أخبار عاجلة

البنتاجون يرتدي قميص الحرب.. ترامب يستعيد الاسم القديم ويكشف عن «أمريكا الهجومية»

البنتاجون يرتدي قميص الحرب.. ترامب يستعيد الاسم القديم ويكشف عن «أمريكا الهجومية»
البنتاجون يرتدي قميص الحرب.. ترامب يستعيد الاسم القديم  ويكشف عن «أمريكا الهجومية»

في خطوة تثير الجدل، يعتزم  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغيير اسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) لتعود إلى تسميتها التاريخية السابقة "وزارة الحرب"، متوقعاً أن يتم هذا التغيير خلال الأسبوع المقبل أو نحو ذلك. 

جاءت تصريحات ترامب خلال لقائه مع رئيس كوريا الجنوبية لي جاي ميونج في المكتب البيضاوي أول أمس  الإثنين، حيث قال للصحفيين: "نطلق عليها اسم وزارة الدفاع، ولكن فيما بيننا، أعتقد أننا سنغير الاسم"، مضيفاً أنه "يجري محادثات مع الشعب" من أجل تغيير الاسم وأن "الجميع معجبون بذلك".

وفق الخبراء فإن التغيير المقترح ليس وليد اللحظة، بل جاء تتويجاً لتصريحات سابقة لترامب ووزير دفاعه بيت هيجسيث، الذي تعهد بإحياء "عقيدة المحارب" في الوزارة. وكان هيجسيث قد أجرى استفتاء عبر حسابه الشخصي على منصة التواصل الاجتماعي في مارس الماضي، سأل فيه متابعيه عمّا إذا كانوا يفضلون اسم "وزارة الدفاع" أو "وزارة الحرب"، وصوّتت الغالبية لصالح الخيار الثاني.

البنتاجون.. من مبنى إلى رمز

لكن القصة أعمق من مجرد تغيير في التسمية. فالبنتاجون ليس مجرد مبنى، إنه رمز تاريخي يحمل في طياته تحولات أمريكا الاستراتيجية وسياستها الخارجية، ويشير البنتاجون إلى المبنى الذي يضم وزارة الدفاع الأمريكية، والذي يقع في أرلينجتون، فرجينيا، وقد سُمي بذلك لشكله الخماسي الأضلاع، فيما صمم المبنى المهندس المعماري جورج إدوين وبني من قبل المقاول جون مكشاين، وتم تدشينه في 15 يناير 1943.

ويعتبر البنتاجون واحداً من أضخم المباني المكتبية في العالم، ويتسع لحوالي 23 ألف موظف بين عسكري ومدني، بالإضافة إلى حوالي 3 آلاف موظف مساعد لا يعملون لوزارة الدفاع نفسها، وللمبنى خمسة جوانب وطوابق فوق مستوى سطح الأرض وطابقين تسوية تحت الأرض وخمسة ممرات حلقية لكل طابق يبلغ طولها الإجمالي حوالي 28 كيلومتراً.

من وزارة الحرب إلى الدفاع

التسمية التاريخية "وزارة الحرب" تعود إلى العام 1789، عندما أنشئت هذه الوزارة لإدارة شؤون الجيش الأمريكي. استمر هذا الاسم حتى عام 1947، عندما قدم إدارة الرئيس الأمريكي السابق هاري ترومان على تقسيمها إلى الجيش والقوات الجوية، ودمجها مع البحرية التي كانت آنذاك كياناً مستقلاً. أطلق ترومان على الكيان الجديد اسم وزارة الدفاع، لتصبح هيئة على مستوى مجلس الوزراء.

كان الهدف من تغيير الاسم هو منح وزير الدفاع صلاحيات مركزية أكبر على الفروع العسكرية المختلفة، لا سيما البحرية التي تمتعت باستقلالية كبيرة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. ويعكس هذا التغيير التحول في الاستراتيجية الأمريكية من التركيز على الحرب إلى الدفاع في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

لماذا التغيير الآن؟

يرى ترامب أن التسمية الحالية "دفاعية للغاية" في وقت يريد فيه أن تكون الولايات المتحدة "هجومية"، وقال خلال المؤتمر الصحفي: "عندما انتصرنا في الحربين العالميتين الأولى والثانية، كان يُطلق عليها اسم وزارة الحرب، وبالنسبة لي، هذا هو اسمها الحقيقي".

هذا التغيير ليس مجرد إجراء رمزي، بل يحمل دلالات سياسية عميقة، فكما يرى مراقبون، رغم تفاخر ترامب بدوره في محاولة تسوية النزاعات حول العالم، فإن مساعيه لتغيير اسم وزارة الدفاع تشير إلى رئيس متحمس لاستعراض القوة العسكرية خارج حدود الولايات المتحدة.

