قال د. نزار نزال، محلل الشؤون الإسرائيلية، في تصريح خاص لـ الفجر، إن إسرائيل لا تنوي التوجه إلى أي مسار سياسي حقيقي، مؤكدًا أن "ما يُطرح الآن تحت مسمى المفاوضات، ليس سوى محاولة لفرض استسلام كامل على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة".
وأوضح نزال أن زيارة وزير الحرب الإسرائيلي المرتقبة غدًا إلى القيادات العسكرية والأمنية لن تحمل أي بوادر تفاوض أو حلول سياسية، بل ستتركز – حسب التقديرات الإسرائيلية – على التمهيد لاجتياح المخيمات المحيطة بمدينة غزة، ودعم ما أسماه بـ "خطة الحسم" المتمثلة في نزع سلاح المقاومة وطرد قادتها.
لا هدنة.. ولا صفقة
وشدد نزال على أن الحديث عن هدنة أو صفقة سياسية في الوقت الراهن "محض وهم"، مؤكدًا أن الوفد الإسرائيلي المكلف بالتفاوض لا يحمل أي مرونة أو نية للتسوية، بل جاء بـ "شروط استسلام كاملة"، أبرزها:
- نزع سلاح حركة حماس
- خروج القيادات العسكرية من غزة
- استعادة الأسرى الإسرائيليين دون مقابل
وأضاف: "ما تطرحه إسرائيل اليوم ليس مفاوضات، بل إملاءات مذلة تُصاغ تحت ضغط القوة والسلاح، ولا علاقة لها بالمسارات السياسية أو التسويات المشروعة".
إسرائيل تدفع ثمنًا باهظًا.. لكنها ماضية في التصعيد
ورغم ما تكبده الجيش الإسرائيلي من خسائر، يرى نزال أن إسرائيل ما زالت متمسكة بتحقيق أهدافها الكبرى، قائلًا:
"صانع القرار الإسرائيلي يدرك أنه دفع ثمنًا كبيرًا، لكن ذلك لا يدفعه نحو التهدئة، بل نحو مضاعفة الضغط العسكري لتحقيق ما لم يستطع تحقيقه في الحروب السابقة".
وأكد أن القيادة الإسرائيلية تسعى لتنفيذ أهداف ما دام راودتها منذ سنوات، مضيفًا: "إسرائيل تعتبر هذه الحرب فرصة تاريخية لتحقيق حسم عسكري يعيد تشكيل الواقع الأمني والسياسي في غزة، ويُعيد هيبة الردع المفقودة منذ سنوات".
المقاومة لن تخضع.. والصراع مفتوح
وفي ختام تصريحه لـ "الفجر"، أكد نزال أن المقاومة الفلسطينية ليست في موقع الاستسلام أو الخضوع، مشيرًا إلى أن "ما يجري هو صراع إرادات مفتوح، والميدان وحده سيحسم مسار الأمور".