أكد المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشئون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، راميز ألاكبروف، أن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة قطاع غزة، وصلت إلى مستويات لم يشهدها التاريخ المعاصر، محذرًا من وقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العنف وتأمين المساعدات الإنسانية.
وقال ألاكبروف في مؤتمر صحفي عقده في نيويورك، إن "العالم يتابع برعب ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تتدهور الأوضاع بسرعة مذهلة، والأثر على المدنيين بالغ الخطورة"، مشيرًا إلى أن استمرار الصراع يعرض السكان المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن، لمخاطر مباشرة تشمل الجوع ونقص المياه الصالحة للشرب وانقطاع الخدمات الطبية الأساسية.
وأوضح المسؤول الأممي أن الأمم المتحدة تعمل بالتنسيق مع شركائها المحليين والدوليين لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، لكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب القيود المفروضة على الحركة ونقص التمويل والموارد، إلى جانب استمرار الاشتباكات على الأرض. وأضاف ألاكبروف أن "توفير الإمدادات الطبية والغذائية والإيوائية أصبح مسألة حياة أو موت بالنسبة لآلاف الأسر في غزة"، محذرًا من أن التأخير في التدخل قد يؤدي إلى تداعيات كارثية يصعب السيطرة عليها.
وحذر ألاكبروف من أن الوضع الحالي لا يمكن التعامل معه إلا من خلال تحرك دولي عاجل لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن "وقف العنف ليس خيارًا، بل ضرورة إنسانية لإنقاذ حياة المدنيين ومنع الانهيار الكامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية في القطاع". وأوضح أن الأمم المتحدة تبذل جهودًا لتأمين ممرات إنسانية آمنة، ولكنها بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي لضمان وصول المساعدات إلى كل المحتاجين دون عراقيل.
وأشار المنسق الأممي إلى أن الأطفال يعانون بشكل خاص، حيث أن نقص الغذاء والمياه والرعاية الصحية يفاقم من هشاشة أوضاعهم، كما أن توقف المدارس والخدمات التعليمية يزيد من معاناتهم النفسية والاجتماعية. وأضاف أن النساء وكبار السن هم الأكثر عرضة للمخاطر، مشددًا على أن "الحاجة إلى تدخل عاجل لا يمكن تأجيلها، ويجب أن يكون وقف إطلاق النار بداية لإعادة تقديم المساعدات الإنسانية بشكل منظم وفعال".
وأكد ألاكبروف أن الأمم المتحدة ستستمر في مراقبة الوضع وتقديم التقارير إلى مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي، داعيًا جميع الأطراف المعنية إلى تحمل مسؤولياتهم الإنسانية والسياسية لإنقاذ المدنيين وتخفيف معاناتهم.