تحديات التغيير

رغم تصريحات ترامب الواثقة، فإن تنفيذ هذا التغيير يحتاج على الأرجح إلى موافقة الكونجرس، نظراً لأن تأسيس وزارة الدفاع تم بموجب قانون صادر منذ عقود. كما أن القرار قد يواجه معارضة من داخليين في الإدارة الأمريكية ومن الحلفاء الذين قد يرون في هذه الخطوة تأكيداً على الصورة العدوانية للولايات المتحدة.

من الناحية العملية، سيتطلب تغيير الاسم تعديلات في الوثائق الرسمية والمراسلات الدبلوماسية والمعاهدات الدولية، مما قد يكون عملية معقدة ومكلفة.

الخلفية التاريخية للبنتاجون

وُلد البنتاجون من ضرورة ملحة خلال الحرب العالمية الثانية. قبل بنائه، كان المقر الرئيسي لوزارة الحرب الأمريكية في مبنى الذخائر، وهو مبنى مؤقت أقيم خلال الحرب العالمية الأولى. مع توسع الوزارة بشكل سريع تحسباً لدخول الولايات المتحدة الحرب، وجد وزير الحرب هنري إل ستيمسون أن الوضع غير مقبول، مع اكتظاظ المبنى وانتشار مكاتب القسم في عشرات المباني الأخرى.

في مايو 1941، أخبر ستيمسون الرئيس فرانكلين روزفلت أن وزارة الحرب بحاجة إلى مساحة إضافية، وبتاريخ 17 يوليو 1941، عقدت جلسة استماع في الكونجرس نظمها عضو الكونجرس عن ولاية فرجينيا كليفتون وودرم، بخصوص مقترحات لمباني وزارة الحرب الجديدة، ضغط وودرم من أجل "حل شامل" لمشكلة المساحة بدلاً من بناء المزيد من المباني المؤقتة.

تم اختيار موقع على ضفاف نهر بوتوماك في أرلينغتون، فرجينيا، مع متطلبات ألا يزيد ارتفاع المبنى عن أربعة طوابق، وأن يستخدم الحد الأدنى من الفولاذ. الموقع الأول المختار كان "مزارع أرلينغتون"، والذي كان له شكل خماسي تقريباً، لذلك تم التخطيط للمبنى على ذلك النحو. لكن روزفلت غير رأيه لاحقاً واختار موقع مطار هوفر بدلاً منه، لكن التصميم الخماسي بقي كما هو.

بدأ بناء البنتاجون في 11 سبتمبر 1941، وتم الانتهاء منه في 15 يناير 1943، أي خلال 16 شهراً فقط، وهي مدة قياسية لمبنى بهذا الحجم. بلغت تكلفة البناء 83 مليون دولار (ما يعادل 1.33 مليار دولار بقيم اليوم).

البنتاجون.. ثلاثة في واحد

أصبح البنتاجون أكثر من مجرد مبنى، فهو رمز للقوة العسكرية الأمريكية. كما يقول المؤرخون: "البنتاجون ثلاثة في واحد: إنه مبنى، ومؤسسة، ورمز. إنه رمز للأمة والعالم منذ بدايته، وهو قبل كل شيء استعارة للقوة والنفوذ الأمريكي مع كل الصور الجيدة والسيئة التي يقترحها مثل هذا الرمز".

للبنتاجون مكانة خاصة في الوعي الجمعي الأمريكي. فلبعض الأمريكيين، هو تجسيد للقوة والسلطة الأمريكية، ومركز القيادة للمؤسسة العسكرية، وصخرة الأمان. بينما يراه آخرون رمزاً للعسكرية والعنف، ومكاناً مقدساً للموت.

الهجوم على البنتاجون

في 11 سبتمبر 2001، تعرض البنتاجون لهجوم إرهابي عندما اصطدمت به الطائرة الرحلة 77 التابعة للخطوط الجوية الأمريكية، مما أدى إلى مقتل 184 شخصاً. كان هذا أول هجوم أجنبي كبير على المنشآت الفيدرالية في منطقة العاصمة منذ حرق واشنطن خلال حرب 1812.

بعد الهجمات، تم إصلاح الجانب الغربي من المبنى، مع إضافة نصب تذكاري صغير ومصلى في نقطة الاصطدام. في عام 2009، تم افتتاح نصب تذكاري في الهواء الطلق مخصص لضحايا البنتاجون في هجمات 11 سبتمبر مباشرة جنوب غرب المبنى.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أسعار النفط تنخفض 1%.. وخام برنت لشهر أكتوبر تحت 69 دولارًا (تحديث)
التالى رئيس الوزراء يتابع جهود إعادة هيكلة الهيئات الاقتصادية ضمن الإصلاح الاقتصادي الشامل