أخبار عاجلة
تروسارد يوافق على تجديد عقده مع أرسنال -
الإصابة تضرب صفقة الزمالك الجديدة -

من اغتيال القادة إلى الهجمات العسكرية المباشرة.. إيران في مواجهة تحولات غير مسبوقة

من اغتيال القادة إلى الهجمات العسكرية المباشرة.. إيران في مواجهة تحولات غير مسبوقة
من اغتيال القادة إلى الهجمات العسكرية المباشرة.. إيران في مواجهة تحولات غير مسبوقة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مع تصاعد الضغوط والتهديدات، تواصل إيران مواجهة تحديات غير مسبوقة في تاريخها المعاصر، ففي وقت كانت فيه إيران تعتبر نفسها قوة إقليمية محورية تتفوق على جيرانها في القوة العسكرية والسياسية، بدأت سلسلة من الأحداث الكبرى التي تهدد هذا الدور بشكل ملموس. 

ووفقًا لتحليل لقناة إيران انترناشيونال، فهذه التحولات، التي كانت في السابق تعتبر أمرًا مستحيلاً أو محض خيال، أصبحت واقعًا مريرًا، وهو ما قد يعني انهيارًا مبدئيًا للمفاهيم التي كانت تحكم العلاقات الدولية والإقليمية. 

من اغتيال القادة العسكريين إلى الهجمات العسكرية المباشرة على الأراضي الإيرانية، تزداد التوقعات بتطورات قد تفضي إلى تغيير كبير في موازين القوة في منطقة الشرق الأوسط.

الاغتيال الذي أحدث قلقًا عالميًا.. قاسم سليماني

تعد حادثة اغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، من أبرز المحطات التي شكلت منعطفًا فارقًا في السياسة الإيرانية. منذ اغتياله في يناير 2020 بضربة أمريكية بطائرات مسيرة قرب مطار بغداد، تعرَّضت إيران لأكبر ضربة رمزية وعسكرية في تاريخها الحديث. 

كانت سلطات طهران تعتبر سليماني، الذي كان بمثابة الجسر بين إيران وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط، جزءًا أساسيًا من قدرتها على السيطرة على مختلف الساحات الإقليمية. 

كان اغتياله بمثابة تحطيم للدرع الإيراني الذي كان يُعتقد أنه محصن أمام أي اعتداءات. هذا الحدث، الذي وقع بعد سنوات من المخاوف الغربية والإسرائيلية بشأن طموحات سليماني في تصدير النفوذ الإيراني في المنطقة، جعل من فكرة استهداف القادة العسكريين الإيرانيين أمرًا ممكنًا للغاية، بل وأصبح سابقة تلتها العديد من العمليات العسكرية ضد إيران في مراحل لاحقة.

اغتيال سليماني ليس مجرد فقدان لقائد بارز بل كان بمثابة ضربة قاسية لنظام القيادة الإيرانية بأسره، فقد أدى ذلك إلى فوضى في بنية الحرس الثوري الإيراني وأثر سلبًا على قدرة طهران على التنسيق مع الجماعات المسلحة التي كانت تحت إشرافه. هذا التفكك لم يتمكن من إصلاحه حتى الآن، رغم محاولات إيران لتعويض هذا الفراغ.

المرحلة الثانية.. الهجمات العسكرية المباشرة على إيران

بعد اغتيال سليماني، بدأت مرحلة جديدة تمامًا من التعامل مع إيران، تتسم بتزايد الهجمات العسكرية المباشرة على أراضيها. لم يعد الهجوم على الأراضي الإيرانية محظورًا كما كان في السابق. 

فقد اعتبرت الحكومات الغربية والإسرائيلية أنه لا يوجد خيار آخر سوى اتخاذ الإجراءات العسكرية المباشرة ضد إيران، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالمنشآت النووية أو البنية التحتية العسكرية الإيرانية.

التطورات في السنوات الأخيرة تشير إلى أن التحولات العسكرية قد تخطت ما كان يُعتبر خطوطًا حمراء. فالمؤشرات العسكرية الأخيرة، والتي شملت هجمات جوية دقيقة من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل على مواقع داخل إيران، تكشف عن تغييرات كبيرة في التوجهات الاستراتيجية تجاه طهران. 

