أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، بتنفيذ غارة جوية استهدفت مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب قطاع غزة، بدعوى رصد "تهديد" في محيطه، في وقت أثار الهجوم صدمة وغضبًا واسعًا بعد سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
فتح تحقيق أولي
وأوضح الاحتلال الإسرائيليأن رئيس الأركان إيال زامير أصدر أوامر بفتح تحقيق أولي عاجل للوقوف على ملابسات القصف، معربًا عن "الأسف لسقوط مدنيين" جراء الضربة.
وأشار البيان إلى أن الجيش لا يستهدف الصحافيين بأي شكل من الأشكال، ويعمل على تقليص الأضرار البشرية قدر الإمكان مع الحفاظ على أمن عناصره، إلا أن الحادثة أثارت تساؤلات حول التزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني في ظل تكرار استهداف المرافق المدنية.
حصيلة الضحايا تتصاعد
وأكدت مصادر طبية في غزة أن عدد القتلى ارتفع إلى 20 شخصًا جراء القصف، بينهم أربعة صحافيين وعنصر في الدفاع المدني، إضافة إلى عدد من الجرحى الذين أصيبوا في الغارتين اللتين استهدفتا المستشفى بشكل متتالٍ.
ويعد مجمع ناصر الطبي من أكبر المستشفيات العاملة جنوب القطاع، ويستقبل مئات المصابين يوميًا منذ بداية التصعيد العسكري، مما يجعل استهدافه ضربة قاسية للقطاع الصحي المنهك أصلًا تحت وطأة الحرب والحصار.
استهداف المرافق الطبية والإعلامية
ويأتي قصف مجمع ناصر ضمن سلسلة من الغارات التي طالت منشآت طبية وإغاثية وصحافية خلال الحرب المستمرة على غزة، الأمر الذي اعتبرته جهات حقوقية ومنظمات دولية انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، الذي يحظر استهداف المستشفيات والعاملين في القطاع الصحي والصحافيين أثناء النزاعات المسلحة.
وأشار مراقبون إلى أن استهداف الصحافيين يمثل مساسًا مباشرًا بحرية الإعلام، ويقوّض الجهود الرامية إلى نقل صورة ما يجري على الأرض، فيما يحذر خبراء من أن قصف المرافق الطبية يفاقم من حجم الكارثة الإنسانية في القطاع، ويضع حياة آلاف المرضى والمصابين على المحك.
دعوات لمحاسبة دولية
وقد أثارت الغارة على مجمع ناصر الطبي انتقادات محلية ودولية واسعة، وسط دعوات لفتح تحقيق شفاف ومستقل، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات المتكررة ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية في غزة.
وأكدت منظمات إنسانية أن ما حدث "جريمة حرب موثقة"، مطالبة المجتمع الدولي بممارسة ضغط فعلي على إسرائيل لوقف استهداف المستشفيات والصحافيين، وضمان حماية المدنيين وفقًا للمعاهدات الدولية.
كارثة إنسانية متصاعدة
ويعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية خانقة مع تواصل القصف الإسرائيلي، ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وانهيار منظومة الرعاية الصحية. ويرى خبراء أن استمرار استهداف المستشفيات ينذر بانهيار كامل للقطاع الصحي، ويضاعف من معاناة السكان المحاصرين، في ظل غياب أي مؤشرات جدية على قرب التوصل إلى تهدئة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
