أخبار عاجلة
رسميًا | مانشستر سيتي يعلن رحيل لاعبه -

أوبك بين مدينتين.. لماذا غادرت جنيف لتستقر في قلب فيينا؟

أوبك بين مدينتين.. لماذا غادرت جنيف لتستقر في قلب فيينا؟
أوبك بين مدينتين.. لماذا غادرت جنيف لتستقر في قلب فيينا؟

في كل مدينة تختارها منظمة كبرى لتكون مقرًا لها، تكمن حكاية تتجاوز الجدران مشبَعةً بمعارك سياسية وحسابات اقتصادية، وهذا ما تعكسه مسيرة منظمة أوبك منذ نشأتها عام 1960.

فقد بدأت الحكاية من جنيف السويسرية، المدينة المحايدة التي احتضنت المنظمة في سنواتها الأولى بين 1961 و1965 وسط مقاومة شرسة من القوى النفطية الكبرى، لتستقر في فيينا النمساوية، التي تحولت إلى بيتها الدائم وفضائها الدولي.

وتنقلت أوبك -التي تأسست في بغداد- بين 6 مقرات رئيسة، منها مقرّان في جنيف و4 في فيينا، وصارت شواهد حيّة على لحظات فارقة في تاريخ قطاع الطاقة العالمي.

واحتفالًا بمرور 60 عامًا على نقل مقرّها من جنيف إلى فيينا، كشفت المنظمة في نشرتها الشهرية، التي حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، تفاصيل من تلك البدايات، وكيف أدت فيينا دورًا في دعم المنظمة، وغدت العلاقة نموذجًا للتلاقي بين الطاقة والدبلوماسية والثقافة.

بداية أوبك في جنيف

في مطلع ستينيات القرن الماضي، لم تكن أوبك سوى فكرة جريئة لدول نامية تسعى إلى انتزاع حقّها المشروع في السيطرة على مواردها النفطية، في مواجهة اتحاد "الأخوات السبع" -اتحاد سابق لشركات النفط متعددة الجنسيات الذي حظي بدعم دوله المضيفة-، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا.

وفي خضم هذه المعركة، كان لا بدّ للمنظمة الوليدة من البحث عن موطئ قدم يمنحها الشرعية الدولية، ويوفر لها قنوات النفوذ داخل المنظومة متعددة الأطراف، وهنا برزت جنيف السويسرية، عاصمة الحياد، وموئل الدبلوماسية العالمية.

غير أن بعض القوى الكبرى انتهجت إستراتيجية هدفها تقويض نفوذ أوبك من خلال حرمانها من "اتفاقية المقر"، ومن ثم الحصانة والامتيازات الدبلوماسية التي تمنحها الشرعية الكاملة، بحسب ما ذكره الكاتب فابيان ترينكلر في كتابه "معركة أوبك من أجل الاعتراف الدولي".

أمّا سويسرا، فوجدت نفسها أسيرة معادلة صعبة؛ فهي تعتمد كليًا على تدفّق إمدادات نفطية رخيصة ومستقرة من اتحاد الأخوات السبع، ورأت في أيّ تغيير لهذا النظام، بسبب أوبك، تهديدًا مباشرًا لرفاهية الدولة الاقتصادية.

ورغم سماح سلطات جنيف بفتح مكتب للمنظمة، لم يتغير الموقف السويسري نتيجة الضغوط التي مارسها اتحاد "الأخوات السبع".

وفي عام 1961، وصل الأمين العام الأول، الدكتور فؤاد روحاني، إلى المدينة السويسرية دون مقرّ أو صلاحيات واضحة، ليجلس في مكتب داخل القنصلية الفنزويلية مؤقتًا، بينما كان يقود مفاوضات مع وزارة الخارجية.

وفي شهادته لنشرة أوبك عام 1990، روى كيف انتزع اعترافًا محدودًا يسمح له بجلب نحو 40 موظفًا من الدول الأعضاء، وحماية أرشيف المنظمة ومكاتبها.

