وقع انهيار أرضي كارثي في قرية ترسين النائية بجبل مرة في وسط دارفور يوم 31 أغسطس، إثر عدة أيام من الأمطار الغزيرة.
ووفقًا للتقارير، تلاشت القرية بالكامل وتوفي جميع السكان الذين تُقدّر أعدادهم بأكثر من 1000 شخص، ولم ينج إلا شخصٍ واحد فقط.
وقد ناشدت حركة تحرير السودان الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية للمساعدة في انتشال الجثث وتقديم الدعم الإنساني. ووصف قائد الحركة، عبد الواحد نور، حجم الكارثة بأنه "ضخم ويتجاوز الوصف".
صعوبة التحقق من الأرقام بعد واقعة قرية ترسين
قدّرت الأمم المتحدة، استنادًا إلى مصادر محلية، عدد القتلى بين 300 و1000، مُشيرةً إلى صعوبة التحقق من الأرقام في هذه المنطقة شديدة الانعزال.
وأفاد منسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة أن جهود الإنقاذ جارية رغم التحديات اللوجستية.
وتمكن متطوعون من انتشال تسع جثث حتى الآن، لكن التضاريس المدمّرة وسوء الطقس وإمكانية الوصول المحدودة حيث لا يمكن الوصول للقرية إلا سيرًا على الأقدام أو على الدواب تعرقل الجهود.
أين تقع ترسين السودانية؟
تقع ترسين في سلسلة جبال مرة البركانية التي ترتفع أكثر من 3000 متر، وهي معروفة بإنتاجها للحمضيات، وكانت ملجأً لأسر مشردة هربًا من الحرب الأهلية.
ويُعد هذا الانهيار الأرضي من بين أكثر الكوارث الطبيعية دموية في السودان خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في بلد يعاني من فيضانات موسمية متكررة، بينها انهيار سد في 2024 أسفر عن عشرات القتلى.
الحرب الأهلية في السودان
تفاقمت الكارثة بسبب الحرب الأهلية الجارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي عرقلت وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق واسعة من دارفور، والتي وُصفت بأنها "ثغرات سوداء" في الاستجابة الإنسانية.
وعبّر المجلس السيادي السوداني عن تعازيه، وعبّر عن جاهزيته لمساندة جهود الإغاثة، فيما وعدت الحكومة الموازية المسيطرة عليها قوات الدعم السريع بالتنسيق مع حركة التحرير لتوصيل المساعدات.
بينما تواصل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية نضالها للوصول إلى المنطقة المتضررة وسط استمرار الصراع والظروف الطارئة.
