تحولت أسعار النفط، للانخفاض بأكثر من 1% خلال تعاملات اليوم الإثنين 4 أغسطس/آب 2025، لتواصل نزيف الخسائر للجسة الثالثة على التوالي وسط مخاوف من زيادة المعروض.
واستهلت الأسواق التعاملات الصباحية في آسيا على تراجع قبل أن تتجاوز المخاوف من زيادة الإمدادات بعد توافق دول أوبك+ الـ8 المشاركة في تخفيضات الإنتاج الطوعية على زيادة أخرى في الإنتاج خلال سبتمبر/أيلول.
وقررت السعودية و7 دول في أوبك+ زيادة إنتاجها في سبتمبر/أيلول 2025 بنحو 547 ألف برميل يوميًا، ما يعني تخلُّصها من إجمالي التخفيضات الطوعية الإضافية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا بالكامل، مشيرة إلى أن انتعاش الاقتصاد العالمي وانخفاض المخزونات دفعت دول التحالف لتسريع وتيرة التخلص من تخفيضاتها الطوعية.
وتتخذ دول أوبك+ نهجًا احترازيًا واستباقيًا ووقائيًا في دعم استقرار سوق النفط، بناءً على دراسة السوق من جهة، من أجل إحداث التوازن بما يخدم الدول المنتجة والمستهلكة للنفط.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، يوم الجمعة 1 أغسطس/آب، على انخفاض بنسبة 3% لتواصل الخسائر الممتدة منذ الجلسة الماضية، لكنها سجلت مكاسب أسبوعية.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 10:23 صباحًا بتوقيت غرينتش (01:23 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، انخضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2025، بنسبة 1.18%، لتصل إلى 68.85 دولارًا للبرميل.
كما هبطت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم سبتمبر/أيلول 2025، بنسبة 1.31%، لتصل إلى 66.45 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وحقّق الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط) مكاسب خلال الأسبوع الماضي بنسبة 3% و3.3% على التوالي وسط مخاوف من انقطاع الإمدادات على خلفية التهديدات الأميركية بفرض عقوبات على روسيا.
ويتوقّع محللون في غولدمان ساكس أن الزيادة الفعلية في المعروض من دول أوبك+ الـ8 التي رفعت الإنتاج منذ مارس/آذار ستبلغ 1.7 مليون برميل يوميًا؛ لأن أعضاء آخرين في المجموعة خفّضوا الإنتاج للتعويض عن زيادة الإنتاج سابقًا.
تحليل أسعار النفط
قالت المحللة في آر بي سي كابيتال ماركتس، هيليما كروفت، حول تحليل أسعار النفط: "يبدو أن الرهان على قدرة السوق على استيعاب البراميل الإضافية قد أتى بثماره لأصحاب الطاقة الفائضة هذا الصيف؛ إذ لا تزال الأسعار قريبة من مستويات ما قبل بدء التخلص من التخفيضات الطوعية".
مع ذلك، لا يزال المستثمرون حذرين من فرض عقوبات أميركية إضافية على إيران وروسيا، والتي قد تُعطل الإمدادات.
وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بفرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100% على مشتري النفط الخام الروسي، في سعيه للضغط على موسكو لوقف حربها في أوكرانيا.
وأظهرت تدفقات التجارة في بورصة لندن للأوراق المالية أن سفينتين على الأقل محمّلتين بالنفط الروسي، متجهتين إلى مصافي التكرير في الهند، قد غيّرتا مسارهما إلى وجهات أخرى عقب العقوبات الأميركية الجديدة.
قال محللون في آي إن جي (ING) بقيادة وارن باترسون، في مذكرة، إن تهديدات واشنطن تُعرِّض نحو 1.7 مليون برميل يوميًا من إمدادات الخام للخطر، إذا توقّفت المصافي الهندية عن شراء النفط الروسي.
وأضافوا أن هذا من المحتمل أن يمحو الفائض المتوقع حتى الربع الرابع وعام 2026 ويوفر لأوبك+ الفرصة لبدء إنهاء الشريحة التالية من تخفيضات الإمدادات التي يبلغ مجموعها 1.65 مليون برميل يوميًا.
وتواصل الدول الـ8 -المملكة العربية السعودية وروسيا والإمارات والكويت والعراق والجزائر وسلطنة عمان وقازاخستان، بالإضافة إلى الغابون، التزامها بتخفيضات طوعية إضافية بمقدار 1.65 مليون برميل يوميًا، حتى نهاية عام 2026.
وإلى جانب ذلك، يلتزم تحالف أوبك+ بأكمله بتخفيضات إنتاج تبلغ مليوني برميل يوميًا، بدأ تنفيذها في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وتستمر حتى نهاية العام المقبل (2026).
ومع ذلك، قال مصدران حكوميان إن الهند ستواصل شراء النفط من روسيا على الرغم من تهديدات ترمب.
كما أن المخاوف بشأن الرسوم الجمركية الأميركية التي تؤثر في النمو الاقتصادي العالمي واستهلاك الوقود تخيم على السوق، خاصة بعد أن جاءت البيانات الاقتصادية الأميركية عن نمو الوظائف يوم الجمعة أقل من التوقعات.
وقال الممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير، يوم الأحد، إن الرسوم الجمركية التي فُرضت الأسبوع الماضي على عشرات الدول من المرجح أن تظل سارية بدلًا من خفضها كجزء من المفاوضات المستمرة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
){kind=link}