شارك مجلس الكنائس الأوروبية (CEC) بفاعلية قوية في أسبوع المسكونية الذي استضافته العاصمة السويدية ستوكهولم ، تحت شعار "زمن سلام الله"، بمناسبة مرور مئة عام على انعقاد مؤتمر ستوكهولم التاريخي عام 1925.
وأكد المجلس من خلال مشاركاته أن الكنائس الأوروبية تتحمل دوراً محورياً في تعزيز التضامن وبناء السلام في ظل الحروب والتوترات العالمية.
- معالجة الانقسامات بين الكنائس
ألقى رئيس مجلس الكنائس الأوروبية، المطران نيكيتاس مطران تياتيرا وبريطانيا ، كلمة في جلسة نقاش بعنوان "في الوحدة تنوع: نحو تفسير مسكوني لتجاوز انقسامات مجمع خلقيدونية 451 وما بعده".
وشدد المطران على أهمية الحوار بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية القديمة من أجل تجاوز الانقسامات التاريخية التي ما زالت تؤثر على شهادة المسيحيين في العالم اليوم، مؤكداً أن هذا اللقاء يمثل "بركة وفرصة لجيل جديد كي يكرّس نفسه للتعاون والرؤية المشتركة".
- مبادرة "مسارات نحو السلام"
كما خُصصت ندوة كاملة لمبادرة مجلس الكنائس الأوروبية "مسارات نحو السلام"، والتي أطلقت استجابةً للحرب في أوكرانيا، وأتاحت مساحة أوضح لسماع صوت الكنائس الأوكرانية.
وقالت كاترينا بيكريديو، مسؤولة برامج اللاهوت والدراسات في المجلس، إن المبادرة تركز على المصالحة وبناء الثقة وتقديم لاهوت جديد يرفض الروايات التي تُستخدم لتبرير الحروب.
وأضافت خلال مشاركتها في ندوة بعنوان "السلام العادل في سياق أوكرانيا"، أن مفهوم "السلام العادل" ليس مجرد غياب للصراع، بل هو مسار شامل لمعالجة الظلم، ورعاية العلاقات العادلة، وتبني سياسات داعمة للتنمية المستدامة.
- الدعوة إلى استراتيجية أوروبية للسلام
من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس الكنائس الأوروبية، القس فرانك-ديتر فيشباخ، خلال مشاركته في مائدة مستديرة بعنوان "مسؤولية الكنيسة من أجل سلام الله"، أن أوروبا بحاجة إلى استراتيجية سلام تجمع بين الاستعداد الدفاعي وجهود المصالحة.
وأضاف أن المجلس سيواصل توفير منصات للحوار، مشيراً إلى العمل على تحديث "الشرعة المسكونية" لتظل إطاراً يجمع الكنائس الأوروبية في رسالتها المشتركة من أجل السلام والوحدة.
- حضور واسع وبرنامج متنوع
نُظم الأسبوع بمبادرة من مجلس الكنائس المسيحية في السويد وبمشاركة الكنائس الأعضاء في مجلس الكنائس الأوروبية، وشمل أكثر من 70 ندوة وخدمة ليتورجية وفعاليات عامة في حديقة كونغسترادغوردن، فضلاً عن قداس رفيع المستوى حضره أفراد من العائلة المالكة ورئيس الوزراء السويدي.
