قصة نجاة مريم .. في حادثة مأساوية أثارت مشاعر الحزن في مدينة الإسكندرية، وتحديدا في منطقة أبو تلات، تمكنت الشابة مريم وليد، البالغة من العمر 17 عامًا، من النجاة بشكل مذهل من كارثة كانت على وشك أن تودي بحياتها. اسم مريم كان مسجلًا ضمن قائمة ركاب القارب الذي تعرض لحادث الغرق الجماعي على شاطئ أبو تلات.
ما يميز قصة نجاة مريم أنها لم تكن مجرد مصادفة عابرة، بل سلسلة من الأحداث التي بدأت بقرار بسيط وانتهت بإنقاذها في آخر لحظة، لتشكل واحدة من تلك القصص التي تبقى محفورة في الذاكرة.
تفاصيل نجاة مريم من حادث غرق شاطئ أبو تلات
بدأت القصة عندما قررت مريم المشاركة في رحلة تابعة لمعسكر مع أصدقائها، وسارعت إلى دفع تكاليفها استعدادًا لقضاء وقت ممتع.
أوضحت مريم أن الحجوزات كانت مؤكدة، والجميع كان في حالة من الحماس لقضاء عطلة صيفية بين أجواء شاطئية مريحة ومليئة بالمرح.
لكن قبل ساعات قليلة فقط من موعد السفر، وجدت مريم نفسها في مواجهة ظروف عائلية طارئة أجبرتها على تأجيل الرحلة. ما بدا في البداية مجرد إحباط عابر، تحول بسرعة إلى قرار فارق كان له أثر كبير أشبه بالاختيار بين الحياة والموت.
في اليوم الذي كان مقررًا أن تسافر فيه مريم، وقعت مأساة كبيرة. اجتاحت أمواج عنيفة ودوامات مائية قوية الشاطئ، مما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة بين أصدقائها، مع تسجيل وفيات وإصابات.
وصلت فرق الإنقاذ على الفور إلى الموقع، لكن المشهد كان أشبه بكارثة. غرق العديد من الركاب وسط الفوضى، بينما تمكن آخرون من النجاة بعد صراع عسير.
عندما بلغ الخبر مريم، كانت الصدمة بالغة. بعيون مغرورقة بالدموع، قالت إنها تلقّت اتصالًا من صديقة تخبرها بما حدث. “لم أستطع تصديق ما سمعت، شعرت وكأن قلبي توقف عن النبض. خُيّل لي أنني كنت مكانهم، وارتجف جسدي بقشعريرة لا توصف”، عبرت مريم بذلك عن مشاعرها.
لحظة حياة فارقة
ما حدث لم يكن مجرد رحلة، بل لحظة حياة فارقة. واستدركت مريم قائلة إن الأموال التي دفعتها للحصول على تذكرة السفر تحولت إلى فرصة للنجاة من موقف كان يمكن أن يكون الأخير في حياتها.
عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت قصتها بسرعة حيث وجد الكثيرون فيها درسًا مدهشًا حول تأثير القدر على حياتنا بطرق غير مألوفة. أصبحت مريم الآن أكثر يقينًا بأن لكل لحظة وتفصيل في حياتنا غاية وحكمة، وأن الحظ أو القدر قد يتدخل لإنقاذنا بطرق لا نتوقعها.
اختتمت مريم حديثها برسالة مليئة بالمشاعر: “أنا ممتنة لكل لحظة من حياتي الآن. الحادث جعلني أعي قيمة الحياة بشكل لم أعرفه من قبل. أصلي من أجل من فقدناهم في ذلك اليوم المأساوي، وأدعو الله أن يمنح أهلهم الثبات والصبر.”
