أخبار عاجلة

سلطنة عمان تتبنى مبادرات لتحويل النفايات إلى هيدروجين

سلطنة عمان تتبنى مبادرات لتحويل النفايات إلى هيدروجين
سلطنة عمان تتبنى مبادرات لتحويل النفايات إلى هيدروجين

برزت إستراتيجية تحويل النفايات إلى هيدروجين في سلطنة عمان بوصفها حجر الزاوية في تحول الطاقة، وتلبية الطلب على مصادر الطاقة المستدامة.

ووفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ينصبّ التركيز العالمي على الإنتاج الفاعل للهيدروجين المستدام، لتلبية احتياجات الطاقة، وتعزيز تطوير اقتصاد دائري.

ويكتسب توليد الهيدروجين الحيوي من النفايات زخمًا متزايدًا مع تبنّي الدول تقنيات كيميائية حرارية وحيوية لإزالة الكربون من أنظمة الطاقة وتخفيف أعباء مكبّات النفايات.

وتستثمر دول في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط في محطات تجريبية وتجارية، ويتماشى توجُّه سلطنة عمان نحو تحويل النفايات إلى هيدروجين مع هذا الزخم، ما يُمكّنها من الاستفادة من النضج التقني ونمو السوق.

طرق تحويل النفايات إلى هيدروجين

وفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة، تشمل الخيارات التقنية لتحويل النفايات إلى هيدروجين مسارات حرارية وكيميائية حيوية، تشهد تقدمًا سريعًا مع بحث الدول عن بدائل للهيدروجين المُستخرج من الوقود الأحفوري.

وتهيمن عمليات التغويز والتحلل الحراري والتغويز المائي فوق الحرج على العمليات الكيميائية الحرارية، منتجةً غازًا صناعيًا غنيًا بالهيدروجين، يُطوّر بعد ذلك من خلال تحويل الماء إلى غاز وتنقيته.

أمّا المسارات الكيميائية الحيوية، مثل التخمير الداكن والتخمير الضوء وخلايا التحليل الكهربائي الميكروبية، فهي أقل نضجًا، ولكنها تتيح إمكان التكامل مع مجاري النفايات العضوية، وغالبًا ما تُدمج في مخططات هجينة.

وبينما تبدو الآفاق العلمية واضحة، فإن الجدوى الاقتصادية تعتمد على توسيع نطاق المخرجات ودمج الكربون المُلتقط في سلاسل القيمة.

مكبات النفايات
مكبات النفايات - الصورة من منصة "إتش 2 فيو"

وتبني سلطنة عمان مستقبلًا للطاقة أكثر مرونة وتنوعًا، يدعم الاستدامة والتنمية الاقتصادية على حدٍ سواء، من خلال الجمع بين تحويل النفايات محليًا، وإنتاج الهيدروجين بالطاقة الشمسية.

ومع ذلك، ما تزال هناك تحديات، بما في ذلك الحاجة إلى زيادة الوعي العام حول فصل النفايات من المصدر، ووضع لوائح أكثر وضوحًا لتقنيات تحويل النفايات إلى طاقة، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، بحسب ما أكدته منصة "عمان أوبزرفر" (Oman Observer).

النفايات في سلطنة عمان

مع إنتاج نفايات يتراوح بين 1.9 و2.6 مليون طن سنويًا، وتجاوز نصيب الفرد من الإنتاج اليومي 1.2 كيلوغرام، يُشكّل اعتماد سلطنة عمان على مكبات النفايات تحديات بيئية واقتصادية.

وتهدف السلطنة، في إطار رؤية عام 2040، لخفض هذا الرقم إلى أقل من كيلوغرام واحد للفرد، وتحويل 60% من النفايات من مكبات النفايات بحلول عام 2030.

وتدعم مبادرات تحويل النفايات إلى هيدروجين في السلطنة الأهداف الوطنية مباشرةً من خلال تقليل مكبات النفايات وانبعاثات غاز الميثان، وهو أحد غازات الاحتباس الحراري المحتملة.

ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة، تُحقق سلطنة عمان إنجازًا جديدًا بتحويل النفايات الصلبة البلدية إلى هيدروجين أخضر، وهي خطوة جريئة نحو اقتصاد دائري يُعنى بإدارة النفايات وإنتاج الطاقة النظيفة.

