كوريا الجنوبية تعلن عن أكبر ميزانية في تاريخها.. "أرقام صادمة"

اقتصاد كوريا الجنوبية

كشفت حكومة كوريا الجنوبية اليوم عن خطة طموحة لتوسيع الإنفاق العام عبر تقديم أكبر ميزانية في تاريخ البلاد، في خطوة تستهدف تعزيز النمو الاقتصادي ومواجهة التحديات المتزايدة المرتبطة بالتباطؤ العالمي والضغوط الداخلية.

ووفقاً لما أعلنته وزارة الاقتصاد والمالية، فقد تم اقتراح ميزانية لعام 2026 تبلغ نحو 728 تريليون وون (ما يعادل 524.2 مليار دولار)، أي بزيادة قدرها 8.1% أو ما يعادل 54.7 تريليون وون مقارنة بميزانية العام الحالي. ويُعد هذا الارتفاع غير مسبوق، إذ يتجاوز بشكل كبير زيادات السنوات السابقة التي بلغت 3.2% في 2025 و2.8% في 2024.

وتُعتبر هذه الخطة أول ميزانية سنوية كاملة في عهد الرئيس لي جاي ميونغ، الذي يسعى إلى اتباع سياسة توسع مالي أكثر جرأة لدعم الاقتصاد الوطني. ووصف وزير المالية ونائب رئيس الوزراء كو يون تشيول هذه الميزانية بأنها "علامة فارقة" ليس فقط للعام المقبل، بل أيضاً للسنوات الخمس المقبلة، مؤكداً أنها تسعى إلى إيجاد توازن بين "الاستثمار والابتكار في الإنفاق" من جهة، و"الانضباط المالي" من جهة أخرى.

وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس يشهد فيه رابع أكبر اقتصاد في آسيا ضغوطاً متعددة. فمن جانب، تواجه كوريا الجنوبية تراجعاً في الصادرات نتيجة الرسوم الجمركية الأمريكية الثقيلة وتصاعد النزعات الحمائية على مستوى العالم، وهو ما يهدد محرك النمو الأساسي للاقتصاد الكوري. 

ومن جانب آخر، يفرض التحول الديموغرافي الناتج عن شيخوخة السكان وتراجع معدلات المواليد إلى مستويات قياسية تحديات طويلة المدى تتطلب تعزيز الإنفاق على برامج الرعاية الاجتماعية والخدمات العامة.

كما يعاني الاقتصاد من ضعف في الاستثمار المؤسسي، ما يعكس حالة من التردد لدى الشركات في توسيع أنشطتها وسط حالة عدم اليقين العالمية. ويأتي ذلك في وقت أبقى فيه البنك المركزي الكوري أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الثانية على التوالي، مع الإشارة إلى إمكانية اتخاذ مزيد من إجراءات التيسير لدعم النمو في مواجهة تأثير الرسوم الجمركية وتباطؤ التجارة.