شهدت الأسواق المالية الأمريكية، الثلاثاء، حالة من الاضطراب عقب القرار المفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقالة ليزا كوك، عضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في خطوة غير مسبوقة أثارت قلق المستثمرين بشأن استقلالية البنك المركزي الأمريكي.
جاءت الإقالة بعد اتهامات وُجّهت لكوك من قِبل مدير وكالة تمويل الإسكان الفدرالية، ويليام بولتي – المعيّن من ترامب – بأنها ارتكبت مخالفات تتعلق برهنين عقاريين اعتُبرا في الوقت نفسه مسكنين رئيسيين، الأمر الذي دفع وزارة العدل الأمريكية لفتح تحقيق رسمي في القضية. ورغم أن كوك كانت من المقرر أن تستمر في ولايتها حتى عام 2038، إلا أن ترامب تحرك سريعًا لإنهاء عضويتها، مبررًا القرار بوجود "مخالفات مالية خطيرة".
أدى هذا التطور إلى تراجع ملحوظ في الدولار الأمريكي وانخفاض العوائد على سندات الخزانة قصيرة الأجل، حيث هبط العائد على السندات لأجل عامين – وهو المؤشر الأكثر ارتباطًا بتوقعات أسعار الفائدة – بمقدار 4 نقاط أساس ليصل إلى 3.6900%، في حين تراجع العائد على السندات لأجل خمس سنوات بنحو 3 نقاط أساس ليسجل 3.7570% قبل أن يستقر عند 3.7799%.
يرى محللون أن الأسواق باتت ترجّح بشكل أكبر إقدام الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل بشهر سبتمبر، مع وصول احتمالات الخفض إلى نحو 82% بحسب عقود العقود الآجلة، وسط توقعات بأن يتجاوز مجموع التخفيضات 53 نقطة أساس بنهاية العام.
في المقابل، أظهرت السندات الأطول أجلًا تحركات مختلفة، إذ ارتفع العائد على سندات العشر سنوات بـ1.5 نقطة أساس إلى 4.2906%، كما صعد العائد على السندات لأجل 30 عامًا إلى 4.9330% بزيادة 4.4 نقاط أساس. ويرى خبراء أن هذا التباين يعكس مزيجًا من القلق حيال استقلالية الفيدرالي من ناحية، وتوقعات الأسواق بخفض الفائدة من ناحية أخرى.
وفي هذا السياق، علّق شوكي أوموري، كبير استراتيجيي المكاتب في «ميزوهو سيكيوريتيز» بطوكيو، قائلاً: «هذا لا يبدو جيداً، الفيدرالي لم يعد يبدو كهيئة مستقلة. الأسواق بدأت الآن تسعّر احتمال خفض الفائدة في سبتمبر، بل ومزيدًا من الخفض حتى نهاية العام، لكن لم تُسعّر بعد مخاطر إقالة مزيد من المسؤولين داخل الفيدرالي».
تُعد هذه الخطوة جزءًا من ضغوط ترامب المستمرة لإعادة تشكيل القيادة داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث يسعى منذ فترة إلى دفع المجلس نحو خفض كبير وسريع للفائدة لدعم النمو الاقتصادي، رغم المخاوف المستمرة من ارتفاع معدلات التضخم.
ويرى مراقبون أن تداعيات هذه الإقالة لن تقتصر على الأسواق الأمريكية وحدها، بل قد تمتد إلى الأسواق العالمية، نظرًا لحساسية المستثمرين تجاه أي إشارة تمس استقلالية السياسة النقدية في أكبر اقتصاد عالمي.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.