وأطلقت شركة "منح هيدروجين" -وهي شركة ناشئة مقرّها مسقط- بدعم من الشركة الوطنية لإدارة النفايات "بيئة"، منشأتين تجريبيتين -إحداهما في ولاية منح والأخرى في مسقط- مُصممتين لتحويل مجاري النفايات المحلية إلى وقود هيدروجين سالب الكربون.

وتُعالج كل منشأة صغيرة، مبنية داخل حاوية شحن قياسية، نحو طن واحد من النفايات الصلبة البلدية المختلطة يوميًا، بما في ذلك المواد العضوية والبلاستيك.

وتُنتج كل وحدة ما بين 110 كيلوغرامات و140 كيلوغرامًا من الهيدروجين يوميًا، وهو رقم يُبرز الإمكانات والحدود: فهو واعد لإزالة الكربون محليًا، ولكنه متواضع في سياق هدف سلطنة عمان الوطني للهيدروجين المتمثل في إنتاج مليون طن سنويًا بحلول عام 2030.

وتسهم هذه المحطات الصغيرة في تمهيد الطريق لتحقيق الهدف الوطني المتمثل في إنتاج أكثر من مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030.

الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان

وبينما تُطَوَّر مزارع كبيرة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مثل هايبورت الدقم وغرين إنرجي عمان، تُبرز هذه المشروعات التجريبية لتحويل النفايات إلى هيدروجين إمكانات حلول الطاقة النظيفة المحلية والقابلة للتوسع، التي تستفيد من النفايات الحالية.

اتفاقيات لتحويل النفايات إلى هيدروجين

يكمن الرهان الأكبر في المشروعات الصناعية، فقد وقّعت شركة إتش 2 إندستريز الألمانية (H2 Industries) اتفاقية بقيمة 1.4 مليار دولار مع المؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن" لبناء أول منشأة لتحويل النفايات إلى هيدروجين في سلطنة عمان على موقع ساحلي مساحته 200 ألف متر مربع.

ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، صُممت هذه المنشأة لمعالجة ما يصل إلى 4 ملايين طن من النفايات سنويًا، ومن المتوقع أن تنتج 67 ألف طن من الهيدروجين مع التقاط ما يصل إلى مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، بقيمة تصدير تُقدَّر بـ268 مليون دولار.

وتُعدّ تقنية التحويل الكيميائي الحراري، التي تُغني عن الحاجة إلى بنية تحتية واسعة لإعادة التدوير، من أهم أصول إدارة النفايات والطاقة.

وتُمكّن التقنية الأساسية -المعروفة بالتحويل الكيميائي الحراري- من إنتاج الهيدروجين من النفايات المختلطة غير المصنفة، دون الحاجة إلى بنية تحتية واسعة لإعادة التدوير، بحسب ما أفادت به منصة "إنرجي نيوز" (Energy News).

وتستعمل شركات مثل وايز 2 إتش (Ways2H)، التي قد تستفيد منها شركة منح هيدروجين، عمليات عالية الحرارة تُحلل النفايات إلى غاز غني بالهيدروجين مع التقاط الكربون في الوقت نفسه، ما يجعل العملية سالبة الكربون.

وتتمتع هذه العملية بفوائد بيئية واقتصادية واسعة النطاق؛ إذ يُمكن تحويل ثاني أكسيد الكربون الملتقط إلى وقود صناعي، بالإضافة إلى الهيدروجين النظيف.

وتستكشف شركة "منح هيدروجين" استعمال الهيدروجين لتشغيل أسطول مركبات شركة "بيئة"، وإمداد مراكز السياحة الخضراء مثل الموج مسقط بالوقود.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. إستراتيجية تحويل النفايات إلى هيدروجين في سلطنة عمان، من منصة "عمان أوبزرفر"
  2. معلومات إضافية عن تحول السلطنة إلى الاقتصاد الدائري، من منصة "إنرجي نيوز"
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق غضب داخل بيراميدز تجاه محمد الشيبي بعد طرده أمام مودرن سبورت
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة