طبيب , أعلنت نقابة الأطباء في بيان رسمي، استدعاء أحد الأطباء المتخصصين في أمراض النساء والتوليد للمثول أمام لجنة آداب المهنة، وذلك على خلفية انتشار مقطع فيديو أثار جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واعتُبر مسيئًا لمهنة الطب.
الفيديو المتداول أظهر الطبيب وهو يحتفل بمولود جديد داخل غرفة العمليات بطريقة غير مألوفة، حيث حمل الطفل بطريقة وُصفت بأنها غير مهنية، وبدأ في تأدية ما يُعرف برقصة “PUBG”، الأمر الذي أثار غضب عدد كبير من رواد مواقع التواصل، الذين رءوا في التصرف نوع من الاستعراض للبحث عن التريند، دون مراعاة للمسؤولية الطبية أو لحساسية الموقف الإنساني.

وتحوّلت لحظة من المفترض أن تكون مليئة بالاحترام والرهبة لحدث الولادة، إلى عرض استعراضي داخل منشأة طبية، ما أثار موجة من الانتقادات والمخاوف حول مدى التزام بعض الأطباء بالمعايير الأخلاقية والمهنية داخل غرف العمليات.

موقف حاسم من نقابة الأطباء تجاة طبيب النساء والتوليد
في بيانها، أعربت نقابة الأطباء عن رفضها القاطع لأي تصرفات تسيء إلى قدسية مهنة الطب أو تمسّ بكرامة المرضى وخصوصيتهم، مؤكدة أن ما حدث يُعد خرقًا واضحًا للقيم المهنية والإنسانية التي يجب أن يتحلى بها كل من ينتمي إلى المهنة.
وأضافت النقابة أنها لن تتهاون مع أي دكتور يخرج عن إطار الواجبات المهنية والأخلاقية، مشددة على أنها ملتزمة تمامًا بحماية شرف المهنة وضمان صورة طبية مشرفة أمام المجتمع. كما أكدت أنها بدأت بالفعل في اتخاذ الإجراءات القانونية والمهنية اللازمة للتحقيق في الواقعة، وستُطبق العقوبات المناسبة في حال ثبوت الإدانة.
وتهدف هذه الإجراءات إلى الحفاظ على ثقة المجتمع في الجهاز الطبي المصري، الذي يعتبر أحد أعمدة النظام الصحي، وإعادة التأكيد على أهمية احترام القواعد السلوكية داخل المؤسسات الطبية.

انقسام في الرأي العام ومخاوف من التأثيرات السلبية
أثار الفيديو موجة من الانقسام بين المتابعين، حيث رأى البعض أن تصرف الطبيب لا يرقى لمستوى الخطأ الجسيم، واعتبروه مجرد لحظة عفوية للاحتفال بالحياة الجديدة، بينما شدد آخرون على أن ما جرى يمثل تجاوزًا صارخًا للحدود المقبولة داخل غرف العمليات، ويُظهر استخفافًا بالمسؤوليات الطبية.
البعض عبّر عن قلقه من أن مثل هذه السلوكيات قد تؤثر على سمعة الأطباء المصريين، وتفتح الباب أمام التشكيك في مدى التزامهم بالمعايير الدولية لمزاولة المهنة، فيما طالب آخرون بضرورة توعية الأطباء الشباب بخطورة التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي من داخل المؤسسات الطبية، لما قد يسببه ذلك من انتهاك لخصوصية المرضى، حتى وإن لم يُظهر الفيديو وجوه الأمهات أو المواليد.
ومع تصاعد الجدل، يترقب المجتمع الطبي والعام على حد سواء نتائج التحقيقات التي ستُجريها نقابة الأطباء، وسط تأكيدات متواصلة على أهمية الانضباط المهني، واحترام اللحظات الإنسانية التي لا تحتمل التهاون أو العبث.