بل إن بعض التقارير تحدثت عن قدرة بعض الدول على فرض رقابة جزئية على المجال الجوي الإيراني، وهو أمر كان يُعتبر في وقت من الأوقات مستحيلًا.

إيران في مواجهة الواقع الجديد.. صعوبة التأقلم مع التغيرات الدولية

في الوقت الذي كانت فيه إيران ترفض الاعتراف بالتحولات الكبرى التي شهدتها المنطقة، وتستمر في سياسة الإنكار لأغلب التطورات التي حدثت، واصلت القيادة الإيرانية تمسكها بخياراتها القديمة، وهو ما يعكس ضعفًا في القدرة على التكيف مع الواقع الجديد. 

فإيران ما زالت تروج لبرامجها النووية وتواصل مساعيها في تخصيب اليورانيوم، رغم الضغوط المتزايدة من قبل المجتمع الدولي. ورغم تحذيرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لا تزال طهران تُصر على أن برنامجها النووي يهدف فقط للاستخدام السلمي.

تعتبر إيران أن هذه المواقف تمثل جزءًا من استراتيجيتها الدفاعية، إلا أن هذه المواقف بدأت تفقد مصداقيتها على الساحة الدولية. 

فالتصريحات المتكررة حول "الانتقام القاسي" أو "الانتقام العسكري" التي كانت تستخدمها إيران في الماضي لم تعد تُحدث التأثير الذي كانت تظن أنه يردع الغرب أو إسرائيل. بل على العكس، أصبحت هذه التهديدات مجرد بروباغندا ليس لها قيمة حقيقية على أرض الواقع

التحديات المقبلة.. إيران تحت الضغط المتزايد

تظهر المؤشرات أن طهران تستمر في تجاهل الواقع الجديد الذي يفرضه الوضع الدولي والإقليمي. في الوقت الذي تعيش فيه إيران عزلة شبه كاملة عن المجتمع الدولي بسبب سياساتها، تُواصل الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة فرض عقوبات على إيران، ما يعمق أزمة اقتصادية كبيرة داخل البلاد. 

وبات من الواضح أن إيران لا تستطيع الاستمرار في موقفها الراهن من دون أن تتعرض لمزيد من الضغوط العسكرية والسياسية.

من ناحية أخرى، نجد أن القوى الإقليمية في الشرق الأوسط بدأت تنتهج استراتيجيات جديدة للتعامل مع إيران، وهي استراتيجيات قد تضع إيران في وضع أكثر ضعفًا. 

فالمنافسات الإقليمية بين إيران ودول مثل السعودية، والإمارات، بالإضافة إلى تورط إيران في الأزمات السورية واليمنية، أدت إلى تقليل قدرتها على السيطرة على العديد من الملفات الإقليمية الهامة.

الأسئلة الصعبة.. هل تعترف إيران بالواقع الجديد؟

قد تكون إيران اليوم في مأزق حقيقي. فعلى الرغم من محاولاتها المستمرة لتجاهل التحولات العميقة التي تشهدها المنطقة، إلا أن المجتمع الدولي أصبح أكثر إصرارًا على تغيير سلوك طهران. 

إن استمرار إيران في سياسة الإنكار قد يزيد من عزلة البلاد على الساحة الدولية، في وقت تتسارع فيه خطوات القوى الكبرى لتقليص تأثير إيران في المنطقة.

تجد إيران نفسها أمام خيارين: إما أن تعترف بالواقع الجديد وتتخذ خطوات لتكييف سياساتها الخارجية والداخلية وفقًا لهذه التغيرات، أو أن تواصل تمسكها بالخيارات القديمة، وهو ما قد يسرع من انهيارها في المستقبل.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بأمر الخطيب.. الجهاز الفني المؤقت بالأهلي يتحول إلى قيادة دائمة برسالة حاسمة
التالى قائمة منتخب مصر تحت 20 عامًا لمعسكر سبتمبر استعدادًا لكأس العالم 2025