تناول الشوفان المنقوع طوال الليل يُعتبر خيارًا شائعًا للفطور نظرًا لبساطة تحضيره واحتوائه على نسبة مرتفعة من الألياف، إلى جانب سمعته الإيجابية في دعم صحة الأمعاء. غير أن هذا الخيار قد لا يكون مناسبًا للجميع، خاصةً لأولئك الذين يعانون من حساسية في الجهاز الهضمي، مثل المصابين بمتلازمة القولون العصبي أو الداء الزلاقي أو حالات أخرى مرتبطة بالأمعاء.
على الرغم من فوائد تناول الشوفان في تعزيز نمو البكتيريا النافعة بشكل عام، إلا أن عملية النقع قد تؤدي إلى زيادة مستويات النشا المقاوم، وهو ما قد يُسبب الانتفاخ والغازات وبعض الانزعاج لدى البعض. علاوة على ذلك، يحتوي الشوفان على حمض الفيتيك الذي قد يُعيق امتصاص المعادن المهمة للجسم.

تأثير تناول الشوفان على صحة الأمعاء
تشير أبحاث حديثة منشورة على منصة PubMed إلى نتائج متباينة حول تأثير تناول الشوفان على صحة الأمعاء؛ فبينما يُعرف بقدرته على تعزيز توازن البكتيريا المفيدة، يمكن أن يُفاقم أعراض الجهاز الهضمي عند الأشخاص الذين يعانون من حساسية. كما أن الشوفان المنقوع طوال الليل يفتقر إلى المزايا البروبيوتيكية الموجودة في الأغذية المخمرة، وهو ما قد يُحد من فوائده للأفراد الذين يحتاجون إلى تحسين صحة أمعائهم بشكل شامل.

تناول الشوفان الذي يُنقع طوال الليل
تناول الشوفان الذي يُنقع طوال الليل يُعتبر خيارًا شهيرًا للفطور بسبب سهولة تحضيره وقيمته الغذائية، إلا أنه قد يسبب اضطرابات في الأمعاء لبعض الأشخاص، خاصةً الذين لديهم حساسية أو مشاكل معوية. هناك عدة أسباب وراء ذلك، من بينها زيادة النشا المقاوم، وجود حمض الفيتيك، وبعض العوامل المرتبطة بمتلازمة القولون العصبي.
1. **ارتفاع محتوى النشا المقاوم**
عند نقع الشوفان طوال الليل، يرتفع مستوى النشا المقاوم (RS)، وهو نوع من الكربوهيدرات يعمل كألياف قابلة للتخمير في الأمعاء الغليظة. رغم أن هذا النشا يُفيد صحة بكتيريا الأمعاء، إلا أن عملية تخميره تُنتج غازات وأحماضًا دهنية قصيرة السلسلة يمكن أن تُسبب انتفاخًا وانزعاجًا لدى الأشخاص الذين لديهم حساسية معوية.
2. **تأثير حمض الفيتيك على امتصاص المعادن**
الشوفان يحتوي طبيعيًا على حمض الفيتيك، وهو مركب يتداخل مع امتصاص بعض المعادن الأساسية مثل الحديد، الكالسيوم، والزنك. رغم أن النقع يُقلل من مستويات حمض الفيتيك إلى حد معين، إلا أن تأثيره لا يختفي بالكامل، مما قد يسبب مشاكل غذائية للأشخاص الذين يعانون من نقص في هذه المعادن أو التهاب في الجهاز الهضمي.
لذلك، بالنسبة لبعض الأفراد، قد تكون الخيارات البديلة أو طرق الإعداد المختلفة أكثر ملاءمة لتجنب أي اضطرابات معوية محتملة.

التأثير على القولون العصبي وحساسية الجلوتين
أشارت مراجعة منهجية منشورة في قاعدة بيانات PubMed إلى أن الشوفان يُساهم بشكل عام في تحسين ميكروبات الأمعاء، حيث يساعد على زيادة بكتيريا اللاكتوباسيلس والبيفيدوباكتيريوم المفيدة. ومع ذلك، أظهرت بعض الحالات
لدى الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي أو داء كرون تفاقمًا في الأعراض بعد تناول الشوفان. وهذا يشير إلى أن الشوفان يُعتبر آمنًا لمعظم الأفراد، إلا أن الأشخاص ذوي الأمعاء الحساسة قد يواجهون ردود فعل مختلفة.