مقر أوبك في فيينا
مقرّ أوبك في فيينا - الصورة من موقع المنظمة

الانتقال إلى فيينا

كان اختيار فيينا عام 1965 ليكون المقرّ الدائم لمنظمة أوبك تتويجًا لسياسة خارجية أعادت صياغة هوية النمسا بعد سنوات الحرب والاحتلال.

فمنذ إعلان الحياد الدائم في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1955، صعد نجم العاصمة فيينا كونها مركزًا دوليًا للمؤسسات والمنظمات، حيث استضافت أولًا الوكالة الدولية للطاقة الذرّية عام 1957، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وبعدها بـ4 سنوات، عززت مكانتها عندما اختارها الرئيس الأميركي جون كينيدي والزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف عام 1961 لعقد قمة ثنائية تاريخية على أرض محايدة، سبق أن تنافست عليها مدن مثل جنيف وستوكهولم وأوسلو.

وفي أثناء ذلك، كانت أوبك تبحث عن مكان يمنحها اتفاقية مقرّ يضمن الحصانة والشرعية، بعدما ضاقت بها جنيف.

وفي أبريل/نيسان (1965)، أعلنت المنظمة انتقالها إلى فيينا، وفي 1 سبتمبر/أيلول من العام ذاته، وقّع وزير الخارجية النمساوي السابق برونو كرايسكي، وأمينها العام أشرف لطفي -آنذاك- اتفاقًا تاريخيًا جعل من النمسا المضيفة الرسمية للمنظمة.

جانب من توقيع اتفاقية المقر لانتقال أوبك إلى فيينا
توقيع اتفاقية المقر لانتقال أوبك إلى فيينا - الصورة من المنظمة

مقارّ أوبك في فيينا

أمّا مقارّ أوبك في فيينا، فهي تروي قصة لا تقلّ درامية عن أسواق النفط نفسها، وكانت البداية في "5 ملفالدبلاتس-Möllwaldplatz 5" بقلب الحي الرابع من العاصمة النمساوية، على بعد أمتار قليلة من الأكاديمية الدبلوماسية الشهيرة.

ثم انتقلت المنظمة في فبراير/شباط (1967) إلى مبنى يقع في "10 أونيفرزيتسرينغ-Universitätsring 10" الذي أعيد بناؤه بعد أن دمّرته قنبلة.

وشهد المبنى المسابقة لتصميم شعار للمنظمة، لكنه شهد -أيضًا- هجومًا مأساويًا في ديسمبر/كانون الأول 1975 حين اقتحم "إلييتش راميريز سانشيز" -الشهير بكارلوس- ورفاقه الاجتماع الوزاري، واحتجزوا 62 رهينة، بينهم 11 وزير نفط، وأودى بحياة 3 أشخاص.

ودفع ذلك المنظمة للبحث عن مقرّات أكثر أمانًا، فانتقلت عام 1977 إلى "93 أوبير دوناو شتراسه-Obere Donaustrasse 93"، واستقرت به لمدة 3 عقود.

ويحمل الشارع تاريخًا فريدًا، حيث أُقيم على أنقاض "دياناباد"، أقدم حمامات السباحة في أوروبا، التي شهدت في عام 1867 العرض الأول لأشهر مقطوعات يوهان شتراوس الابن "الدانوب الأزرق".

وجاءت النقلة الأبرز عام 2010، إذ انتقلت المنظمة إلى مقرّها الحالي "17 هلفرشتورفر شتراسه-Helferstorferstraße 17"، حيث تجاور مبنى البورصة التاريخي ومبنى الاتحاد الأوروبي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. أسباب انتقال أوبك من جنيف إلى فيينا، من الموقع الرسمي لأوبك
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تمديد عقد مصطفى شوبير مع الأهلي وفي انتظار صياغة العقود
التالى نيوكاسل يونايتد يعلن تعاقده مع يوان ويسا قادماً من برينتفورد