وأشار مسؤولو الشركة إلى الاستفادة من الخبرات الأسترالية المتقدمة في تطوير العمليات التكنولوجية، وهو ما يُسهِم في رفع كفاءة الإنتاج وتسريع وتيرة الأعمال بمنجم إيقات، ليصبح منافسًا على الساحة الدولية.
من جانبه، أثنى الوزير على جهود الشركة بوصفها مستثمرًا مصريًا وطنيًا يعمل منذ عام 2016، مؤكدًا دعمه الكامل لتجاوز التحديات وتعزيز قدرة منجم إيقات على الدخول إلى خريطة الذهب العالمية في وقت قريب.
كما شدد الوزير على أن منجم إيقات يمثل نموذجًا للشراكة الناجحة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص الوطني، بالتعاون مع هيئة الثروة المعدنية؛ ما يعكس توجه مصر لتوسيع استثماراتها في مجال الذهب.
من جانبها، أكدت وزارة البترول والثروة المعدنية أن الخطط الموضوعة لمنجم إيقات تتماشى مع رؤية مصر الإستراتيجية لزيادة مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي، وتحويله إلى رافد رئيس للدخل القومي بجانب النفط والغاز.
وتشير التقديرات إلى أن نجاح منجم إيقات في دخول خريطة الإنتاج العالمية سيمنح مصر دفعة قوية في سوق الذهب الدولية، ويعزز موقعها بوصفها مركزًا إقليميًا للتعدين في الشرق الأوسط وأفريقيا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
