دائمًا ما تكون الأم هي رمز الحنان لدى أبنائها وهو ما نشأنا عليه وتحاول ثقافتنا ترسيخه بداخلنا منذ الصغر ولكن هناك داخل منزل صغير بقرية تابعة لمركز الصف بمحافظة الجيزة، دارت مشاجرة عابرة بين أم وابنتها، لم يتوقع أحد أن تتحول إلى مأساة ستظل عالقة في الأذهان لسنوات، "داليا" فتاة لم تكمل عامها الثامن عشر، وجدت نفسها في مواجهة أعنف عقاب من أقرب الناس إليها الأم والخال.
شك في سلوكها
كانت الأم تراقب تحركات ابنتها بحدة، والشك يسيطر على قلبها، وفي لحظة غضب، أمسكت بالهاتف واتصلت بشقيقها تستنجد به: "تعالى.. البنت لازم تتأدب.. أنا شاكة فيها" لم يتأخر الخال، حضر سريعًا، لتبدأ اللحظة التي ستغير مصير الأسرة برمتها.
معا أم وخال، انهالا على الفتاة بالضرب، بدعوى "التأديب، الضربات توالت، والصرخات تعالت، حتى خمد الصوت تماما، وسقط الجسد الصغير بلا حراك.
حينما أدركت الأم وشقيقها أن "داليا" فارقت الحياة، ارتسم الذهول على وجهيهما، لكن لم يعد هناك وقت للتراجع، جثة ملقاة داخل الشقة، وكدمات تغطي جسدها النحيل، لتتحول الأم من حضن أمان إلى قاتلة، والخال من نصير إلى شريك في الجريمة.
تفاصيل الواقعة
كان قد ورد بلاغ إلى مركز شرطة الصف بمديرية أمن الجيزة بالعثور على جثمان فتاة داخل شقة، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية إلي محل البلاغ، وبالفحص تبين أن الجثمان لفتاة تدعى "داليا" 18 سنة، مصابة بكدمات متفرقة.
وكشفت التحريات أن والدتها 50 سنة، استعانت بشقيقها 30 سنة، بائع، لتأديبها، فانهالا عليها ضربا حتى فارقت الحياة.
وتم ضبط المتهمين وتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات التي أمرت بانتداب طبيب شرعي لتشريح جثة المجني عليها وإعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية لها وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن.
وواجهت النيابة المتهمين بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقرا بصحتها وعليه أمرت النيابة بحبسهما 4 أيام احتياطيًا علي ذمة التحقيقات وجدد قاضي المعارضات حبسهما 15 يوما أخري وجار استكمال التحقيقات.