لم يكن صباح أمس بشارع الحكمة بمدينة طنطا صباحًا عاديًا؛ صرخات مفاجئة دوّت وسط السوق الكبير، وتحولت لحظة ازدحام اعتيادية إلى مشهد دموي صادم، بعدما سقط عامل خُردة مضرجًا في دمائه أمام أعين المئات من الباعة والمتسوقين.
الجريمة التي هزّت قلب السوق كشفت عن فصل جديد من حكاية "غيرة قاتلة"، بطلها زوج غاضب رفض أن يطوي الماضي، وضحية دفع حياته ثمنًا لعلاقة انتهت بالدم.
القصة بدأت حين ارتبطت فتاة تعمل في مجال الخردة بأحد العاملين من محافظة كفر الشيخ، ويعمل بمدينه طنطا لكن الزواج لم يستمر طويلًا وانتهى بالطلاق. بعد فترة قصيرة، تزوجت من رجل آخر يعمل أيضًا في نفس المجال بمدينة طنطا، لتشتعل نار الغيرة في قلب الزوج الأول، الذي قرر الانتقام بطريقته.
وبحسب شهود العيان، حضر المتهم إلى السوق صباحًا، يتجول بين الباعة وكأنه يبحث عن شيء، قبل أن يستل سلاحًا أبيض ويوجه عدة طعنات قاتلة إلى زوج طليقته الجديد، ليسقط غارقًا في دمائه وسط حالة من الفوضى والذعر.
على الفور، انتقلت الأجهزة الأمنية بقيادة الرائد أحمد الكفراوي رئيس مباحث أول طنطا، ومعاونه النقيب محمد الشرقاوي، مدعومين بقوة من المباحث السرية، حيث جرى رفع كاميرات المراقبة من المحال وتتبع خط سير المتهم. وتمكنت القوات من ضبطه خلال أقل من أربع ساعات، بعد محاولته الهرب عبر "توك توك" إلى محافظة كفر الشيخ.
التحقيقات الأولية أكدت أن دافع الجريمة كان "الغيرة والانتقام" المرتبطان بخلافات قديمة مع الزوجة السابقة. وتم تحرير محضر بالواقعة، وإخطار النيابة العامة التي تولت التحقيقات.
وهكذا تحولت غيرة رجل إلى جريمة بشعة، أنهت حياة غريمٍ وأدخلت الآخر قفص الاتهام، في واحدة من أبشع جرائم الثأر العاطفي التي شهدتها مدينة طنطا مؤخرًا.